خمسة أفلامٍ سينمائية تناولت الحب بشكلٍ مختلف
الحب من أسمى المشاعر الإنسانية التي تناولتها السينما، وقد جسدتها الأعمال السينمائية بطريقة لذيذة ومشبعة للروح
الحب من أسمى المشاعر الإنسانية التي تناولتها السينما، وقد جسدتها الأعمال السينمائية بطريقة لذيذة ومشبعة للروح
add تابِعني remove_red_eye 23,679
اهتم الإنسان منذ القدم بتوثيق المشاعر الإنسانية في مختلف الآداب والفنون، ويعد الحب أولها، إذ كتبت قصائد وروايات، رسمت لوحاتٌ ونقشت تماثيل تبرز مشاعر الحب بدرجاته. وتعتبر السينما واحدةً من الفنون التي خلدت الحب في موضوعاتها، وتناولته كفكرةٍ مستقلةٍ أو ضمن أفكارٍ كثيرة في النصِ الواحد. في هذا المقال سنتناول خمسة أفلام جاء الحب فيها بطريقةٍ مميزة، ومن بيئات وأفرادٍ مختلفين.
عبر ثلاثة أفلامٍ سينمائية نذهب معَ جيسي الأمريكي وسيلين الفرنسية في رحلةٍ عن الحب والحياة، الآمال والطموح. تبدأ القصة حين يلتقيان أولَ مرةٍ في قطارٍ متجهٍ من بودابيست إلى فيينا، يتعرفان خلالها. يلتقيان مجددًا بعد تسع أعوامٍ من اللقاء الأول في فرنسا. أما في الفيلم الأخير من الثلاثية فيلتقيان مجددًا في اليونان بعد الزواج، ودخول معترك حياة الشراكة كأبٍ وأمٍّ، حيث تتجه الأحداث إلى التركيز على العلاقة المتوترة بينهما كشريكين، مشادات طويلة في السيارة وأثناء المشي وحتى على طاولةِ الطعام.
تتميز الثلاثية بالحواراتِ العذبة والقريبة لحواراتِ أي شريكين، كذلك البساطة التي بدا عليها كلٌّ من البطلين إضافة للصعوباتِ والمشاكل الحياتية التي يعيشانها في أخر فيلم والتي بقيت مفتوحة لإمكانية الانفصال. كانت الكادرات بالغة في التركيز على المشاهد الرومانسية والتفاصيل التي تصلُ كل محبٍّ، بالإضافة إلى الاحتفاظ بنفس الممثلين إيثان هوك وبولي دليي خلال الأجزاء الثلاثة، وقدرة العمل على إيصال التغيرات التي طرأت على الأبطال كقصة حقيقية خلال 18 عاما.
في التحفة البصرية والكتابية التي كانت من صناعة غوندري إخراجًا وتشارلي كوفمان كتابة مع كاتبين آخرين، قدم لنا جيم كاري وكايت وينسلت رائعة سينمائية لا تموت. قدرة بالغة على تتبع الذاكرة والذكريات الرومانسية للبطلين. يحكي الفيلم قصةَ حبيبين بعد الانفصال حيث قررا الخضوع لعملية مسحٍ لتفاصيل وذكريات كل ما يخصهما وخلال فترةِ العلاج والتعرض لعملية المسح يلتقيان مجددًا دون أن يعرفا بعضًا ويقعان في الحب مجددًا، دون أن يدركا ما حدث ما قبل لولا صندوقِ الذكريات والصورِ التي تثبت أنها ليست المرة الأولى. عملٌ فني يأخذك بعيدًا، بعيدًا عن الأحداث والتطورات، بل إلى أسرار الذاكرة ومدى ارتباطها بالفردِ.
فيلم هندي، يتناولُ الحب بشكلٍ مختلفٍ تمامًا، ربما ليس الحب ذاته ولكن كيفية تشكل المشاعر، الطريق والطريقةَ التي تصلُ بها إلى الآخر. عبر علبةِ أكلٍ تعدها زوجة لزوجها محاولةٍ من خلالها الوصول إلى قلبهِ عبر التوابلِ والأطعمة والعناية المتفانية تحت وصايا الجارة العجوز، تعمل على إصلاح العلاقة التي تجمعهما المفتقدة للحديث والاهتمام. خطأ يقوم به ساعي العلب فيضع الطعام لغير المبعوث له. تبدأ حكاية من المشاعر ممتزجة بالطعام. لا تصبح العلبة، حاملاً للأكلِ فقط، بل حاملًا للرسائل والمشاعر، والفضول الذي يضع الزوجة والرجل الذي يصله الطعام في حكاية مليئة بالتشويقِ والتفكير. واحدٌ من أهدأ الأفلام التي تنطوي على فكرةٍ دافئة وبسيطة لا يستطيع كلّ عملٍ إيصالها بهذه الخفة.
لا يروي هذا الفيلم الصيني قصةَ حبٍ، بل قصة من اللاحب إن صح تسميتها، في هونغ كونغ عام 1962، تتقاطع طريق مقيمين في نزلٍ سكني يعاني كل منهما فقدانا للونس، الاهتمام والحب من شريكيهما، فتجمع بينهما علاقة كأنها تحاول ملأ الفراغ والفجوة التي تحيط بحياتيهما مع شريكيهما المسافران أو المشغولين أغلب الوقت، تسمح بالحكي عن كلِ الحزن والألم الذي تخفيه الحياة ومشاغلها.
تسود المشاهد الصامتة العمل، يركز المخرج على تفاصيل اللباس والشعر، واليدين، على تعابير الوجه، يركز على الشارعِ في البدايةِ وعلى وجبةِ الطعام المقتناة في المطر ربما كرسالةٍ على الوحدة والبرد، غياب رفيق الطعام ودفء المشاركة. يشبه الفيلم لوحةً واحدة، يمنح المشاهد صورةً بمشاعرٍ بالغة دون الحاجة للحديث أو حتى الحركة، ربما لا تحتاج الوحدة والاهمال الكثير من الحديث، فالدموع والصمت يفعلان ذلك.
ليس الحب وحده ما يناقشه هذا العمل، بل يناقش طريقة التفكير والظروف المحيطة التي تؤثر على التفكير. تبدأ القصة بعد أن يستقل “بين” الطبيب و”آلكس” الصحفية طائرة خاصة للحاق بموعيدهما، لكن عطلُ يجعل الطائرة تسقط في أعالي جبال مثلجة، فيقضيان وقتًا طويلا محاولةً للنجاة. في عملٍ مليء بالتشويق والمشاعر، حيث يقدم صورةً جديدة عن الحب والاختيار.
لا تنتهي قصص الحب في العالم، لا يتوقف البشر عن البحث لمشاركة حياتهم مع آخرين، ولا نملُّ كمشاهدين متابعتها، ولا كأفراد عيش الحب بجميعِ مظاهره. في كلِّ مرة يمنحنا الفن حكاية وطريقة جديدة لرؤية الحب كما عاشها أصحابها، وفي كلّ مرةٍ نكتشف خفايا جديدة عن حالة النفسِ الإنسانية لعيشِ تجارب خاصةٍ وفريدة.
add تابِعني remove_red_eye 23,679
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
خمس ترشيحات سينمائية إن كنت في مزاج رومانسي
link https://ziid.net/?p=85136