٥ خطوات لتقع في حب القراءة
الكتب هي وسيلتك لكي تعيش المواقف التي لن تمر بها، وأن ترى الأماكن التي لم تذهب إليها، وأن تجرب عصورًا فاتت وأخرى قادمة
add تابِعني remove_red_eye 4,735
السرّ الحقيقي في قراءة الكثير ليس في القراءة السريعة، ولا في أن تجعل القراءة هدفًا لتضعه في قائمة مهامك أو أن تخدع نفسك لقراءة المزيد.
كما أن السر ليس تطبيقًا جديدًا أو الانضمام إلى نادي القراءة أو مجموعة بالفيسبوك، وليس السرّ في عصا سحرية أو نصائح حياتية.
لتقرأ الكثير عليك أن تسقط في حب القراءة، حقيقة بسيطة ولكن مهملة، والمَثل ينطبق على كل العادات الجيدة، القراءة ليست استثناء. لقد لاحظت عددًا كبيرًا من التعليقات على أحد منشوراتي السابقة التي تتحدث عن عادات قراءتي الغزيرة، العديد من الأشخاص وجدوها غير ممتعة أو غير مفيدة.
إذا كنت ترغب في قراءة المزيد من الكتب بالرغم من كرهك للقراءة إليك بعض الطرق للوقوع في حب القراءة.
١. اختر كُتبك بحكمة
لا يوجد قانون يجبرك على قراءة الكتب الكلاسيكية أو الكتب الأعلى مبيعًا فقط، كما لا يوجد قانون لتقرأ فقط الروايات الخيالية وغير الخيالية، ولا يوجد من يجبرك على إنهاء كتاب لم تستمتع بقراءته، اختر كتبًا عن المواضيع التي تثير شغفك وبعدها سيأتي الباقي، انغمس في اهتماماتك.
- إذا كنت تتخيل الهروب من المجتمع فجرب قراءة Into The Wild او Walden.
- و إذا كنت مفتونًا بكيفية قيام الناس بأشياء عظيمة فجرب قراءة Daily Routines او Tools of Titans.
- وأما إن كنت تفضل الرعب فاقرأ The Shining او American Psycho.
فكّر في الموضوعات التي إذا سمعت أحدًا يتحدث عنها ستنضم إليه في الحديث والنقاش، ثم ابحث عن الكتب المماثلة. إنها طريقة مضمونة لِتُحب القراءة.
اقرأ كتابًا كُتِبَ بواسطة شخص يعجبك، لم تعد الكتابة مقتصرة على الكُتّاب هذه الأيام، من الشائع أن ترى المُدونين والممثلين ورؤساء الشركات والعديد من الشخصيات الأخرى يحصلون على صفقات للنشر. معظمها تكون سِيَرًا ذاتية وبعضها تكون روايات خيالية أو موضوعات أخرى هم معروفون أو متخصصون بها. أنا أعشق Just Kids بواسطة باتي سميث و The Productivity Project بواسطة كريس بايلي.
اقرأ الكتب المفضلة لأبطالك، من السهل بشكل مدهش العثور على قوائم الكتب المفضلة لأبطالك؛ لأن هذا السؤال غالبًا ما يسأل في مقابلاتهم. يميل العديد من الأشخاص لأن يكونوا متحمسين بشأن مكتباتهم؛ لذا يمكنك حتى أن تتصل ببعض الأشخاص مباشرة وتطلب توصياتهم، وقد يكون من المثير للاهتمام رؤية كيف أثرت هذه الكتب على عملهم وحياتهم. سبب قراءتي لكتاب (موبي ديك) كان لذِكر الكتاب في أحد أغاني كونور أوبرست ونفس الشيء ينطبق على ذِكر روبرت جرين لميكيافيلي.
انظر إلى المراجع، هكذا وجدت العديد من الكتب التي قرأتها، إنها عملية اكتشاف تؤدي إلى كتب ربما لم تسمع عنها من قبل ولن تسمع عنها لو لم ترها في المراجع، إن التعمق في المواضيع التي تحبها (بدون أي ضغط) هي الطريقة المثالية للوقوع في حب القراءة.
٢. اترك مواقع التواصل الاجتماعي وتوقف عن مشاهدة التلفاز!
التركيز هو عضلة، والاندفاعات المستمرة من الترفية هي المقابل المعرفي للوجبات السريعة، فجميعها سهلة ومجزية على الفور. ونتيجةً لذلك القراءة تبدو مملةّ فلا يوجد أي اندفاعات للدوبامين. لكي تحب القراءة حقًّا ستحتاج للقدرة على الاستمرار في التفاعل لأكثر من ٢٨٠ حرف، إن فوائد القراءة على المدى الطويل تفوق بكثير إثارة رؤية إشعار جديد، يرغب الجميع بالقيام بالشيء السهل كما أن مشاهدة سلسلة كاملة على نتفلكس أسهل كثير من القراءة.
لذلك إزالة هذا الخيار هو الطريق الذي يجب أن تسير عليه، لقد كنت على تويتر لمدة (٦) سنوات كتبت خلالها (٣٠,٠٠٠) تغريدة وقرأت ما يقارب (١٠٠,٠٠٠) تغريدة ولا أستطيع تذكر أي منها. ولكن قم بتسمية أحد الكتب التي قرأتها وعادة ما يمكنني سرد جزء كبير منه، حتى لو كان ترك مواقع التواصل الاجتماعي والتلفاز يبدو مملًا فهذه طريقة مؤكدة للوقوع في حبّ الكتب حيث يعدّل عقلك ويدرك مدى الشعور الجيد للقراءة.
3. اجعل القراءة جزءًا من روتينك اليومي
يميل الأشخاص الذين لا يحبون القراءة إلى اعتبارها عملًا روتينيًّا يتم تجاوزه تحت الضغط، أما بالنسبة لأولئك الذين يحبونها فالقراءة تُعَدّ جزءًا أساسيًّا من يومهم فهي ليست مهمة بل نشاط أساسي لهم. بالعودة للتشبيه الغذائي فالقراءة لا يجب ابتلاعها كحبة فيتامين بل يجب تذوقها كغداء ربيعي بطيء. وكأي شيء يمكن العثور على الوقت اللازم يوميًّا فقط عندما يتوقف الأمر عن كونه اختياريًّا.
اعتمادًا على روتيني اليومي أقوم بتخصيص جزء واحد على الأقل من الوقت للقراءة وأضيف بعض الأوقات الصغيرة طوال اليوم. معظم الأشخاص يجدون وقتًا ما قبل النوم كأفضل وقت للقراءة خاصةً أن القراءة في هذا الوقت تساعد على تجنب استخدام الأجهزة الذكية والنوم بشكل أفضل (إن أفضل هدية تلقيتها كانت مصباح كتب للقراءة تحت الأغطية). حاول أن تجعل القراءة عملًا يوميًّا وليس نادرًا، فالممارسة تجعل من أي شيء أكثر متعة، احمل كتابًا معك في كل مكان واجعله ينعش اللحظات المُمِلة.
٤. تجنب القرارات المرهقة
اختيار كتاب عندما تواجه خيارات لا حصر لها في متجر الكتب أمر مرهق، عندما كنت في الجامعة كنت أتجاهل مكتبة الحرم الجامعي متعددة الطوابق وأذهب إلى المكتبة العامة الضئيلة وغير المزدحمة، هناك شققت طريقي ببساطة حول الرفوف القليلة ووجدت العديد من الكتب القيمة. وبالمثل أحب عندما أبقى مع شخص ما ويمكنني قراءة مجموعة من الكتب.
إن تحديد الكتاب الذي تريد أن تقرأه ليس بالأمر الكبير. كثيرًا ما أرى الناس يسألون عن الترتيب الذي يجب أن يقرؤوا به بعض الكتب التي اشتروها والإجابة؟ لا يهم طالما قرأت هذه الكتب. جديًّا، إن اتخاذ القرارات مستنزف ذهنيًّا مما يجعل القراءة أقل متعة، أنا أحتفظ بقائمة أمنيات لكل ما أخطط لقراءته وعندما أزور المكتبات أنظر لتلك القائمة وأشتري ما أراه أولًا.
توقف عن تحويل القراءة لعمل شاق، وتوقف عن الشعور بالذنب لذلك، بغض النظر عمّا إذا لم تكن قد أنهيت كتابًا لمدة (٧) سنوات أو قضيت اليوم كله تقرأ في السرير فإن الشعور بالذنب لا يجعل من أي شيء ممتعًا.
٥. انْسَ ما تعلمته في المدرسة
أشعر بالغضب الشديد عندما أفكر في الطريقة التي تدمر بها المدارس استمتاع الأطفال بالكُتب، لا يجب إجبار أيّ طفل بعمر العشر سنوات على قراءة شكسبير، إذا تمكنت من إعادة كتابة المنهج فسوف أتخلص من مادة القراءة المطلوبة، يجب تعليم الأطفال كيفية القراءة وليس ما يجب قراءته، كما أنني سأركز على منحهم إمكانية الوصول إلى الكُتب التي يريدون هم قراءتها بالفعل مثل هاري بوتر و كُتب روالد دال والباقي سيحدث من تلقاء نفسه، وبالمثل فإن جعلهم يخضعون لامتحانات عن الكتب وتحليلها هو أمر مثير للسخرية.
وكما كتبت من قبل فإن الفرق بين شخص يدرس الكتب وشخص يقرأ الكتب يشبه الفرق بين لاعب كمال أجسام وبين بنّاء. عندما تقرأ بنية تعلم كيفية العيش وليس التفكير فكل شيء يتغير وتصبح القراءة متعة خالصة.
القراءة امتياز وليس التزام. نحن محظوظون جدًّا للوصول إلى ملايين الكتب لأول مرة في التاريخ، ولقد عبر أوسكار وايلد عن هذا على نحو أفضل بقوله: “الكتب التي تقرأها بإرادتك هي التي تحدد مصيرك عندما لا يكون بيدك الخيار”. الكتب الآن أرخص من أيّ وقت مضى وهي حتى مجانية إذا انضممت إلى مكتبة أو مشروع مثل Librivox. الكتب المسموعة والنسخ المطبوعة الكبيرة تعني أن حتى البصر الضعيف لم يعد حاجزًا.
بدلًا من التفكير بأنك يجب أن تقرأ فكّر بأنك يمكن أن تقرأ، هذه الفكرة تحمسني، أشعر بالفخر عندما أقرأ عن معرفة شخص عظيم أو عن حدث لم أختبره أو عن مفهوم يغير حياتي، من خلال الكتب يمكنني السفر حول العالم والتاريخ وأن أتعلم من أبطالي وفهم الموضوعات المعقدة واستخدام كل شيء لتغيير نفسي، لا شيء بعيد المنال عندما أقرأ.
و كما كتب ستيفن كينغ فإن الكتب هي نوع من السحر المحمول الفريد.
هذا المقال هو دعوة لك لتقع في حب ما أعتبره أعظم اختراع للبشرية: الكلمة المكتوبة. فبمجرد أن تغرق في عجائب القراءة الحقيقية فإن قضاء يوم دون قراءة سيصبح غير مفهوم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 4,735
إذا كنت لا تحب القراءة فأنت لم تجد الكتاب المناسب بعد. هذا المقال يقدم لك الدليل الكامل
link https://ziid.net/?p=61194