الموت الغريب لإدجار آلان بو

كتبت صحيفة أمريكية ذات يوم أنه هناك زائر غامض يأتي إلى مقبرة (بو) على مدى عقود في يوم عيد ميلاده، مما أضاف غموضًا ورهبة لقصته، إدجار آلان بو المثير دائما في حياته وقصصه. يقول بودلير “أصلي كل صباح لله القوي العادل، لأجل أبي ومن أجل ماريت ومن أجل بو”. بودلير أفضل من ترجم لبو وجعل فرنسا تعرف كتاباته، وقد تعرضت سيرته الذاتية للنقد واتهمه النقاد اتهامات كثيرة حتى توالت الدراسات لقصائده لتسقط عنه هذه الاتهامات.

لقد كان تأثير بو ممتدًا لعقود وعلى ثقافات عديدة. وأكثر ما أثار الاهتمام ب “بو” هو غموض قصصه وموته أيضًا. ظلت ميتة “إدجار آلان بو” لغزًا، خاصة وأنه لم يعثر على أي أوراق تخص وفاة “بو” ولا حتى شهادة وفاته، فالقصة التي نعرفها عن موته أنه في (3 أكتوبر 1849م)، وجده الموسيقي جوزيف ووكر ملقى على الأرض وهو يهذي مرتديًا ملابس غير ملابسه المعتادة.

كان “بو” قد غادر ريتشموند بولاية فيرجينيا في (27 سبتمبر) متجهًا إلى فيلادلفيا حيث كان من المقرر أن يضع بعض التعديلات لمجلد شعري للسيدة سانت ليون لاود، كما يخبرنا متحف “بو” . وبدلًا من ذلك انتهى به المطاف في بالتيمور ، شبه فاقد الوعي ويرتدي ملابس رخيصة وغير مناسبة تمامًا، اعتقد البعض أن ملابسه كانت قد سرقت منه وهو في هذه الحالة، لم يكن حاله يسمح بأن يشرح لماذا هو هنا وماذا حدث له، قد ترك لنا بوفاته لغزًا بوليسيًّا تمامًا كقصصه الغرائبية المروعة، لقد عاش الكثير من العلماء والأطباء يحاولون حل هذا اللغز حتى بعد (150) عامًا من وفاته.

استكمالا للقصة التي نعرفها فيفترض معظم الناس أن بو قد مات بسبب تسمم من كثرة شرب الخمر، صاحب هذه الشائعة هو صديق بو جوزيف سنودجراس، الذي ظل يستخدم قصة وفاة “بو” مخمورًا في حملته ضد المشروبات الكحولية، على الرغم من أن “بو” لم يحتس الخمر أبدًا لمدة ست شهور قبل وفاته ورفض طبيبه كذلك هذه النظرية ولكن هذا لم يحل لغز وفاة “بو” الطبيب موران طبيب بو كانت له نظرية أخرى.

ما حدث لبو

افترض الأطباء في المركز الطبي بجامعة ميريلاند أن “بو” ربما أصيب بداء الكلب من أحد حيواناته الأليفة، على الأرجح قطة. يفسر هذا التشخيص الهذيان والأعراض الأخرى المبلغ عنها ، على الرغم من أنه لا يمكن لأحد أن يقول هذا بشكل قاطع نظرًا لعدم وجود تشريح للجثة بعد وفاته. كما هو الحال مع أي لغز، هناك نقص محبط في الأدلة والفرضيات كثيرة، يقدم متحف “بو” قائمة بالأسباب المحتملة للوفاة مع التواريخ والمصادر بما في ذلك نظريات داء الكلب والكحول.

فرضية أخرى للغز وفاة “بو” ربما تكون الأرجح

هناك نظرية يصفونها بإيجاز وهي النظرية الأكثر شيوعًا: أن “بو” مات نتيجة ممارسة تسمى “التعاون”. يتوسع موقع يسمى (The Medical Bag) حول نظرية التعاون، وهي المفضلة لدى الغالبية العظمى من السير الذاتية لبو يشير المصطلح إلى ممارسة في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر تم فيها إجبار مواطنين أبرياء على التصويت -غالبًا عدة مرات- لمرشح معين في الانتخابات.

في كثير من الأحيان كان يتم اختطاف هؤلاء الأشخاص من الشوارع ووضعهم في غرفة تسمى الحظيرة وإعطاؤهم الكحول أو المخدرات من أجل اتباع الأوامر. وإذا رفضوا التعاون سيتعرضون للضرب أو حتى القتل. أحد التفاصيل الهزلية القاتمة: كان الضحايا في كثير من الأحيان يُجبرون على تغيير ملابسهم وحتى أُجبروا على ارتداء الشعر المستعار واللحى المزيفة والشوارب كملابس تنكرية حتى لا يتم التعرف عليهم من قبل مسؤولو التصويت في مراكز الاقتراع.

هذه النظرية معقولة للغاية. بعد كل شيء، تم العثور على “بو” في الشارع يوم الانتخابات، والمكان الذي تم العثور فيه كان في نفس الوقت حانة ومكانًا للتصويت. أضف إلى ذلك الطبيعة الفاسدة والعنيفة السيئة السمعة لانتخابات بالتيمور في ذلك الوقت، وكذلك لدينا سيناريو قد يكون فيه المؤلف قد تعرض للاختطاف والتخدير والضرب حتى الموت في مخطط احتيال الناخب. في النهاية، مع ذلك لا يمكننا معرفة  ما الذي قتل “إدجار آلان بو” بشكل قاطع  ويقيني.

إليك أيضًا:

• داليدا: أحبتها شعوب العالم. فما الذي خذلها؟  
• ستيفان زفايغ: خيبة أمل ورحيل مفاجئ
• من سيلفيا بلاث إلى عنايات الزيات: عقول مبدعة نهشتها الظلمة!