سرقة الترجمة تحد جديد أمام برامج كشف السرقة الأدبية
تتنوع برامج كشف السرقة الأدبية ولكن هل ينطبق ذلك على الترجمة؟ الوقع يقول أن هذه البرامج تواجه تحديا جديدا مع الترجمة.
add تابِعني remove_red_eye 3,699
يُعد مصطلح سرقة الترجمة مصطلحًا جديدًا نسبيًا، ولكن حتى عندما تأخذ محتوى مكتوبًا ثم تترجمه إلى لغة أخرى فذلك يُعد سرقة أدبية. أصبحت سرقة الترجمة من المشاكل الرئيسيّة التي تواجه أدوات الكشف عن السرقات الأدبية. جميع خدمات الكشف عن السرقة الأدبية تستخدم نوعًا من البصمة مصمما للكشف عن السرقة الأدبية والعلمية. ومع ذلك ما تزال سرقة الترجمة عملية غير واضحة بسبب إمكانية استخدام طرق مختلفة لترجمة النص مما يجعل من الصعب الكشف عن السرقة.
في الواقع كانت سرقة الترجمة موجودة قبل ظهور الشابكة وانتشارها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. ومع هذا التطور السريع أصبحت الكتابة سهلة جدًا و إنشاء المدونات والمواقع الخاصة شائعًا للغاية في هذه الأيام. وفي الغالب فإن المحتوى المنشور في هذه الصفحات يكون محتوى غير مصرح به.
فمثلا لو أن أحدا أعجبته مقالة باللغة الفرنسية يمكنه بسهولة ترجمتها إلى الإنجليزية و نشرها على موقعه الإلكتروني، نجد أن هذا المشهد منتشر جدًا في الشابكة اليوم . هنالك العديد من المواقع الإلكترونية التي تأخذ الأخبار و المقالات من لغات اخرى، ثم تترجمها إلى لغاتها ثم تنشرها على مواقعها الخاصة ، فهل ما يفعلونه تصرف صائب؟
لماذا تحدث سرقة الترجمة؟
هناك مراجعة لدراسة تجريبية من عام ١٩٤١ إلى ٢٠٠٥ توضح أن من ٢.٪ الى ٧٥٪ من الطلاب مشارك بنوع من أنواع السرقات. وهذا يوضح لنا نقطة مهمة، وهي أن إتاحة الفرص لاستخدام جميع أدوات التقنية الممكنة اليوم يفتح لهم الباب لمزيد من سوء التصرف أثناء إنشاء محتوى. وبطبيعة الحال فإن الطلاب المعاصرين اليوم مدعومين بكل هذه المواد المتاحة على الشابكة.
اكتشاف سرقات الترجمة
إن سرقة الترجمة عبارة عن تضمين النص عناصر السرقة. نلاحظ أنه أصبح من السهل نسخ عمل أشخاص آخرين مع تطور الشبكة العنكبوتية. كما أن معظم سرقات الترجمات توجد في الكتابة الأكاديمية. كما أنها يمكن أن تحدث في أي مجال من مجالات الكتابة الأخرى مثل التصاميم الفنية ، الأوراق العلمية ، الشفرات المصدرية والروايات وغيرها.
علاوة على ذلك فإن الكشف عن سرقة الترجمة لا يكتشف السرقة بأكملها، ولكن يكتشف الجزء المنسوخ منها فقط. طرق الفحص مختلفة و لكن النتيجة النهائية ستكون نفسها دائمًا و هي: هذه الآليات تبحث عن عبارات مطابقة، وحين تجدها فإنها تبحث بشكل أعمق عن أي تطابق داخل محتوى النص.
تعتبر هذه الأنظمة فعالة جدًا، حيث إن مدققات السرقة الآلية تبحث عن أي تشابهات خلال كمية هائلة من المحتويات. ولكن يعيبها الاعتماد على العبارات المتطابقة تمامًا. ولو قمت بتغيير عدد الكلمات مثلًا، فإن هذه المدققات ستنخدع بسهولة.
من الصعب جدًا الحصول على ترجمة جيدة بسبب صعوبة إيجاد أدوات ترجمة عالية الجودة. كما أنها تتطلب الكثير من الوقت و الجهد. في الكثير من الحالات، يتم الكشف عن السرقة الأدبية بواسطة المعلم أو المدرس، وذلك لأنه يلاحظ التغير في أسلوب كتابة الطالب. وفي الحقيقة، يعد الإنسان من أفضل الأدوات للكشف عن هذا النوع من السرقات. وهذا لا يعني أن ما سواه من أدوات كشف السرقات عديم الفائدة.
ولتتجنب القبض عليك بتهمة السرقة العلمية، عليك بتغيير كلمة واحدة من بين كل ثلاث كلمات في المحتوى المكتوب. هنالك بيان مثير و واعد يُبين أن العديد من مطوري برامج الكشف عن السرقات يؤكدون على أن السرقة أصبحت واسعة في معظم المقالات الإنجليزية لدرجة أصبح العملاء يطالبونهم للكشف عنها بأي طريقة ممكنة. في نفس الوقت، كيف يمكن لبرنامج ضمان نتائج ذات جودة عالية؟
الخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي إنشاء قاعدة بيانات ضخمة متعددة اللغات تحوي جميع أنواع المنشورات الأكاديمية. ولكن نجد أن الجزء الأكثر تحديًا هو إنشاء كاشف نصي رئيسي للسرقات الفكرية الذي من الممكن أن يتعامل مع كل كلمة على الشابكة و يستبعد جميع احتمالات تنسيقات الترجمة الممكنة. ولكن هل يبدو ذلك واقعيًا؟ وهل سيكون ممكنًا في المستقبل؟
ثلاث مشاكل في الكشف عن سرقات الترجمة:
١) الترجمة ليست واحدة
هنالك الكثير من الفروق الدقيقة، والنظم الآلية قد تترجم ترى معنى مفردة ككلمة مختلفة كليًا.
٢) اختلاف القواعد النحوية لكل لغة
الترجمة الحرفية تكون غير ممكنة عندما نأتي للقواعد النحوية. فحتى الأسر اللغوية قد تختلف بينها قواعد اللغة من أسرة لأخرى.
٣) نظام الترجمة الآلي غير فعال
عندما نترجم نصًا من اللغة الانجليزية للغة أخرى، ثم نترجمه للإنجليزية مرة أخرى سنجد نتائج مضحكة للغاية. هذه الأنظمة تعمل بشكل جيد لفهم المغزى العام للنص و ليس للكشف عن التطابقات الدقيقة.
كيفية هزيمة نظام كشف السرقات العلمية الآلي:
هنالك العديد من الناشرين المخادعين و الكُّتاب غير الأخلاقيين، لديهم معرفة بالعديد من الخدع التي تصّعب على البرامج عمليات الكشف عن السرقات العلمية. على سبيل المثال : ملفات PDF عادة تكون مصنوعة من عدة طبقات. توجد الطبقة المرئية و طبقة النص، من الممكن تغيير طبقة النص غير المرئي عن طريق تغيير جميع الأحرف الى mojibake وهي رموز مشفرة وغير مفهومة. و عند محاولة عمل نسخ ثم لصق لها على المفكرة ستحصل على أحرف مبهمة. ولهذا السبب، لن تستطيع أدوات الكشف الآلية قراءة النص. بالإضافة إلى أن استعمال هذه الطريقة سيصعب عملية إيجاد منشورات الكاتب بواسطة محرك البحث قوقل.
إعادة الترجمة – نوع جديد من سرقة الترجمة:
إعادة الترجمة هي طريقة جديدة للعديد من الطلاب خاصة الطلاب الدوليين. باستخدام أداة معينة يمكنهم أخذ نص بالإنجليزية و ترجمته إلى لغة أخرى ثم إعادة ترجمته للغتهم الأصلية، ومن ثم إخفاء الغش. ليس سهلا تجنب هذه المشكلة و لكنه ممكن. يجب على المعلمين إعطاء الطلاب نوعًا من المهام لا يمكنهم معه استخدام هذا النوع من الترجمة.
الخلاصة
لا تزال سرقة الترجمات واحدة من أصعب المشاكل للتغلب عليها. ووفقًا لنتائج اختبار أجري عام ٢٠١١، فإنه لا يوجد نظام متاح لمواجهة قضية سرقة أدبية بشكل فعال، ويُعتقد بأنها ستبقى من المشاكل الكبيرة في المستقبل القريب. القدرة الضعيفة للأنظمة الآلية للكشف عن السرقات هي التفسير لسبب عدم التغلب على المشكلة. ولكن بالتأكيد لن تظل هذه المشكلة متفشية للأبد وستظهر وسائل كشف أخرى قريبًا.
add تابِعني remove_red_eye 3,699
قرأت هذا المقال حول سرقة الترجمة والسرقات الأدبية عموما.
link https://ziid.net/?p=10465