نبذة عن مستر قَمَرٌ.. مصطفى عاطف خليل محسن
(قمرٌ) هي قصيدة جميلة من التراث القديم عن سيدنا محمد، فأحياها مِن جديد شابّ وقع في حب فن الإنشاد؛ فاشتهر بها وهنا كانت بدايته.
add تابِعني remove_red_eye 44,476
مصطفى عاطف خليل محسن، مستر قَمَرٌ داخل وخارج مصر. وصيَّته للناس أن يتأزهروا، ويُطلِق على نفسه السفير الأزهري، وهو كذلك. فهو رمز للأزهر باعتداله لا بتشدده، كما كما يعتقد البعض عن الأزهر الشريف.
الأزهريّ والحياة
كثيرًا ما كنت أظن الأزهريّ شخصًا متشدّدًا يرى الحياة من جانب واحد فقط، لا علاقة له بالحياة الطبيعية والناس ذات التدين البسيط. لكنَّ مصطفى بلِينِه وقربه وإجاباته البسيطة كان بالنسبة لي انعكاسًا لجانب آخر من عقل الأزهر.
شعرت من خلاله أن الأزهر ليس زيًّا ولا طريقة تحدث وفكر معين، بل نور يُضيء شتى جوانب حياتك كي تحيا على مراد الله، وتُدرك جوانب دينك وتُلِمَّ بها فلا تحيا متخبطًا بين الموروثات الخاطئة وبين أقاويل ليس لها أساس من الصحة، أن تكون على علم ونور وبصيرة. وعلمت بالنموذج الحي أن الأزهر مثله مثل أي مكان سيحوي بداخله مختلف العقول، وكُلاًّ سيأخذ ما يناسبه. ليس الخطأ في الأزهر بل في تعميم صورة الأزهر في العقول.
التدين الحقيقي
الدين ليس شكلًا ظاهريًّا أبدًا بل روحًا تُحيي قلبك أوّلًا فينعكس هذا على ملامحك، طباعك، أخلاقك، ثم ملابسك وزِيّك. وقد رأيت هذا متجسدًا في مصطفى، يرتدي ملابس عادية فتشعر أنه شخصًا عاديًا جدًا، وإذا ارتدى زيّ الأزهر تشعر بتدفق نور الإسلام منه. ولكنه في كل الأحوال قلبًا مطمئنًا ممتلئ بحب الله ورسوله.
انتشار الإسلام والسفير الأزهري
وهل ينتشر الإسلام في العالم إلا بسفيرٍ مثله؟ لا ينتشر الإسلام بالحرب ولا بالإجبار، بل تلين القلوب عندما ترى حُسن أخلاق وتعامل مَن أخذ مِن أخلاق مَن كان رحمةً للعالمين. وقد أسلم بالفعل الكثيرين على يد مصطفى.
احياء فن الإنشاد في العالم
أخذ مصطفى بالموسيقى -التي هي لغة العالم- إلى عالمه الذي يعشقه؛ فأحيا فنًّا كان قد اقتصر على فئة معينة من الناس، كالمتصوفين والمتديّنين فقط. لكنه باجتهاده أخذ بهذا الفن لينافس به في عالم الغناء بأكمله ويصل إلى جميع الفئات وكافة الأذواق ودرجات التدين، فأحبَّ إنشادَه الصغيرُ والكبير، وأحبه المتدين لمّا رأى وقع كلمات إنشاده في تعلق قلبه أكثر، وأحبه أشخاص أبعد ما يكون عن التفكير في حب من يمدحهم.
هو بالأصل لم يخترع شيئًا جديدًا ففن الإنشاد قائم منذ زمن، لكن كان ينقص الإنشاد أن يواكب العصر بتطوراته وأذواقه؛ ففعل مصطفى. وليس هذا فقط بل أبدع وحرّر قيود هذا الفن ليس فقط ليواكب العصر بل ليواكب العالم بأسره. فنراه يُنشد بالكثير من اللهجات واللغات، وفتح له العالم أبوابه فأنشد في العديد من الدول العربية والأجنبية. كالكويت، الإمارات، هونج كونج، إندونيسيا.. وغيرهم الكثير.
الموهبة تُبرهن عن نفسها
صوتٌ دافئ حنون، ترى فيه انعكاس نقاء قلبه وروحه، ترى فيه حبًّا وعشقًا وشغفًا لا ينطفئ، ترى خشوعًا متجسدًا في إحساسه بالكلمات، لا تدري أصوته هبة الله له، أَم أنّ صوته انعكاس لمقدار حبه وهِبَتُه فقط هي الحبّ لأهل الحب؟ ولم يكتفِ! بل كتب ولحّن أيضًا، فأشعل القلوب شغفًا لرؤية النبي، وتمنى الكل أن لو كان اسمه مصطفى عندما وضع اسمه في قصيدته “أبو الكرم”
الإنشاد والرسالة العظيمة
رسالته نشر السعادة والسلام بالفن، ويحاول طرق كل أبواب الدعوة إلى الخير والأخلاق وتعريف الناس على الله ورسوله، فكلما زادت أبواب الدعوة كلما زاد النفع. وهذا ما أثبته بالعمل قبل القول، فلتنظر إلى أكثرية الفئة التي تهتم بما يقدمه مصطفى؛ ستجد أن أكثرهم دون الثلاثين عامًا بل دون العشرين عامًا، فكيف سيُحبّ هذا الشباب الصغير دينه إلّا باللغة الأقرب لقلبه، باللغة التي يُدركها وتميل لها نفسه؟ لغة الموسيقى ومحاكاة العصر. كما استشهد مصطفى على رسالته بآية (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) وأن ما يقدمه من فنّ هو لسان القوم الآن.
صعوبات التميز
وبسبب اختلافه وتطويره الدائم لما يُقدم؛ لم يَنْجُ من الانتقاد والهجوم والإساءة، ظنًّا من البعض أنهم حماة الدين وأن ما يفعله خطأ، بل أن البعض يظن أنه حرام! ونسوا أن الحرام بيّن، محدد، لا جدال فيه، وضّحه الله تعالى في القرآن، وغفلوا عن أن ما يفعلوه بالهجوم والإساءة هو الخطأ وليس من أخلاق الدين في شيء. لكن ظهرت الأخلاق في رَدّ وتفهم وأدب الخلوق حين أوضح لهم رسالته ودعا الله أن يهديه ويهديهم ويغفر له ولهم.
من أبرز أعماله
–في القرآن: تم تسجيل سورة الإنسان، الكهف، السجدة، الرحمن، الملك، وآخر سورة تم تسجيلها سورة المزمل. ونطمح إلى تسجيل القرآن الكريم كاملًا إن شاء الله.
–ألبوماته: طيب أوي صَدر عام (2014م) ، كأني معاك صَدر عام (2018م) وكان يحوي أغاني وألحان مختلفة ومتنوعة حول الحب الإلهي والنبوي عدا أغنية “الليلة دي” وهي لكتب الكتاب والأفراح.
–وله العديد من الأغاني الفردية كأغنية “رمضان” باللغة العربية والإندونيسية معًا وقد لاقت انتشارًا واسعًا وحُبًّا كبيرًا، وأغنية “رسالة الشوق” أيضًا باللغتين معًا. كما تم تصوير فيديو كليب “مالي فيهاش” -وهي تراث مغربي- في بنجرماسين بإندونيسيا، وكانت أول تجربة إخراجية له. والجدير بالذكر أن الشعب الإندونيسي يُحبّه حُبًا جمًّا، ويجتمع في حفلاته هناك الآلاف من الناس.
–يُنشد كل قصائد الإنشاد التُراثية. كما شارك بعض المغنيين مثل زاب ثروت في فيديو كليب مستنيك، وهشام خرما والشاعر هشام الجخ في فيديو كليب منطقي، وشريف عمر في فيديو كليب الحساب مدفوع.
–قدم العديد من البرامج الدينية مثل برنامج (شفت النبي، شكرًا حبيبي، باب الخلق، كأنك تراه، ناس شبهنا، كلام صحاب، من أول السطر، ليلة مديح) كما شارك بمجموعة من الأناشيد الجميلة في برنامج فن الحياة مع الداعية مصطفى حسني.
–له العديد من المبادرات الملهمة: مثل هاشتاج (ألهمني رسول الله) ، أطلقه العام الماضي في شهر مولد الرسول لإحياء سيرته -صلى الله عليه وسلم-.
ومبادرة المدّاح وهي فكرة لإسعاد الناس ونشر الروحانيات في الميادين الكبرى على ظهر أتوبيس مفتوح يضم مصطفى وفرقته الخاصة، يُنشد ويستمتع الحاضرون بدون أيّ مقابل مادي.
–شارك في حفلتي مناجاة، وهما أكبر حفل إنشاد ديني في الشرق الأوسط بدون جمهور -على اليوتيوب- بالاشتراك مع نخبة من أكبر المنشدين في مصر.
–كما يدعم العديد من المؤسسات الخيرية مثل مؤسسة بهية، بنك الطعام المصري ومفوضية اللاجئين.
شيوخه وإجازة الأذان
شيخه الشيخ أسامة الأزهري والحبيب علي الجفري، ومتأثر بالشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد عمران والشيخ طه الفشني والشيخ سيد النقشبندي. حاصل على إجازة الأذان، وهو أول من رفع الأذان في جامع الفتاح العليم أكبر مسجد في الشرق الأوسط. وأول عربيّ يَرفَع الأذان في جامع موسكو الكبير، وهو من أكبر مساجد أوروبا. كما أنه الإمام لمسجد المشير طنطاوي، ويجتمع وراءه المئات من الناس لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان الفضيل، ويُمتعنا مصطفى بصوته العذب في قراءة القرآن ودعائه الذي يخترق القلوب وتسيل الدموع خشوعًا من ورائه.
مستر قمَرٌ هو أصغر عضو مجلس إدارة بنقابة الإنشاد الديني. ومن أحلامه الكبرى أن يكون شيخًا للأزهر، وأن يرفع الأذان في الحرمين الشريفين.
مكانة الأطفال الفريدة
أمّا عن حب مصطفى للأطفال فهذا نوعٌ آخر من الحب لديه -بعد حبه للقهوة-، تراه يخاطبهم ويحتويهم ويحنو عليهم كأب، وإذا بدأ اللعب معهم فيكون كطفلٍ مثلهم لا يمنعه شيء عن الضحك والاستمتاع وإظهار العطف والود والمحبة. فكان هذا الشغف بالأطفال دافعًا لإنتاج برنامج خاص لهم وهو برنامجه الأخير “أخويا الكبير” الذي عُرض الموسم الأول منه على قناة (CBC) مطلع فبراير الماضي. وأحب البرنامج الكبار قبل الصغار، حيث يَعرِض أخلاقًا ومعاني كبيرة بطريقة سهلة يسيرة يستوعبها الجميع، بالإضافة لبعض الألعاب والأغاني الممتعة كي يَجْذِب الطفل أكثر وتُحفَر القيم في ذهنه بشكلٍ أعمق.
أبرز قِيَمه وصفاته وألقابه
من أكثر القيم التي يطبقها مصطفى ويراها القريب والبعيد أنه جبّار للخواطر. ومن أبرز صفاته أنه رحيم، مُحِبّ، مرح، عطوف، شجاع، مقدام، داعم، متواضع، خيّر، واسع الأفق، حليم، وطموح. تتعدد ألقابه بين مستر قمرون، السفير الأزهري، المدّاح، النقشبندي الصغير، خادم القرآن. وكلها ألقاب لمس بها قلوب الكثيرين، فترى مُحبِّيه كجيوش تفخر بوجوده فخرًا يليق بمكانته.
كان يُريد أن يُسمِع صوته لله، فأسمع الله صوته للعالم. بارك الله به وحفظه وزاده من فيض كرمه ووهبه المزيد، ووصله بمن يمدح وجمعنا به وبنبينا الكريم في جنة الفردوس الأعلى.
إليك أيضًا
في حب فن الإنشاد، الكلمة الصوت والموسيقى
add تابِعني remove_red_eye 44,476
مقال يساعد للتعرف على منشد قصيدة (قمر) الشهيرة
link https://ziid.net/?p=57025