ثلاثة مؤلفات للكاتب غسان كنفاني تم تحويلها إلى أعمال درامية
الفن دائمًا هو أفضل الطرق للتعبير عن المشاعر والتجارب والحياة.. والفن هو صاحب فضل كبير في تعريف العالم بالقضية الفلسطينية
add تابِعني remove_red_eye 21,476
يعتبر غسان كنفاني من أهم الكتاب الفلسطينيين الذين كرسوا قلمهم للكتابة عن فلسطين والقضية الفلسطينية، ينتمي غسان إلى الجيل الذي هُجّر قسرًا من وطنه الأم بمدينة حيفا إلى بيروت إبان النكبة، ثم انتقل بعدها إلى الكويت. لكنفاني الكثير من المؤلفات، منها التي لم ينهها عندما تم اغتيالهُ في بيروت من طرفِ الموساد الإسرائيلي. حوّلت بعضُ من أعمالهِ إلى أعمالٍ درامية.
في هذا المقال سنرصد لكَ ثلاثةً من رواياتهِ تحولت إلى مسلسل أو فيلم
1. فيلم المخدوعون (1972)
تم اقتباس سيناريو هذا العمل عن روايةِ (رجال في الشمس) التي تم إصدارها عام 1963، قام بإخراجه توفيق صالح عام 1972، وتم إنتاجه من طرفِ المؤسسة العامة للسينما. يرصدُ هذا العمل ثلاث شخصياتٍ مختلفة (أبو القيس، أسعد، مروان)، يجمع بينها حلمٌ واحدٌ هو الوصول إلى الجنةِ المنشودة آنذاك “الكويت” لتحقيق دخلٍ مادي، وحياةٍ كريمة عوضَ الأوضاع السيئة بل الكارثية التي يعيشونها وعائلاتهم.
إذ يصور مصير العوائل والأفراد ما بعد النكبة 1948، وخروج الناس من منازلهم وتركهم لأراضيهم، ليصبحوا مجردَ سكان في المخيمات. يُكافح كل من جهته لتخطي حدود العراق بطريقةٍ غير شرعية للوصول إلى الكويت كما أقنعهم “أبو الخيزران” وأن ما ينتظرهم هناك يستحق المعاناة والدفع. ليضطروا في آخر الطريقِ الاختباء في خزان الشاحنة، وينتقل مصيرهم إلى مصيرٍ لم يتوقعوه. لتصبحَ تلكَ الجملة الشهيرة عنوانا لمأساتهم: لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟”.
شارك في التمثيل كل من: عبد الرحمن آل رشي، محمد خير حلواني، بسام لطفي وثناء دبسي.
2. فيلم المتبقي
يعود الفيلم لعامِ 1995 وهو مقتبس عن روايةٍ بنفس العنوان لكنفاني. فيلم سوري يجسد مأساةً من مآسي الشعب الفلسطيني التي وإن اختلفت في التفاصيل فهي تحمل نفس الألم. قصةُ سعيد ولطيفة “جمال سليمان وجيانا عيد”، الزوجان اللذان هُدِّدا مرارًا بالتجريد من بيتهما في حيفا لأجل المستوطنين الصهاينة الذين استقدموا، لكنهما رفضا ذلك مرارًا، فقررت الأم أن تأتي من غزة لإقناعهما بالرحيل لكنها تصلُ بعد أن يتم التخلص منهما ويدخل المستوطن يورام وزوجته هانا “بسام كوسا وصباح بركات” ليحتفظا بالطفل العربي فرحان الذي قُتل والداه.
هُنا تقرر الجدة الصفية استرجاع الطفل، آخر ما تبقى من العائلة لتقدم نفسها أنها الخادمة ومربيته. ليصير موشيه كما سمته العائلة الجديدة، قضيتها. يبرز الفيلم الظلم والانتهاك التي تعرض له الفلسطينيون إبان النكبة، التطهير العرقي، التهجير القسري وكذلك تشويه الحقائق من خلال الفيلم الذي يعكفان على إنتاجه مع صديقهم شمعون “غسان مسعود”.
3. مسلسل عائد إلى حيفا
تبدو النكبة راسخة في ذهن غسان، فلا يمرُ عملٌ إلا وتكون حاضرة، وربما لأنها أيضًا حدث مفصلي في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث رسمت خريطة أخرى لفلسطين وتم تأسيس دولةٍ للمحتل. قبل 15 مايو 1948 وهو تاريخ خروج الانتداب البريطاني من فلسطين ليسلم الأمر إلى الصهاينة، تم تهجير الكثير من القرى، حيفا واحدةٌ منها بالضبط في تاريخ 21/22 من أبريل 1948، وهذا هو التاريخ الذي خرجت فيه صفية للبحث عن زوجها تاركةً ابنها في المنزل، لكنها لم تتمكن العودة بسبب المدافع لتبدأ حياة مليئة بالحرقة والألم.
لقد أدت نورمان أسعد وسلوم حداد دوريهما ببراعة، لا تشك للحظة واحدة أنك خارج حيفا لتعيش معهما كل الآلام الممكنة. العمل الذي يبدأ بالتهجير الذي تعرض إليه سكان حيفا يواصل بعرض المصائر التي تعرضَ لها، كل شخصيةٍ والجيل الثاني من أبناء النكبة. مسلسل مؤلم يغوص في الحياة الفلسطينية في النكبة وما بعدها. تم إنتاجه عام 2004 وقام بإخراجه باسل الخطيب وكتب السيناريو نزال غسان.
لم يقدم كنفاني أعمالًا تنسى، أو لتوضع على الرفِّ بعد مرورِ وقتها، بل قدم لنا أعمالًا لا تموت، لا تتراجع عن الواجهة، في كل حدثٍ، مواجهة، اشتباك نجد كلمات غسان الغائب منذ سنوات طويلة، كأنه هنا، كأنه يكتب الآن، يشاهد ويلاحظ ويحلل، تجد فقراتٍ، قصصًا، وحكاياتٍ كاملة، وكأنه عاشها في حياةٍ سابقة ليكتب عنها. غسان قلم القضية، الذي صنعَ رصاصها من الكلمات، من يستطيع بعد ما كتبه وتعرض لهُ، أن يقول إن الكلمة لا تؤثر، لا تنصر القضايا ولا تحرك العدو خوفًا، الكلمة جهاد ومقاومة في وجهِ الاحتلال.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 21,476
اشتهر غسان كنفاني ككاتب وصحفي، في هذا المقال نقدم لك أعماله الأدبية التي تحولت لأعمال درامية.
link https://ziid.net/?p=86174