[سلسلة] تجربتي الشخصية مع رواية “البنت التي لا تحب اسمها”
"كل شيء يتغير بحسب الناظر، فمن يُرى عملاقًا في نظر شخصٍ ما، قد يُرى قزمًا في نظر شخص آخر"
add تابِعني remove_red_eye 4,350
استهلال.. هذه السلسلة ليست مراجعات للكتب بالمعنى المتعارف عليه، لكنه سرد لتجربتي الشخصية مع الكتب، مجرد رأي وتدوين يدور حول الكتب بصورة أو أخرى، سأحكي عن تأثير الكتاب الذي تجد اسمه في العنوان الرئيسي عليّ، ما استوقفني فيه من عبارات، وما دار بذهني عندما قرأتها وما الذي قررته وما لمسني. باختصار سآخذك إلى عقلي وأنا أقرأ، فلنبدأ.
الكاتبة أليف شافاك
أليف شافاك هي روائية تركية أحبها بشدة، أنا أميل للنساء بطبعي خاصة الناجحات منهن، وكلهن ناجحات بالحقيقة، ولكن بما أن هوايتي وعملي بالكتابة فإن للكاتبات الناجحات مكانًا خاصًّا بقلبي، لذا فإن أليف شافاك واحدة من هؤلاء الكاتبات وعليه فإني أميل لقراءة كل ما تكتب دون تردد، قد اختلف معها في بعض النقاط وقد أرى أن معالجتها لقصة معينة حياتية قد صابها بعض الإسهاب أو التقصير، لكنني في المجمل أحبها. قرأت معظم أعمالها وتأثرت بها وأصبحت واحدة من كتابي المفضلين.
كيف وقعت الرواية في طريقي؟
في بداية العام كان من ضمن أهدافي قراءة أربعة كتب شهريًا، تعثرت في تحقيق الهدف في الشهور الثلاثة الأولى، فقرأت تقريبًا سبعة كتب فقط، صحيح أنها كتب قيمة لكني لا أحب التراجع عن الأهداف؛ لذا ببعض التحايل قررت أن أقرأ بعض الروايات القصيرة إنجازًا للهدف، بالبحث البسيط وجدت رواية لأليف شافاك لم أقرأها اسمها “البنت التي لا تحب اسمها” كما ذكرت فأنا أحب النساء عمومًا، فكيف الوضع إن رأيت رواية بقلم إحدى الناجحات منهن ويتضح من عنوانها أنها تحكي عن فتاة؟
سأقرأها
أحداث الرواية
تدور أحداث الرواية حول فتاة ذكية تحب القراءة وتعشق العلوم، والحيوانات والرياضة وصنع كعكة الشوكولاتة وحيدة أمها وأبيها، تحب الهدوء وتجد في الخيال ما يغذي عقلها وروحها، شيء واحد فقط يسبب لها أزمة حقيقية اسمها “زهرة السارودنيا”.
تذهب في رحلة خيالية إلى القارة الثامنة -القارة التي تنتج الخيال والأفكار والحكايات وتصدرها إلى القارات الأخرى- لتحيا مغامرة حقيقية وتتعرف على جوانب أخرى من الحياة لتعود إلى واقعها أكثر قوة، قادرة على مواجهة ما تتعرض له من مضايقات بسبب اسمها، بل أكثر من ذلك، تعود محبة لاسمها. تعود لتنطلق برحابة في الحياة وتؤسس حملة لحماية البيئة التي كانت تودها في مدرستها ويتوقف الجميع عن مضايقتها بسبب اسمها عندما تقرر هي أن تحبه.
كيف تأثرت بالرواية أثناء قراءتها؟
في نقاط متتالية سأسرد ما دار بذهني أثناء القراءة
• السيدة “خيال” أم زهرة السارودنيا تستخدم في تربيتها لابنتها طريقة “إحياء كل شيء” فكل شيء حولها يشعر، فمثلًا لكي تحفز ابنتها على إكمال طبق الطعام المخصص لها تقول: “إن لم تكملي الطبق فإن الطعام سيستاء منك”، لكي تحثها على المذاكرة تقول: “إن لم تذاكري بجد فإن دروسك ستغضب عليك” جعلني ذلك أفكر في طريقة تربيتي لصغيرتي، أحب أن يكون لدى ابنتي خيالًا حقيقيًّا ولكنني لن أبنيه بالتحايل. كما أنه لا يجب أن يشعر الطفل
• كره اسم “زهرة السارودنيا” لاسمها ونبذ زملائها لها فكرني بذاتي في جزء كبير، وذكرني بكل النساء اللائي عرفتهن، لكل امرأة ندبتها الخاصة التي تلازمها، فواحدة تلازمها بشرتها السمراء وأخرى ما تعانيه من نحافة وغيرها ما يقع فوق كاهلها من دهون زائدة، لكل أنثى أيا ما كانت مرحلتها العمرية قسط موفور من تعليقات البشر وسخريتهم وتلميحاتهم المنبوذة. سأتصالح مع عيوبي وأدافع عن صغيرتي حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها.
مقتبسات من الرواية
” أحيانًا، لا تعرف ما الذي يقوله الآخر، ليس لأنه لا يتكلم، لكن لأنك لا تسمعه”.
” كل شيء يتغير بحسب الناظر، فمن يُرى عملاقًا في نظر شخصٍ ما، قد يُرى قزمًا في نظر شخص آخر”.
“محبي الكتب في كل مكان، لا فرق بين الغني والفقير، ولا بين القروي والمدني، ولا بين الرجل والمرأة، ولا حتى ببن العجوز والشاب، هم منغلقون على أنفسهم قليلًا، لكن خيالهم واسع. في كثير من الأحيان، لا يفهمهم الناس من حولهم، لذلك تجدينهم وحيدين أحيانًا”.
تقييمي للرواية
الرواية صغيرة الحجم لا تتجاوز 160 صفحة، يمكن قراءتها في ساعات، رواية مناسبة لصغار السن كما أن الكبار سيجدون فيها متعة حقيقة خاصة من لديهم “قفلة” من القراءة.
رواية لطيفة أنصح بها بشدة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 4,350
قراءة في رواية "البنت التي لا تحب اسمها"
link https://ziid.net/?p=84916