هل يمكن اتخاذ مجال السينما كهواية؟ (تجارب مُلهمة للمبتدئين)
إذ كنت من محبي الفن السينمائي لكنك تخشى العمل فيه لقلة تواجده، لا تخف وتذكر هناك الكثير من التجارب الأولى العبقرية
add تابِعني remove_red_eye 396
يعدّ الفن السينمائي وتوابعه من إخراج وتمثيل واحدًا من أكثر أنواع الفن شعبية. لكن في البلدان العربية يقلّ تواجد عاملين في هذا المجال، وذلك نظراً للصعوبة التي تطرأ في تعلمه وخوضه ومجاراته مع نظرية في الفن السينمائي الغربي، لذا يخشى الكثيرون دخول هذا المجال. إليكم أيها المبتدئون تجارب قد تُلهمكم في الانضمام إلى هذا المجال.
المخرج مصطفى الصميدعي
من العراق، مصور ومخرج وصانع أفلام، من هوايته التصوير والرسم وعزف الموسيقى بالإضافة إلى التصميم، روتينُه اليومي عبارة عن تصوير وعزف موسيقى. الإخراج السينمائي لدى مصطفى هو عبارة عن هواية وشغف منذ الصغر. وكان والدُه هو أول شخص قَدَّم له الدعم و التشجيع لكي يستمر في تطوير موهبته. يذكر لنا مصطفى، من وجهة نظره أن الإخراج السينمائي يعتمد على الموهبة والأفكار والممارسة والتعلم من التجارب بصورة عامة وليس كعمل عليك ممارسته وحسب. وكذلك ذكر وجهة نظره حول الإخراج هو فن تحويل النص والخيال إلى واقع ويعتمد على الخيال وطريقة توظيف العناصر لتوصيل الفكرة للمشاهد.
ويقول لك، عليك أن تكون مختلفًا في الخيال والتفكير والتجدد وتمسّ أحاسيس الناس والمجتمعات لكي تصبح مخرجًا سينمائيًّا محترفًا مشهورًا. وتكمن وجهة نظره حول مقولة (الإبداع فوق قواعد الحرفة) هذا هو الفن بحدّ ذاته والتميز بنفس الوقت، أيْ: عليك دائما أن تتفوق على أسس عملك. ولكونه من العراق فقد ذكر لنا أن فرص العمل في العراق صعبة جدًّا وعوامل كثيرة تعرقل أغلب العاملين في المجال الفني بسبب الظروف التي يمرّ فيها البلد. ويؤكد لنا، أهمية الوقت في مجال عمله حيث قال: إن الوقت جدّ مهم في بناء الفكرة وتنفيذها.
وذكر أنه لم يشارك في مهرجانات كثيرة فقد كان مهرجان جينيف للأفلام السينمائية القصيرة أول مشاركة فعلية له في المهرجانات العالمية. وفي الوقت الحالي لا يمتلك فريق عمل، و لكونه صانع أفلام فهو يعتمد على نفسه في كتابة الفكرة والسيناريو والتصوير والمونتاج والإخراج في نفس الوقت. ولدى مصطفى الكثير من الأعمال منها في العراق وخارج العراق لمؤسسات عالمية، أقرب الأعمال لقلبه هو فيديو (إني عراقي) الذي قام بإنتاجه عام (2016م) ولديه الكثير من الأعمال، التي سيقدمها لاحقًا.
ويقول مصطفى من خلال أعماله، أو بصيغة أخرى رسالته: (إننا لسنا من العصور الوسطى والشعب العراقي شعب كريم) وفي أعماله القادمة سيلقي الضوء على عدة أشياء منها، الروابط الاجتماعية وبالأخص الأسرة وعلاقة الأبناء بالأب والأم وأشياء كثيرة تؤثر إيجابيًّا في حياة كل إنسان. وفي الأخير يذكر لنا بأن نظرته تجاه بلده تغيرت تمامًا وذلك لكونه كمخرج سينمائي ساعده هذا المجال في الاحتكاك بالمجتمع ومعرفة الكثير عن مكونات البلد.
المخرج عبد المجيد صلاح
من العراق، ويبلغ عبد المجيد من العمر (٢١)سنة، أيْ: في بداية طريقه في هذه المجال السينمائي وهو حاصل على شهادة معهد الفنون الجميلة، وهو حالیا طالب في أكاديمية الفنون الجميلة المرحلة الثانیة يدرس الإخراج السينمائي. ومن هوايته تصویر الفيدیو، روتینه الیومي ثلاث أرابع وقته مكرس لمشاهدة الأفلام ومشاهدة الكواليس.
يقول عبد المجيد إنه في الحقيقة في بداية مشواره لقد أجبَر على الدخول إلى معهد الفنون لكن بمرور الوقت أحَبَّ العمل في هذا المجال. يذكر لنا من وجهة نظره حول كون الإخراج هواية أو عمل عليك ممارسته؟ أجاب، عندما نتكلم عن سینما فإنها تحتاج الاثنين لماذا لأنها تعتبر فنًّا، والفنون تحتاج الهوایة والشغف والممارسة والدقة والعمل الشاق. وأرفق بتعريفه الخاص حول المخرج “هو رب وقائد العمل” وإذا لم يكن هناك مخرج فإن العمل سيكون فاشلًا مثل البيت الذي لا يوجد به أب أو كبیر يحكمه.
يجب على المخرج الذكي أن يشاهد الأفلام ويُمتع العین بكثير من المشاهد وتصحیح ألوان ودراسة الأفلام ومعرفة أمور إخراجية مثل: اللقطة والإضاءة والحوارات. وقد شارك عبد المجيد في الكثير من المهرجانات مثل: 3 minut و قمرة سینمائي و مهرجان تلفون على مستوى جامعات بغداد كافة ويرأسها المهرجان السنوي لمعهد الفنون. ويقول لنا: عندما نتكلم عن مجال السینما pro یجب على مخرج إيجاد فریق عمل محترف أو أستاف pro احترافي متكامل واختياره لفريق عمله بطريقة عشوائية فهذا لیس احترافيًّا و إنما مضيعة للوقت.
ولديه عدة أعمال ويعمل الآن فیلم طویل(كونوبو) عمله به كمدیر تصویر. وأكثر الأعمال التي يفضلها وقريبة من قلبه هو (كبوة) حيث قال عنه: أوقعني في غرامه، وحصلت به على لقب أفضل إخراج في دفعة الفنون الجميلة لسنة (2017م). يذكر لنا أن السينما بصورة عامة وخاصة دائمًا توصل رسالة إنسانية وتعالج بعضًا من عادات المجتمع السيئة وأيضًا بعض الأعمال التاريخية، لكي يستمر التراث ولا يندثر.
وأرفق أيضًا حول نظرته تجاه بلده. بأنه قد مات بسبب رؤسائه وما يفعلونه فيه، وأودّ حقًّا أن أغير فيه لكي أستعيد بلدي. وإني لم أصل بعدُ للهدف الذي أطمح إليه، لأن مشوار الفن مشوار بعيد، وعليّ أن أجتهد وأصبر حتى أحقق ما أريد.
كن واثقًا بنفسك واستعد وتهيأ لخوض مثل هكذا المغامرة.. من يعلم قد تحدث تغييرًا ما في هذه العالم فثِقْ دائمًا (أن الإبداع متاح للجميع).
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 396
مقال ملهم حول تجربة عبد المجيد صلاح ومصطفي الصميدعي في الإخراج السينمائي
link https://ziid.net/?p=62438