حين يصبح الأسود لونًا لحياتك (مراجعة رواية “الأسود يليق بك”)
يظل العاشق تائها في سمفونية لا يملك لها لا مفتاح صول ولا القفلة الموسيقية. "الأسود يليق بك"
add تابِعني remove_red_eye 13,593
رواية “الأسود يليق بك” من أشهر روايات الكاتبة الجزائرية التونسية “أحلام مستغانمي” بعد رواية “ذاكرة الجسد” والتي حازت بفضلها على جائزة “نجيب محفوظ” لعام (1998م).
قصة رواية الأسود يليق بك
تدور أحداث الرواية بداية مع “طلال هاشم”، رجل أعمال ثري عربي في الخمسينيات من عمره. يعجب بالمغنية “هالة الوافي” بعد أن رآها في أحد المقابلات في التلفاز، حيث أعجب بكبريائها واختلافها ومواقفها السياسية ودفاعها عن مبادئها وكذا أعجب بالأسود الذي ترتديه دائمًا. ثم يبدأ “طلال هاشم” في التخطيط لطريقة ما كي يجذب اهتمام “هالة الوافي” وينال إعجابها. ومن هناك يدخل إلى حياتها المليئة بالاضطرابات والمآسي. فيا ترى، هل سينجح في كسب قلبها؟ وما الذي سيحدث إذا تحقق ما يريده؟
رأيي في رواية الأسود يليق بك
“الأسود يليق بك“، رواية رومانسية اجتماعية تحكي عن الفكر والصراعات الداخلية والأنانية وشتى المواضيع التي تتعلق بالتفكير الذاتي، ليست رواية أحداث وإنما رواية مشاعر.
تمثل الجانب السياسي في الرواية في “العشرية السوداء” في الجزائر بداية من عام (1992م) وتحدثت كذلك عن الإرهاب والظلم في تلك الفترة، وكذا مخلفات الاستعمار الفرنسي والهجرة غير الشرعية. حيث نستطيع القول إنه يستحيل على أي أحد لم يعش تلك الفترة أن يفهم البطلة “هالة الوافي” في مواقفها في هذه الرواية والمآسي التي تعرضت لها حيث فقدت أباها وأخاها في تلك الحرب الأهلية. فأصبحت بعد ذلك تدافع عن قضية وطنها بكل ما أوتيت من قوة وجرأة، وبيّنت موقفها تجاه القضايا التي كانت موجودة آنذاك أمام كل الوطن العربي.
تقول الكاتبة “أحلام”: إن قصص الحب كلها تبدأ بحركة موسيقية، وأن العاشق يظل تائها في سمفونية لا يملك لها لا مفتاح صول ولا القفلة الموسيقية، فيبقى عالقًا في منتصف القطعة. بالنسبة لي كان أجمل اقتباس في الرواية هو: “الأحلام التي تبقى أحلامًا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق يكون على ما حدث مرة واحدة، وما كنا ندري أنه لن يتكرر”.
أحببت الرواية في كيفية سردها وتفاصيلها الصغيرة، بجانبها السياسي المتمثل في إظهار الجوانب المظلمة للحرب الأهلية في الجزائر في القرن العشرين. بالرغم من أن قصة الرواية مبتذلة بعض الشيء إلا إنها كانت مختلفة عن مثيلاتها بأسلوب الكاتبة المميز وذلك الشيء الذي لا يستطيع أحد إنكاره. حبكة الأحداث (و لو كانت قليلة) إلى جانب طريقة سرد الرواية التي بدأت من النهاية وانتهت بالبداية ما يحفزك ويدفعك لإتمام الرواية كي تختفي علامات الاستفهام من رأسك.
أحببت شخصية “هالة الوافي” جدًّا، حيث كانت شخصية مناضلة تدافع عن شرف بلدها وقضيتها ومبادئها بكل ما أوتيت من قوة وجرأة بالرغم من كل التهديدات التي تتعرض لها سواء من طرف الإرهاب الذي كان يتوعدها بنهاية مثل نهاية أبيها، أو من طرف عائلتها المحافظة التي تتهمها بتدنيس شرف العائلة. إلا أنها صمدت وقاومت. على غرار شخصية “طلال هاشم” التي كانت شخصية متناقضة كثيرًا، لا تعرف ما تريد في الحياة، كانت شخصية لديها كل شيء ولا تملك شيئًا. تريد أخذ كل شيء يعجبها، أنانية كثيرًا أو نرجسية إن صح التعبير. إضافة إلى أنني لم أحب بعض الأحداث الجريئة مما جعلها لا تصلح أن تكون رواية عائلية.
وفي الأخير، أنصح بالرواية إلى تلك الفئة من القراء الذين يحبون الروايات الذاتية الهادئة البعيدة عن الإثارة. فعن نفسي أحببت هذه الرواية كثيرًا من هذه الناحية.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 13,593
مراجعة وقراءة في رواية الأسود يليق بك
link https://ziid.net/?p=66086