قد تكون سمعت مؤخرًا عن حرائق ضخمة أصابت غابات الأمازون، واستغربت الضجّة الكبيرة بحديث الكثير من وسائل الإعلام عن أهميّة هذا الأمر. في الحقيقة لقد لفتني هذا الخبر أيضًا، ما دفعني لقراءة المزيد عن هذه الغابات، وأهميتها، وماذا يعني اختفاء غابات الأمازون عن وجه البسيطة؟
ستجد تاليًا في هذا المقال أهم الأسباب التي تدفعك لمعرفة أهميّة غابات الأمازون، وما الذي تقدمه للعالم أجمع.
أين تقع غابات الأمازون؟
تقع غابات الأمازون في قارّة أمريكا الجنوبيّة، على مساحة 5 ونصف مليون كيلومتر مربع، وتمتد على 9 دول هي: بوليفيا، وغويانا الفرنسيّة، وغويانا، وبيرو، وفنزويلا، وسورينام، وكولومبيا، والإكوادور، إلا أنّ البرازيل تحتل ما نسبته 60% من إجمالي مساحتها. لكن ماذا سيخسر العالم من هذه الحرائق؟
أوّلًا – غابات الأمازون رئة كوكب الأرض
تعد هذه الغابات أكبر الغابات المطيرة في العالم، وتصل مساحتها لستة أضعاف مساحة جمهورية مصر العربيّة، وتجد فيها أكثر من 400 مليار شجرة، ولذلك فإنّها مسؤولة عن إطلاق نسبة لا يستهان بها من غاز الأكسجين في الجو، كما تقلّل أيضًا نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تحتاجه الأشجار لتنمو.
ثانيًا – تغيُّر طبيعة المناخ في العالم
بالطبع ستؤدي هذه الحرائق دورًا كبيرًا في إحداث تغييرات جذرية في المناخ، فغابات الأمازون وغيرها من الغابات الاستوائيّة تخزّن ما لا يقل عن 140 مليار طن من الكربون، ما يساعد في استقرار المناخ في كوكب الأرض. ونظرًا لأنّ غابات الأمازون وحدها تمثّل ما نسبته 10% من الكتلة الحيويّة للأرض، فإنّ الغابات التي احترقت أو أزيلت تعد مصدرًا مهمًا لمنع انبعاثات الغازات الدفيئة، وقد فقدنا جزءًا كبيرًا من هذه الكتلة في هذه الحرائق.
ثالثًا – خسارة جزء كبير من التنوُّع الحيوي والبيولوجي في العالم
تشير بعض الأبحاث إلى أنّ ما يقارب العشرة بالمئة من الكائنات الحيّة المعروفة على كوكب الأرض موطنها الأصلي هذه الغابات، كما ويوجد فيها حتى الآن الكثير من الأنواع غير المعروفة للعلماء.
تعرف هذه الغابات بنظام بيئي غني جدًا، حيث إنّ هذه الغابات تحتوي على إعداد كبيرة من أنواع النباتات، والطيور، والأسماك، والثدييات، والبرمائيات، والزواحف، والحشرات.
ولا يقتصر ذلك على الحيوانات والنباتات، بل إنّ هذه الغابات تسكنها بعض قبائل البشر، والتي يتراوح عددها من 400 لـ 500 قبيلة من الهنود الحمر، الذين لا يزالون حتى يومنا هذا يحتفظون بلغاتهم وعاداتهم الأصليّة، ولم يختلطوا بالبشر من خارج نطاق هذه الغابات. كما وإنّ التنوّع الحيوي لهذه الغابات يضم كذلك نهر الأمازون، والذي يعد ثاني أطول نهر في العالم بعد نهر النيل، وهو أكبر نهر في العالم من حيث حجم المياه، وعدد ممراته المائية، كما وإنّه يصب في المحيط الأطلسي.
رابعًا – عدم القدرة على إنتاج منتجات أساسيّة يحتاجها العالم
هناك العديد من الأنواع البيولوجيّة والحيويّة التي تستوطن هذه الغابات، وهذا الحريق الذي أدّى لخسارة كثير من هذه الأنواع، يعني عدم القدرة على إنتاج الأدوية والأطعمة وبعض المنتجات الأخرى الأساسيّة. ومن أهمّ هذه المنتجات “مخلب القط”، والذي تستخدم في إنتاج أدوية علاج المفاصل والعظام، بالإضافة إلى تخفيف آثار الإعياء وتحسين حياة مرضى السرطان في مراحلهم الأخيرة.
كما ويجدر الذكر بأنّ 80% من منتجات الغذاء في العالم أصلها من غابات الأمازون، كما وإنّ ربع الأدوية التي يتم إنتاجها في العالم أجمع مصدرها هذه الغابات كذلك.
خامسًا – تهديد حياة أطفالنا
لقد صرّحت منظمة الصحّة العالميّة بأنّ هذه الحرائق سيكون لها تأثيرها السلبي على صحّة الإنسان، والأطفال خاصّة، فهذه الحرائق لوثّت جزءًا كبيرًا من الهواء الذي نتنفسه، ما يؤثر بالطبع على مرضى القلب، والمرضى أصحاب المشاكل التنفسيّة المزمنة.
سادسًا – فيضانات أكثر وزيادة نسبة الجفاف
في حال اختفت هذه الغابات، فإنّ نسبة الجفاف في العالم ستتزايد، كما وإنّ انخفاض معدل تساقط الأمطار بنسبة 25% يعني حدوث فيضانات هائلة، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة في أماكن أخرى في العالم.
سابعًا – زيادة نسبة الغازات الدفيئة في كوكب الأرض
إنّ خسارة جزء كبير من أشجار الأمازون، يعني إطلاق كميات ضخمة من الغازات الدفيئة، والتي ستؤدي إلى زيادة حرارة الكوكب، ولا سيّما زيادة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تحتاجه هذه الغابات وتطلق بدلًا منه الأكسجين.
link https://ziid.net/?p=39726