روعة المنازل الخشبية في ربوع الشمال التركي
حين تسكن في مكانٍ جميل وبطبيعةٍ بديعة تجد أن لديك قدرا من الطاقة الإيجابية، تحب الحياة ولا تشعر بالاختناق من البيئة الاسمنتية
add تابِعني remove_red_eye 1,811
المنازل الخشبية، هذه البدائل الجميلة للمنازل التقليدية التي بدأت باعتمادها العديد من الدول، فتبنت تصنيعها وتصميمها شركات عالمية، يحبها الصغار والكبار، تتميز بجمالها وجاذبيتها، تضمن درجات عالية من الأمان ضد مختلف العوامل الطبيعية، من أمطار وسيول وثلوج، كما أنها مقاومة للحريق بمختلف أنواعه، حيث يتم وضع مواد عازلة خارجية باستخدام(الجبس الأبيض) للحفاظ على جودة المواد الموضوعة.
تعتبر من أفضل أنواع المنازل، خاصةً في مناطق الأرياف والأحياء الراقية بمختلف دول العالم، سهلة البناء ويمكن نقلها من مكانٍ لآخر، يوجد لها تصميمات وديكورات متنوعة بسيطة وجميلة، منها يلحق بها أكواخ خارجية وأخرى غرف محددة تحتفظ بالبرودة لأوقاتٍ طويلة، لا يوجد حاجة لصيانتها، اقتصادية الكهرباء تعتمد على الإضاءة الطبيعية.
كانت منذ بداياتها ملهمة لكبار المصممين المعاصرين، الذين جمعوا بين الحداثة والتقليد العتيق في تصميمها حيث تخطف الأبصار من الخارج، وتسحر العقول من الداخل. يعتمد المصمم في صنعها الخشب الطبيعي الذي اعتمده أجدادنا لفتراتٍ طويلة. بينما يستمد من سحر الأرياف إحاطة المنزل بالأسوا التي يتخللها أشجار متنوعة المسميات والمواصفات.
تحفة فنية وإلهام
في الشتاء تتحول هذه البيوت أو المنازل، إلى تحفاتٍ فنية رائعة يزين وسط صالاتها موقد تقليدي، محاط ببلاط أبيض يضفي على الجلسات الجمال والشاعرية، حيث لهبه يضيء الصالة ليضفي الرومانسية في ليالي الشتاء الطويلة، عندما يندف الثلج ناعساً فوق نوافذها الزجاجية، تنسي الشاعر همومه ليسطر أروع السيمفونيات، أو تتغلغل في مخيلة الكاتب ليبدع أحلى القصص والروايات.
تمتاز هذه المنازل بأرضيات خشبية عالية الجودة، يزين السجاد الصوفي أوسطها بشكلٍ ساحر أنيق، لتترك الشموع في الزوايا الدافئة تضفي على المنزل الدفء والإحساس بالهدوء ليسترسل أفراد العائلة بخيالهم مما يخلق أجواءً من الألفة والمودة.
في الطريق إلى الشمال التركي، تشكل هذه النوعية من المنازل أو الأكواخ نمطاً فريدًا في الأرياف، تجلب السائحين للاستمتاع بها، وحجز مساحات لهم فيها فترات زمنية ربما تطول، أكثر ما يلفت الأنظار الديكورات الخشبية والحجرية في الداخل التي تمنح الشعور بالحنين لشيءٍ ما في خبايا الذاكرة، تلهم برسم لوحةٍ ما، أو بابتكار نقش زخرفي، أو ربما تحرض على دعوة إنسان له مكانة خاصة في القلب، تهيئ له الأرائك المخملية والقصائد الجميلة.
أكثر ما يؤمن به ساكنو هذه المنازل الساحرة، الحسد لذا يجد المار ( الخرزة الزرقاء) معلقة على أبوابها، أو عند عتباتها تضفي شيئاً من الانبهار على تلك الأمكنة الخشبية الباهرة، تنسج العديد من الحكايات والخرافات حول هذه البدع، وتلك الأكواخ الجميلة، التي تعايش الحداثة بلمسات الأمس، أجمل مايسحر مسنيها من الساكنين قراءة كتاب عن الأساطير الرومانسية في ليلة خريفية وترك صفحاته لمتابعتها في الليلة التي تليها.
تنشغل النساء بصنع المنسوجات ذات الطراز الريفي، من شالات وسجاد وبطاينات وأغطية طاولات جميلة للغاية، تستلهم تصاميمها من الطبيعة الجميلة التي حباها الله عليهن.تضفي هذه المنسوجات على غرف المنازل الخشبية كل جمال وألق.
قد يجذب الزوار طقطقة الخشب شتاءً، وشرب الشاي لجانب الموقد، مع متابعة نداف الثلج من خلف النوافذ الباسمة الحياة تستحق أن تعاش، فرغ نفسك لقضاء عطلة تسطر فيها انطباعاتك عن هذه المنازل الجميلة، فتبهر القارئ، وتسر خاطرك ككاتب أتعبته متابعة أخبار الساعة.
جرب دخول مطابخ هذه المنازل التي تعبق بأدوات ومعدات من الزمن الجميل الذي ما يزال يحافظ عليه الريف التركي ببساطته وثراء مأكولاته، الجبن بأنواعه، الألبان ومشتقاتها، المعجنات بمئات أنواعها، والحلويات التي تعتمد على خيرات الطبيعة في تصنيعها من فستق ومنكهات.
صباحاً يمكن تناول الفطور على إحدى النوافذ الخريفية، أمام الجبال المغطاة بالثلوج، استمتاع بكل لحظة هناك، رائحة الزيزفون الجبلي تنبعث بين الغرف والردهات، وهدير الشلالات من خلف المنازل، على جانب بعيد يمكن متابعة العربات الهوائية أو(التلفريك) تنقل الزوار والوافدين للاستمتاع بمناظر الوديان والجبال.
سافر وتعرف على الحياة، لا شيء يستحق النسيان فيها، فضاءات على عالمٍ رحب، تزينه تراتيل السماء، الشتاء فصل فيه الكثير من الأشياء التي يجب الغوص بأعماقها واكتشافها، جدد حيويتك وانطلق للتزحلق فوق الثلوج التي بدأ الشمال التركي باستقبالها، ثم عد أدراجك إلى منزلك الريفي الذي اخترته لقضاء إجازتك، واسترخِ في الساونا بضع دقائق، ثم اخلد إلى النوم وأحلام سعيدة.
add تابِعني remove_red_eye 1,811
مقال يتناول وصف المنازل الخشبية الجميلة على طريق الشمال التركي
link https://ziid.net/?p=41588