نصائح عمليّة لمن يشعر بملل القراءة

“حمتني المكتبة من العزلة بقدر ما حمتني من الناس، وهي الوسط المثالي بين الاثنين”. راضي النماصي.  أحاول أنا وبعض أصدقائي في كل عام أن نضع تحديًّا للقراءة، يشمل التحدي أنواعًا مختلفة من الكتب، وعددًا محددًا أيضًا. هذا التحدي له العديد من المميزات منها؛ أننا نقرأ الكثير من الكتب في مجالات مختلفة ومتنوعة، كما أننا نشجع بعضنا لزيادة معدل القراءة، فينتهي العام ونحن قد أنجزنا كمًّا وكيفًا لا بأس به. نقرأ ثم نتناقش فيما قرأناه، فندرك أن الكتاب الواحد يُمكن أن يتمّ فهمه واستيعابه بطرق عديدة.

القراءة في حد ذاتها عملية ممتعة، ولكن ككل نشاط أو روتين نعتاده ونفعله بصفة مستمرة، نشعر أحيانًا بالملل، أو انسداد النفس تجاه ما اعتدناه، وهذا شعور طبيعي يمكن أن نتعرض له في الكثير من الأنشطة الأخرى كالرياضة والعمل؛ لذا عندما تشعر المرة القادمة بذلك الشعور الطبيعي والذي يسمونه أحيانًا  “Reading Block”، فلا تجزع، فقط حاول أن تتبع الخطوات التالية أو بعضًا منها.

جرب الكتب المسموعة

الكتب المسموعة هي كتب في النهاية، ولكن حين تسمعها بصوت غير صوتك، بطريقة سرد تمثيلية ممتعة، بالإضافة إلى أنك لا تدون أو تحدد سطورًا معينة، فأنت ضيف تُحكى له حكاية سيستمتع بها ولن ينساها. إنها تجربة قراءة مختلفة يمكن أن تعيدك للمسار مرة أخرى. يمكنك أن تجرب في كتاب قد قرأته في السابق، فتستمع لشيء قد قرأته مرة أخرى، فتعلم إذا ما كانت التجربة ستنجح أم أنك تحتاج لخطوات أخرى غير تلك الخطوة.

تابع قراءات ومراجعات الآخرين

إن كان ملل القراءة متمكن منك وتريد كسره، فعن تجربة، تلك طريقة فعالة. إننا نحب أن ننتمي للمجتمعات التي تشبهنا، لذا إذا كنت قارئًا، فأصدقاؤك قراء. تابع تحديات القراءة لأصدقائك، تابع مراجعتهم عن كتبهم. يمكن لهذا أن يجذبك للقراءة مرة أخرى، أو أن تنجذب لكتاب قاموا بعرضه، فتقوم باقتنائه وتعود من الملل إلى القراءة بكتاب لم يكن في خطتك، فدائمًا الكتب التي تثير فضولنا، هي ما تجذبنا مجددًا.

تابع المقالات المتنوعة

إن كان الالتزام بكتاب ما يُعد شيئًا ثقيلًا في فترة، فقم بالقراءة ولكن بطريقة مختلفة. المقالات وسيلة فعالة جدًّا، فالمقالات هي محتوى أنتجته عقول مختلفة عنك، عقول قرأت في هذا المجال أو ذاك، فتقوم بتلخيص خبرتها وإعطائها لك.. ككبسولة معرفة مصغرة. تابع المقالات عن الكتب أو القراءة أو أي مجالات تحب. المقالات قصيرة ومختلفة ولن تصيبك بالملل، بل ستجعلك تعود مرة أخرى وتكسر ملَلَك بأسرع مما تعتقد، كما ستعطيك معرفة وفضولًا لعدة مجالات أو أشياء لتبحث وتقرأ عنها، فالمقالات مكسب من عدة اتجاهات.

اكتب مراجعات لكتب سبق قراءتها

الكتب السابقة التي قرأتها هي كتب لك معها ذكريات، أليس كذلك؟ شعور أحببته، شخصية كرهتها، اقتباس لمس شيئًا بداخلك. أن تعيد تلك الذكريات القديمة يعني أنك ستعيد شعورك بالقراءة وما يربطك بها، قم بكتابة مراجعة لكتاب أعجبك، واذكر اقتباسك المفضل، صف جزءك المفضل وقل ما أعجبك وما لم يعجبك. ذلك سوف يُمَكنُك من الاندماج مجددًا مع الكتب، وبالتالي ستتمكن من تجربة جديدة قريبًا ورحلة تستطيع أن تعيش بداخلها وتكتب عنها.

جرب القصص والكتب المصورة

القصص المصورة هي مزيج من الصور والسرد البسيط، فالاعتماد فيها ليس على الكلمات بشكل كلي، ولكن على الصور التي ترسل المشهد بطريقة مباشرة للعين. قراءة القصص المصورة كالفاصل الممتع الذي لن يرهقك أو يسبب لك الملل. الكتب المصورة الآن تدخل في جميع المجالات، فهناك علوم كـ”علم النفس التطوري” تشرح تطورها و تاريخها ومجالها عن طريق الصور للتسهيل على القارئ.. جربها ولن تندم.

لا تشعر بالضيق أو الذنب

قارئي العزيز، أنت لست ملزمًا أمام أي شخص بقراءاتك، فأنت تقرأ لعقلك ولقلبك ولروحك أنت لا لأحد آخر، لا تحزن إن قَلّت قراءاتك في شهر أو في فترة محددة. أنت إنسان تشعر بالضجر والملل وأحيانًا ستنشغل عن روتينك أو على الأقل سيتخلل بعض أيامك أنشطة أخرى خارج روتينك، فلا تظن أنك قد قصرت مع عقلك أو قراءاتك أو أنك خذلت روحك. القراءة عملية تعيننا على الحياة، تمد عقلنا بغذاء غير مادي ولكن آثاره تظهر باختلاف نظرتنا للحياة ونضجنا المعرفي والعاطفي والنفسي.

لذا عندما يهاجمك الملل من القراءة، لا تحزن بل تعامل معه على أنه ضيف ثقيل، سيبقى مهما يبقى، ولكنه ليس صاحب المنزل بل أنت. القراءة تُسعدنا، تخرجنا من عالمنا لتضعنا في فقاعات كثيرة متنوعة نعيش بداخلها، فهي باب لعالم سري، وليست معركة تزعجنا ونصاب فيها.

بتلك الخطوات، أقوم بتخطي ملل القراءة في وقت قصير، بصورة فعالة، كما تفيدني تلك الخطوات في زيادة معرفتي بجوانب أخرى كالمقالات، والمجلات والكتب المصورة، كما أنني أتابع العديد من أذواق الآخرين وطريقة عرضهم واستيعابهم لكتبهم. أعطيتك خلاصة تجربتي مع ذلك الملل الذي نعانيه كلنا، فما رأيك؟

إليك أيضًا

• العلاج بالقراءة: كيف يمكن لكتاب أن يشفيك؟
• كيف كانت القراءة في الصغر خير داعم في مرحلة الأمومة؟ 
• كيف أُحبب نفسي بالقراءة: إليك 6 أمور لتصبح القراءة عادتك المُحببة!