نيرون.. الإمبراطور القاتل
من خلال هذا المقال نحاول التعرف على نيرون
add تابِعني remove_red_eye 3,704
ارتبط اسم نيرون بالدكتاتورية والقتل، وتجاوز المدى في الظلم. قائمة جرائمه تطول، ولم يستثني حتى عائلته منها، فحتى والدته طالتها أيدي نيرون العابثة، فمن هو نيرون؟
الإمبراطور “نيرون”
وُلد نيرون بمدينة “أنتيوم” بإيطاليا، وعندما بلغ من العمر ٣ سنوات توفي والده، وتركه يصارع الحياة وهو في كنف أمه “أغريبينا”، التي أغوت عمها “كلوديوس” فيما بعد ليتزوجها وبالتالي يكون ابنها نيرون خليفة له، والإمبراطور القادم.
تولي نيرون الحكم
بعد وفاة كلوديوس الذي يُعتقد أنه مات مسمومًا، وصل نيرون لسدة الحكم وأصبح إمبراطورًا لروما، وقد كان عمره حينها قرابة 17 عامًا. كانت “أغريبينا” جنبًا إلى جنب مع ابنها نيرون، حيث شاركته في إدارة شؤون الإمبراطورية، ووصلت لمكانة عالية جدًّا مكنتها من رسم وجهها على العملات المعدنية. عرف عن نيرون شغفه بالموسيقى والفنون، كما اهتم بالأعمال الخيرية، مما زاد حب الرعية له، ولكن هذه الدماثة لم تدم طويلًا، ويبدو أنها لم تكن صفة فيه، وإنما خُلق دخيل عليه سرعان ما تبخر مع السلطة والجاه.
ضحايا نيرون المقربون
مقتل أمه
حقيقة طالت شرور نيرون أقرب الناس له، وكانت أمه أول ضحاياه فقد كتب المؤرخ “تاسيتوس” أن”أغريبينا” قالت لمن أرسلهم نيرون لقتلها: “إذا أتيتم لتروني فبلغوا أن أغريبينا نجت من حادثة القارب الغارق، لكن إذا أتيتم لتنفذوا جريمة فأنا لا أصدق أن ابني قد يصدر أمرًا بقتل والدته”، ولم يُعرف السبب الرئيسي وراء قتل نيرون لأمه.
مقتل زوجته الأولى
تزوج نيرون من ابنة كلاديوس”أوكتافيا”، التي لم يرزق منها بأطفال بسبب عقمها، فقرر أن ينفصل عنها، ولم يكتف بذلك، فقد أثبتت المصادر أنه اتهمها بالزنا ثم قتلها. ويرجح المؤرخون، أن السبب الرئيسي في قتلها هو حماية لمنصبه، فقد كان يرى أنه يستمد شرعيته منها باعتبار أنها ابنة كلاديوس.
يقول المؤرخ “سيتونيوس”: “بعد عدة محاولات فاشلة لخنقها، طلق نيرون أوكتافيا بسبب عقمها، ولكن الناس عدّوا تطليقه إياها قاسيًا ووحشيًا ووبّخوه علانية، لذا أقدم على نفيها وفي النهاية حكم عليها بالموت بتهمة الزنا التي كانت تهمة باطلة وغير صحيحة. وبعد أن تمسك جميع من عذبهم نيرون ببراءتها، أقدم على رشوة معلمه السابق “أنيسيتوس” ليدلي باعتراف كاذب مفاده أنه انتهك عفة أوكتافيا عن طريق خدعة”.
حريق روما الكبير
في ليلة الثامن عشر من يوليو عام 64م اشتعل حريق في سيرك ماكسيموم وخرج عن السيطرة، ولم يترك إلا قسمًا قليلًا من المدينة غير محترق. وصادف الحريق سفر نيرون إلى “أنتيوم”، لكن قطع رحلته وعاد ليشرف على عمليات الإطفاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أشارت أصابع الاتهام إلى نيرون، حيث يعتقد البعض أنه تعتمد حرق روما ليبني قصره المنيف على أنقاضها والذي أطلق عليه اسم “دموس أوريا (القصر الذهبي)”. واتُّهمت الطائفة المسيحية بافتعال الحريق، يقول المؤرخ تاسيتوس: “ألقى نِيرون الذنب على فئة مكروهة لفواحشهم وخبائثهم تدعوهم العامة بالمسيحيين، وأوقع بهم أشد العذاب”.
نهاية نيرون
بحلول عام 68م تراكمت المشكلات التي سببها نيرون، فقد قتل أمه وزوجته الأولى وهناك من يقول إنه كان السبب في موت زوجته الثانية أيضًا. وأرهق خزانة الدولة بإعادة بناء روما، والأموال الضخمة التي استنزفها على قصره الذهبي، مما اضطره لزيادة الضرائب، بل وتطاول على الكنوز الدينية. يقول “ريتشارد دنكان” في كتابه «المال والحكومة في الإمبراطورية الرومانية»: «استولى نِيرون على القرابين والنذور من المعابد في روما وإيطاليا إضافةً إلى المئات من تماثيل الطوائف والمذاهب الدينية من المعابد في اليونان وآسيا».
وهذه التصرفات سببت في تراجع شعبيته، وتضاءل الدعم الذي كان يتلقاه من الحاكم الروماني في بلاد الغال الذي كان سببًا رئيسيًّا في تخلي الحرس الإمبراطوري عن دعمه. وأعلن مجلس الشيوخ الروماني أن الإمبراطور نيرون قد أصبح عدوًا للشعب، وكان ذلك في الثامن من يونيو.
أقدم نيرون على إنهاء حياته منتحرًا صبيحة التاسع من يونيو، وقيل إن آخر كلماته كانت: “يا له من فنان عظيم ذلك الذي يموت في داخلي!”.
بعد إعلان خبر انتحاره، رفض عدد كبير من الناس تصديق الخبر، ويؤكد المؤرخ تاسيتوس ذلك ويقول: “إن الشائعات المختلفة أحاطت بموت نيرون، وبسبب هذه الشائعات اعتقد الكثيرون أو تظاهروا بالاعتقاد أن نيرون لا يزال حيًّا”. والجدير بالذكر أن في العقود التالية لموت نيرون، ظهر الكثير من الأشخاص الذين ينتحلون شخصيته. واستمر بعض الرجال في الإمبراطورية الرومانية في دعمه والإثناء عليه حتى بعد وفاته.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 3,704
من خلال هذا المقال نحاول التعرف على نيرون والسبب الغريب لحريق روما
link https://ziid.net/?p=90946