سلبيات وإيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي 

ما بين (متصل الآن) و(جارٍ الكتابة)، ما بين علاقة حب وعلاقة صداقة، ما بين الاطمئنان لحال صديق أو التواصل مع قريب بعيد، ما بين “إضافة” شخص مثير للاهتمام، و”حظر” آخر مزعج، ببساطة.. بسّطت مواقع التواصل الاجتماعي حياتنا وصعّبتها في وقت واحد؛ فتقع الخلافات من أبسط الأسباب، قرأ الرسالة ولم يرد، متصل ولا يتحدث معي، كلها مجرد أمور تتكرر يوميًا، والمتهم الوحيد فيها هي: شبكات التواصل الاجتماعي.

أثر وسائل التواصل على حياتنا

بينما جمعت وسائل التواصل الاجتماعي الأسر مع بعضها، خلقت فجوة بينهم في تعاملاتهم العائلية، فترى العائلة مجتمعة معًا ولكن متباعدة، يجمع بينهم المكان ولكن كل شخص منهم بعالم آخر في جهازه النقّال (تعرّف على تغيّر مفهوم التواصل الاجتماعي بين الأمس واليوم).

وقبل أن نُصدر حكمنا النهائي، لا بدّ أن نتعرف على كلٍ من سلبياتها وإيجابياتها.

سلبيّات مواقع التّواصُل الاجتماعي

• زيّفت العلاقات.
• قلَّلت إنتاجيّة الموظف أثناء العمل: استخدام الهاتف في العمل، لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي أو الرد على التعليقات يسرق من وقته في العمل وجهده.
• مصدر لنقل الاخبار وتداولها: وفقًا لسي إن إن (CNN)، ذكرت إحصائية في عام (2010) أن (75٪) من الأشخاص حصلوا على أخبارهم عبر إعادة توجيهها وإرسالها عن طريق البريد الإلكتروني أو المشاركات عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، في حين أن (37٪) من الأشخاص شاركوا الأخبار عبر الفيسبوك أو تويتر.
• تؤثر على المزاج: في دراسة حديثة في مجلة علم النفس حول الخلاف، اكتشف الباحثون رابطًا بين Facebook وSnapchat وInstagram وخفض مستوى الرفاهية أو الاكتئاب.
• تشتت الانتباه: خاصّة عند أداء الشخص لأعمال ونشاطات أخرى مثل قيادة السيارة، الأمر الذي يسبب الحوادث.
• تتسبب في عدم انتظام النوم: فالضوء الصادر من الأجهزة الإلكترونيّة قد يُسبب اضطرابات خلال النوم، مما قد يؤثر على الإنتاجية والنشاط خلال اليوم التالي. [نصائح لأجل تحسين عادات النوم والاستمتاع بيوم صحي]
• تُضعف الروابط الأسرية: الزيارات والتجمعات العائلية أصبحت أقل وأصبحت الواجبات الاجتماعية مثل العزاء وتهنئة الزواج تتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
• تعريض الأطفال للصور الخاطئة والتأثير عليهم: مثل صور الخمر والدخان، والسلوكيات الجنسية حتى يشعر الأطفال أنها شيء عادي جدًا ومتقَبَّل.
• مواقع التواصل فرصة للتعارف بين الرجل والمرأة قبل الزواج: تشير دراسات أجريت في عدة دول إلى ارتفاع عدد حالات الطلاق بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سهلت تلك المواقع الخيانة الزوجية -من وجهة نظر البعض- كما يستخدمها البعض في المجتمعات العربية بديلًا عن تطبيقات المواعدة في العالم الغربي. 
• التنمُّر الإلكتروني: وتشمل مظاهره:

1. نشر صور للضحية بعد تعديلها للتشهير به.
2. نشر تعليقات مسيئة للضحية على حسابه الشخصي أو صور غير لائقة به.
3. تهكير حساباته وسرقة معلوماته الشخصية وابتزازه بها، كل هذه التصرفات تُعدّ تنمرًا

• سرقة المعلومات الشخصية: حتّى بوجود الإعدادات التي توفِّرها هذه المواقع، لحماية خصوصيّة المُستخدِمين، العديد من المواقع تسمح بتحديد كميّة المعلومات التي تتمّ المشاركة بها، ومن هذه المعلومات عنوان البريد الإلكترونيّ، أو تاريخ عيد الميلاد.

 إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعيّ :

• التواصل مع الآخرين، والتعرّف على أصدقاء جدد.
• تسهيل العمل والتواصل مع العملاء.
• توثيق الذكريات في حسابك الشخصي.
• صناعة المحتوى الهادف وسهولة نشره.
• الدعم السياسي والتجاري.
• التسويق الإلكتروني.
• تقليل التكلفة مقارنة بالتطبيقات الأخرى.
• أسرع طريقة للتواصل.
• تجمع بين أفراد الأسرة، حول قضايا اجتماعية وثقافية وسياسية.
• تنقل لك المعلومات بطريقة سهلة ومبسطة [دور وسائل التواصل الاجتماعي في التعليم]

وبذا، نصل للحُكم النهائي: هل سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي حياتنا أم عقدتها؟

مع توفر وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت العلاقات الاجتماعية متباعدة: فأصبح القريب يكتفي برسالة على الهاتف، للاطمئنان على مريض أو تهنئته، وقلّت الزيارات العائلية، بحجة أن (رسالة) ستختصر الوقت والطريق وتفيّ بالغرض. وسيطر العالم الافتراضي على المراهقين حتى اعتبروه (عالمهم الخاص) وطريقتهم الوحيدة في اكتشاف العالم.

وفي الختام

التقنية سلاح ذو حدين أحدهما نافع لك والآخر ضار، فتوخَّ الحذر حينما تستخدم التطبيقات التي تطلب منك معلوماتك الشخصية وعندما تتحدث عن خصوصياتك مع الآخرين.
فالتقنية إن لم تفيدك في نقل علم نافع أو الاستفادة من محتوًى هادف، فهي لا شكّ تضرك فينبغي الحذر دائمًا حينما تتصفح تلك المواقع.
“تويتر” “فيسبوك” “انستقرام” “واتساب” جميعها تقنيات سهلت حياتنا ولكن الأثر الذي تركته خلفها -من سلبيات وإيجابيات- غيرّت حياتنا إلى الأبد.