كيف تستمتع برحلتك السياحية في مصر؟

طبعاً لن أمدح في مصر باعتباري مصرية، لكن الحق يقال مصر لا تحتاج للترويج عن السياحة فيها، لكني اليوم سأخبركم عن رحلاتي داخل مصر بمنتهي الشفافية، في البداية لا بد أن نعترف جميعًا أن السياحة بالنسبة للبشر لا تختلف، سواء كانت سياحة داخلية أو خارج حدود الدولة؛ لأن أي مكان نزوره للمرة الأولي له نفس الأثر علي نفسيتنا سواء كان محليًّا أو عالميًّا، وبناء على ذلك تابعوا السطور القادمة وكأن من تتحدث عن مصر سائحة من شرق آسيا.

1-رحلتي للإسكندرية

في البداية ،وقبل أن تزور مصر أو أي دولة أخري يجب أن تتعرف على عادات أهلها، وهذا ما أغفلت عنه حينما سافرت للإسكندرية للمرة الأولى بمفردي، ستسألون الآن ما الفرق بين الإسكندرية القاهرة، سأجيبكم أن الفرق شاسع جدًّا؛ فكل محافظة في مصر لها طابع خاص بها، حتى اللهجات تختلف من محافظة لأخرى، وطبعًا كل محافظة تشتهر بنمط حياة مختلف وأكلات تميزها عن غيرها، فمثلًا إذا ذهبت للإسماعيلية لا تنس أن تتناول المانجو والسمك هناك، وإذا ذهبت للمناطق الريفية فلا تترك رحلتك تمضي إلا بعد تجولك وسط حقول الذرة، وتناول الفطير بالعسل والقشطة بجوار ماكينة الري قبل غروب الشمس، وبالطبع لا تعُد من الريف إلا بعد تناول الذرة المشوية في الهواء الطلق بعد وجبة العشاء، لكن إذا لم تتسنى لكم الفرصة لفعل كل هذا فقط استيقظوا مبكرًا واذهبوا لمشاهدة شروق الشمس وسط حقول سنابل القمح الصفراء.

دعونا نعود للإسكندرية، كان سبب زيارتي لها لأول مرة منذ (9) سنوات سبب مهني بحت، كنت وقتها في رحلة عمل، الأجواء هناك ليست ساحرة فحسب، يكفيك فقط أن تتجول بالسيارة في أي مكان فيها وسيمدك بحرها بأجمل نسيم، سيجعلك تسترخي وكأنك في جلسة يوجا، مع الأسف لا أتذكر تفاصيل رحلتي في الإسكندرية لأنها استغرقت (24) ساعة فقط ،و مضيت أغلب يومي في اجتماعات بالمكتب؛ لكن بمجرد دخولنا للبحر في المساء نسينا الساعات الطويلة التي مرت علينا أثناء السفر، واختفى إرهاق اليوم نهائيًّا، يومها عدت لبيتي في القاهرة الساعة (1) صباحًا، في حين أن بنطالي الجينز كان محملًا بمياه البحر ورمل الشاطئ.

2-رحلتي للأهرامات

تلك الرحلة كانت أول رحلاتي في المدرسة، يومها استيقظنا أنا وأخي الصغير وأختي الكبرى الساعة السادسة صباحًا، طبعًا أبي وأمي وقتها كانا يتوقعان أن أولادهم لن يعودوا للبيت بعد الرحلة، هؤلاء هم الآباء يقلقون من أي شيء، أتدرون ما هو أجمل شيء في أي رحلة؟ هو وقت التحضير للرحلة، أتذكر أن أخوتي قبل الرحلة بأسبوع كانوا يخططون للوجبات التي سنأخذها معنا، بالفعل أخذنا معنا ساندويتشات تكفينا لرحلة مدتها (10) أيام -بدون مبالغة- أخي وأختي من هؤلاء البشر الذين يأبهون لمعدتهم أكثر من اكتراثهم بمتعة الرحلة نفسها.

ألم تسألوا أنفسكم من قبل لماذا يضع العالم صورة الأهرامات وأبو الهول عندما يشيرون لمصر؟ لأن المشهد مهيب، مخيف جدًّا، في حياتي بأكملها لم أنبهر بشيء بقدر انبهاري بمشهد الأهرامات وأبو الهول، وعلي الرغم أني لم أزر الأهرامات منذ ذلك الحين إلا أن رحلة الأهرامات بالتحديد لا أستطيع مقارنتها بأي رحلة أخري قمت بها، الآن سأخبركم كيف تستمتعون برحلتكم للأهرامات.

أوَّلًا: افعلوا كما يفعل المصريون، خذوا معكم أكلات مصرية، حلة محشي مثلًا، لا تتعجبوا من كلامي، الرحلات المصرية لا تكتمل إلا بالأكلات المصرية.

ثانيًا: اذهبوا في مجموعات مع الأهل أو الأصدقاء؛ لأني يومها لم أذهب مع أخي وأختي فقط، بل ذهبت مع أصدقائي ومعلمي المدرسة، ومن المواقف الطريفة وقتها موقف معلمي؛ فبعد وصولنا الهرم بساعة واحدة جلس معلمي على سفح الهرم ووضع مفرشًا كبيرًا وشرع في تناول وجبة الغداء مع عائلته وأصدقائه المعلمين.

ثالثًا: اركبوا “عربة الحنطور” والجمال؛ فمن أجمل مغامراتنا في الأهرامات مغامرة “الحنطور”، يومها ركبت أنا وأخوتي العربة ومعنا اثنان آخران من أصدقائنا، كنت صغيرة الحجم وقتها، فجلست فوق أرجل أختي، وأخي جلس في أرض العربة؛لأن معلمي العزيز تفاجأ أن سعر تأجير عربة الحنطور أغلي بكثير من توقعاته، فشحن (5) أطفال في عربة واحدة، طبعًا أنا وأختي أمسكنا بيد أخينا الصغير بشدة، خوفًا عليه من السقوط وألا تتحمل تلك الأرضية الخشبية وزننا جميعًا فيسقط هذا الصغير بين عجلات العربة أثناء سيرها؛ لكن بالرغم من تلك الأجواء المزدحمة إلا أن مشهد غروب الشمس على هرم سقارة، وتجولنا وسط صحاري منطقة الأهرامات مع سرعة حصان العربة، كل هذا السحر كفيل أنه يجعلك تتذكر حتى أدق تفاصيل اليوم الذي مرّ عليه أكثر من عشرين عامًا.

3-رحلتي للقلعة والمتاحف المصرية

هل تعرفون لماذا البشر يعشقون السفر والسياحة؟ بسبب الحنين للماضي، أي شيء قديم له سحره الخاص، هؤلاء من يدرسون الأنثروبولوجيا، يدرسونها لأنهم يعشقون دراسة الإنسان القديم والحضارات، وكيف أصبح الإنسان كائن مختلف تمامًا مع مرور الوقت، وهذا بالضبط ما يدفع البشر للتجول حول العالم، ليس فقط من أجل الترفيه؛ لأن تلك الرحلات بالنسبة لنا عبارة عن مصدر لإمدادنا بالقوة والشجاعة لمواصلة الحياة.

لهذا، حينما دخلت القلعة فكرّت في: كيف بناها صلاح الدين؟ وأين الأماكن التي طوّرها محمد علي فيما بعد؟ وأين بالضبط حدثت مذبحة المماليك؟ وكذلك كانت زياراتي في المتاحف المصرية تحمل نفس التساؤلات، كيف صمدت تلك المومياء كل تلك السنون، ومن صنع هذا الحلي بهذا الإتقان، وهل هذا حقًّا وجه رمسيس الثاني؟

أعلم يقينًا أني سأستمتع بأي مكان على وجه الأرض كما استمتعت برحلاتي القليلة في بلدي؛ وعلى الرغم من كتابتي لمقالة اليوم إلا أني أعترف وأقرّ بعدم صلاحيتي للتحدث عن السياحة؛ لأن دراستي وعملي احتلَّا وقتي بأكمله ولم يسمحوا لي بالتجول بحرية في بلدي ؛لكن سأضع رحلاتي السياحية من ضمن أهدافي المستقبلية، وسأذهب لأسوان وأشاهد صفاء النيل هناك على مركب وقت الغروب والشروق، وسأقنع سكان الواحات أن يصنعوا لي منطادًا هوائيًّا لرؤية الصحراء الغربية بأكملها، وسأزور طريق الكباش وأخذ صورة بجانب كل كبش، وسأذهب لسانت كاترين وأصعد للجبل الذي خاطب فيه موسى ربه، وربما سأجبر زوجي المستقبلي علي أخذي لشهر عسل استثنائي، كل يوم فيه سنزور محافظة مختلفة من محافظات بلدنا الحبيب من إسكندرية لأسوان ومن مطروح للعريش، ورفح.

إليك أيضًا

مراسم الزواج في مصر .. سياحة من نوع مختلف

جولة سياحية في مصر حيث التنوع والتفرد

تقاليد وعادات تجعل مصر وجهتك الأفضل للسياحة في رمضان

أطعمة الاحتفالات والمناسبات في مصر

10 أكلات شعبية يجب أن تتذوقها و أنت في زيارة مصر