رحلتي في تعلم برامج الأدوبي: ملاحظات من مبتدئ لمبتدئ

معرفة الطريق ومعالمه تخفف من حدة الصعاب، وهذه ملاحظات قد تساعدك في رحلتك في تعلم برامج الأدوبي.

119 قارئ

من مبتدئ لمبتدئ
البداية صعبة جدًّا جدًّا جدًّا
أعطِ نفسك وقتا للتعلم
اختر المدرس الذي ترتاح معه
إليك أيضًا

لو قرأتَ عنوان التدوينة وقلتَ في نفسك: يا إلهي إن الفوتوشوب والاليستريتور أبسط وأسهل مما يكون ولا يستحق التدوين عنه! إن قلتَ ذلك، فأنا أغبطك كثيرًا، فلو كان الأمر يبدو بسيطًا وسهلًا بالنسبة إليك، فإنه يبدو معقدًا وصعب المنال وبُعْبُعًا للبعض الآخر.

دونتُ سابقًا عن تجربتي في كسر حاجز الخوف والرهبة من تعلم برنامج الفوتوشوب والأدوبي بريمير، إن كنت تشعر ببعض الخوف من البدء في تعلم مهارة أو برنامج ما.. فأنصحك بقراءة التدوينة. لكن في هذه التدوينة سوف أشارك معك ملاحظات في تعلم برنامج الفوتوشوب والاليستريتور والبريمير؛ لأن هذه البرامج متقاربة جدًّا ولأن عملية التعلم ذاتها التي نسلكها.

من مبتدئ لمبتدئ

لم أحترف البرامج التي ذكرتها بعد، وما زلت مبتدئة في طور التعلم، لكن ما دفعني لمشاركة هذه التدوينة هو خوفي الشديد من هذه البرامج لدرجة تقارب الفوبيا! والحمد لله كسرت الخوف.

والأمر الآخر: أنك عندما تقرأ تجارب مبتدئين سلكوا الطريق وبدؤوا بشكل جيد، فإنه يشجعك على التعلم أو الاستمرار في التعلم؛ لأن الإنسان يرغب في أن يُلهمه من هم قريبون منه ويشبهونه، لذا لا تقلل من شأن مشاركة تجربة مبتدئ فقد تكون هي الأقرب إلى قلب المبتدئ الباحث عمن يقاربونه في المستوى، وربما يستفيد منها المبتدئون أكثر من تجارب المحترفين.

البداية صعبة جدًّا جدًّا جدًّا

بداية تعلم البرامج أصعب مرحلة والأكثر إزعاجًا برأيي، أذكر في بداية تعلم البريمير (والأمر نفسه ينطبق على الفوتوشوب والالستريتور) أذكر أنني كنت أقضي ساعات طويلة في محاولة فهم وتطبيق ما ذُكر في الدروس والفيديوهات –وهي أساسيات فقط- وغالبًا ما أخرج بعدها وأنا منهكة ومحبطة من الوقت الطويل الذي قضيته في تعلم الأبجديات، وأيضا غاضبة ومنزعجة من أمور تقنية أزعجتني في البرنامج -قد تكون هذه ردة فعل طبيعية من أمور جديدة نجهلها- لكن بأي حال أشارككم التجربة كما هي.

بعد أن تدخل في المرحلة الأولى، وترى الوقت والجهد المطلوب لتعلم أبجديات المهارة، سوف تشعر بإحباط شديد وغالبًا ما ستراودك أفكار بالاستسلام والتوقف عن التعلم – راودني ذلك عدة مرات- لكن الأمر الذي كان يُبقيني على الطريق هو رغبتي في تعلم البرامج لإنشاء قناة يوتيوب. ولا أخفيك أنه عند تذكر تلك المرحلة – حتى عند كتابة التدوينة- أشعر بالتوتر؛ لأنها كانت فترة مزعجة، لكن مضت والحمد لله.

عند بدايتك للتعلم.. كنت مستعدًا للكثير من الإحباط والغضب والانزعاج وكل المشاعر السلبية التي قد تأتي عند تعلم شيء جديد تخاف منه وتهابه، أعتقد أنه من الجيد أن تتقبل فكرة وجود مشاعر سلبية فالطريق ليس ورديًّا دائمًا، لكن مع هذا.. حافظ على شعلة حماسك ورغبتك في مواصلة التعلم، وتذكر دائمًا هدفك الأساسي من تعلم المهارة أو البرنامج فهذا يا عزيزي ما سيُبقيك مستمرًا.

أعطِ نفسك وقتا للتعلم

ذكرت أن الفترة الأولى من التعلم صعبة للغاية، لذا امنح نفسك وقتًا طويلًا لتتعلم، ولا تستعجل أبدا -خاصة لو كنت تهاب ما تتعلم وتخاف تعلم البرامج– وتقبّل فكرة أن تأخذ وقتًا طويلًا في التعلم ولا تشعر بالحزن لأجل ذلك؛ لأن المهم أن تتعلم وتتقن الأمر بكل أريحية، وتذكّر أن الأهم هو المواصلة والاستمرار، وصدقني حتى لو قضيت وقتًا أقصر في تعلم تفاصيل كثيرة في البرنامج وبعدها لم تستخدمه لوقت طويل.. فإن ما تعلمته سوف يُمحى تمامًا.

لذلك تعلم بشكل بسيط ولا ترهق نفسك كثيرًا في تعلم كل شيء، فقيامك بالخطوة الأولى إنجاز كبير، ومع الوقت والاستمرار ستصل لمستوى الاحتراف. ولو كنت تخاف كثيرًا من الفوتوشوب أو أي برنامج آخر، فأنصحك في الفترات الأولى أن تمارس كثيرًا وتكرر ما تعلمته؛ وذلك لأجل الاعتياد على البرنامج ومحاولة خلق ارتباط عاطفي معه، والأهم من ذلك هو أنك عندما تكرر الأساسيات وتعتمد عليها، سوف تنجزها في وقت أقصر مما يخلق لديك شعور بالإنجاز وبأنك فعلًا خطوت خطوات مهمة في تعلمك للبرنامج وظهر ذلك في سرعة إنجازك للعمل.

اختر المدرس الذي ترتاح معه

إن الدورات وورش العمل والفيديوهات التعليمية لا تعد ولا تحصى! وذلك في صالحنا تماما؛ لأن هذا يعني خيارات غير محدودة لنا كمتعلمين ويُتيح لنا فرصة اختيار الأنسب والأفضل لنا. إن كنت تتحدث الإنجليزية فهذا يعني خيارات أكبر متاحة أمامك للتعلم منها، لكن إن لم تكن متقنًا للإنجليزية فلا بأس، تستطيع تعلم واحتراف برامج الأدوبي من خلال الفيديوهات العربية على اليوتيوب، وسوف تتفاجأ بعدد القنوات العربية المتخصصة في برامج الأدوبي، وكثير منها رائع.

لذا أقترح عليك أن تشاهد الكثير من القنوات التعليمية الخاصة بالبرنامج الذي تريد تعلمه، قارن بينها واختر منها ما يعجبك وتابع قناة صاحبها، ودعك من فكرة التعلم فقط من صاحب القناة الفلانية المشهور والمعروف في تعليم البرنامج؛ لأن أسلوب وشخصية الأستاذ يؤثر على المتعلم، لذلك لا تنبهر بشهرة أصحاب القنوات التعليمية واختر القناة التي تشعر أنها الأقرب إلى قلبك والمريحة بالنسبة لك.

في النهاية.. طريق التعلم ليس سهلًا.. لذا تذكر دافعك الأساسي للتعلم واتّبع قلبك!