هل انتحر فان جوخ حقًّا؟
كتاب يوضح حقيقة انتحار فان جوخ
add تابِعني remove_red_eye 14,463
“لن ينتهي البؤس أبدًا،وداعًا ثيو أنا ذاهب نحو الربيع”
الجملة التي أنهى بها الكاتب نبيل صالح رسالته المتخيلة على لسان فان جوخ، وهي رسالة أدبية رائعة بلا شك ولكنها دعمت فكرة انتحار فان جوخ في الأذهان، وانتشرت الفكرة كالنار في الهشيم بين مواقع التواصل والمنصات المقروءة والمسموعة أيضا بأكثر من صوت وأداء يجسد عمق مأساة فان جوخ وألمه.
الرسالة التي اعتقد الكثيرون أنها حقيقية من فرط عمقها وصدقها وشمولها لمشاعره وكامل مأساته وكذلك للحزن الشاعري الذي فيها وياللدهشة أصبح مادة جاذبة للشباب، ولاتزال هناك مواقع لصحف عربية تنقل الرسالة على أنها رسالة انتحار فان جوخ وعندما تخبر أحدهم أنها مجرد عمل أدبي متخيل يصدم من هول المفاجأة، فماذا لو عرفت أن فان جوخ لم ينتحر من الأساس؟
هناك كاتبان قضيا عشر سنوات من عمرهما في عمل بحث في سيرة حياة فنسينت فان جوخ ليصلا إلى حقيقة موته، هما ستيفن نايفه وجريجوري وايت سميث، ليقدما كتابهما “Van Gogh: The Life” الذي صدر عام 2011م، مثبتين حقيقة أن فان جوخ قد قُتل ولم ينتحر.
قضى الكاتبان خمس سنوات في البحث والدراسة في مبنى المحفوظات بهولندا، وهو منزل قديم كما يصفونه في مدينة أمستردام بجوار متحف فان جوخ، فحصا الكثير من المجلدات والملفات، هناك في غرفة خرسانية تحوي أعماله وأدواته عاشوا في عالمه.
فان جوخ لم يكتب رسالة انتحار
يحكي الكاتبان أن فان جوخ لم يكتب كلمة واحدة عن أيامه الأخيرة، لقد تحدث فيلم قديم تناول حياته وأدى دوره كيرك دوجلاس، عن رسالة انتحار أخيرة لفان جوخ بعثها إلى ثيو، وهذا لم يحدث، وهذا أمر غريب على رجل يسرف في كتابة الرسائل، تبين أن هناك قطعة كتابية زعم أنه قد عثر عليها في ملابسه بعد وفاته وهي مسودة أولى لرسالته الأخيرة إلى شقيقه ثيو التي نشرها يوم إطلاق النار (27 يوليو 1890م) كانت رسالة مبهجة، بل ومتحمسة للمستقبل، فقد قال فيها أنه قدم طلبا بكمية كبيرة من أدوات الرسم، ذلك قبل أيام قليلة من الرصاصة التي أحدثت ثقبا في بطنه، استغرق الأمر (29) ساعة مؤلمة لقتله.
روايات الشهود
لم يتحدث أحد عن إطلاق النار عليه، حتى تلك الشهادات الأولية التي أعقبت الحادث مباشرة، قالوا فقط إن فان جوخ جرح نفسه، الغريب أن سكان بلدة أوفير ذلك المجتمع الخلاب بالقرب من باريس الذي أقام فيه الأشهر الأخيرة من حياته وسعد به وبالإلهام الذي حصل عليه منه، حافظ أهلها على صمت متواطئ بشأن الحادث، في البداية لم يعترف أحد برؤية فان جوخ في آخر نزهة له على الرغم من زحمة الصيف، لم يعرف أحد من أين سيحصل على مسدس، لم يعترف أحد بالعثور على المسدس بعد ذلك أو أي من العناصر الأخرى التي أخذها معه (قماش، حامل، ألوان، فرشاة للرسم..)، لم يستطع الطبيب وهو على فراش الموت فهم جرحه.
لقد حققت الشرطة لفترة وجيزة ولا توجد أي سجلات حية الآن للتحقيق، كان على الدرك المحلي الذي أجرى مقابلة مع فنسنت وهو على فراش الموت أن يدفعه بسؤال واضح هل كنت تنوي الانتحار؟
فيجيب: أعتقد ذلك
هذه الرواية مثلها مثل جميع الشهادات الأولية فور انتحار فان جوخ الفاشل استندت إلى شهادة شخص واحد هي ابنة مالك الفندق حيث أقام فان جوخ، كان عمرها (13) عامًا، وكانت شهادتها تتغير باستمرار وتتطور بشكل درامي وفي كل مرة تغير حتى الحوار.
شاهد آخر هو ابن الطبيب المعالج بول غاشيه كان عمره وقتها 17 عاما وقد وصفه ابن ثيو الذي يحمل اسم عمه فنسنت بأن كلامه غير موثوق به.
من اخترع قصة الانتحار؟
المصدر الرئيسي لرواية الانتحار هو الفنان إميل برنارد، زميل فان جوخ الذي كتب النسخة الأولى لقصة انتحار فان جوخ في رسالة إلى أحد النقاد الذي كان يستميله لتحقيق مصلحة شخصية، قبل عامين حاول بنفس الحيلة عندما قطع فان جوخ أذنه اليسرى، بعث للناقد نفسه “أن فان جوخ مجنون تمامًا، ومنذ عرفت ذلك كدت أصرع نفسي”
لم يكن برنارد حاضرًا وقت إطلاق النار، ولكنه حضر الجنازة.
بعد وقت ظهرت التقارير متأخرة بعد أن أدمجت قصة انتحار فنسنت بسيرته الذاتية.
إذا لم يطلق فنسنت النار على نفسه فمن قتله؟
كان هناك شاب يدعى رينيه في باريس عمره (16) عامًا انضم بتعليمه للمجتمع البرجوازي ومنحه هذا المجتمع رخصة التنمر، كان يضايق فنسنت كثيرًا وكان متأثرًا بفيلم لرعاة البقر، تقمص دور بطله تمامًا وأمسك بمسدس مثله، كان يفعل مع فنسنت مواقف ومقالب في غاية السخف، لدرجة وضع ثعبان في صندوق أدوات الرسم، وكان فنسنت غريبًا ليس لديه أصدقاء، يبدو أن رينيه خرج يومًا بمسدسه متقمصًا دور بطله وفي ذلك الوقت كان فنسنت عرضة للسخرية بعد قطع أذنه اليسرى، لم يجد رينيه سوى فنسنت الغريب الوحيد المثير للسخرية ليصبح تسليته وهو يتقمص راعي بقر فيطلق عليه الرصاصة، لقد كانت هذه الرواية في الملفات، وقد أظهر رينيه مسدسه وكان قد أصبح رجلًا غنيَّا.
لقد استعان الكاتبان بخبير جنائي وتوصلا لحقيقة أن فان جوخ قد قتل، وعلى أي حال أي نوع من الأشخاص بغض النظر عن اضطرابه العقلي أو النفسي سيحاول الانتحار برصاصة في الوسط؟ وبعد ذلك بدلًا من إنهاء حياته برصاصة ثانية يتأرجح ميلًا إلى غرفته في صراخ متألم من رصاصة في بطنه.
مقالات مهمة، قبل أن تقع الكارثة:
add تابِعني remove_red_eye 14,463
link https://ziid.net/?p=69611