كيف نجح العملاق الصيني هواوي في كسر الحصار الأمريكي
استطاعت شركة هواوي الصينية تجاوز الحظر الأمريكي بالرغم من العقبات والتحديات لتزدهر وحتى تحتل المركز الثاني بدلا من أبل
add تابِعني remove_red_eye 16,131
تظافرت العديد من الظروف السلبية في وجه شركة هواوي، وهي ظروف تكفل لأي شركة الإنهيار. لكن حتى اليوم، فإن هواوي لا تزال تتنفس، وتقاوم، ومنتجاتها تباع في الأسواق، وهناك إصدارات أحدث، ما الذي يحدث، وكيف ذلك؟
إعلان الحرب على هواوي
في البداية، كان إعلان الحرب على هواوي متمثلاً في قيام الحكومة الأمريكية بإضافة شركة هواوي إلى قائمة الكيانات سيئة السمعة، لسبب غامض يتعلق بالأمن القومي الأمريكي. من وقتها، بدأت شركات عدة وقف تعاملاتها مع هواوي، فقامت شركة جوجل بوقف ترخيص هواوي لديها بعد بضع أيام من خبر إضافة هواوي إلى القائمة، ثم تلت جوجل الكثير من شركات الاتصالات وعدد أكبر من الشركات والمؤسسات التي تربطها علاقات تجارية واتفاقات مع هواوي، كل هؤلاء، أوقفوا تعاملاتهم مع هواوي في غضون أيام.
وإزاء تلك المقاطعة الصارمة، توقع المحللون مستقبلاً مظلما لشركة هواوي، والبعض منهم أفاد بأن إفلاس هواوي سيكون وشيكاً.
الحقائق الرسمية
سجلت عائدات هواوي في التسعة أشهر الأولى من عام 2019 حوالي 87,3 مليار دولار، وهي زيادة بمعدل 24,4% عن عائدات ذات الفترة من العام السابق، وهو معدل أبطأ من معدل الزيادة المتحققة في الربع الأول من 2019 والذي بلغ 39%، والذي كان مدعاة لفخر هواوي وزهوها. وقد توقع Ren Zhengfei مؤسس هواوي، أن شركته ستحقق إيرادات تقدر بـ 100 مليار دولار بنهاية العام الحالي، لكن طبقاً لمؤشرات النمو، فإن هواوي ستحقق ذلك الرقم بسهولة، وربما تتخطاه.
أسلحة هواوي في حربها التجارية
مقاطعة شركات ومؤسسات كبرى، وقف ترخيص هواوي لدى جوجل، وبعد كل ذلك، تحقق هواوي نمواً في الإيرادات يفوق توقعات مؤسسها نفسه. يحاول المحللون العثور على إجابات مرضية لما يحدث. أرجع بعض المحللون قدرة هواوي على الصمود في أداء الشركة القوي في أعمال البنية التحتية الخاصة بها، مع الأخذ في الاعتبار أن الأجهزة التي تعمل بتقنيات 4G و 5G لا تزال تباع بمعدل متسارع.
من ناحية أخرى، فإنه لا مجال لإنكار ما تحظى به هواتفها من شعبية جارفة في السوق المحلي الصيني، ومع بروز الأزمة التي تعاني منها هواوي إعلامياً، احتشد الصينيون خلف هواوي، مؤيدين لها، حتى أن مبيعات هواوي في السوق المحلي الصيني قد زادت بنسبة 66% مقارنة بعام 2018، وتزامن ذلك مع استحواذ هواوي على 42% من السوق الصيني، في المقابل، خسرت شركة أبل نقطتين مئويتين محققة أقل مسبة مبيعات لها منذ خمس سنوات، فين حين توارت سامسونج عن الأنظار، إذ حققت مبيعات أقل من 1% فقط.
وعلى الصعيد الدولي، قامت هواوي ببيع 25 مليون هاتف ذكي، في فترة الربع الثالث من العام الحالي 2019. وأينمت كانت تطبيقات جوجل ضرورياً، فإنها تقوم بإعادة تقديم بعض الهواتف المجازة مسبقاً في صورة إصدارات جديدة مع إطلاق أسماء جديدة عليها، وهو نظرياً غير مرخص لها بفعل ذلك، وتقوم أيضاً باستغلال فئات أخرة من منتجاتها مثل الساعات الذكية GT Watch 2، وسماعات البلوتوث FreeBuds 3 للمحافظة على الزخم الموجود بالسوق، واستمرار تواجدها المكثف في الأسواق.
لكن بعض المتابعين المتخصصين في الشئون التقنية، يرون أن السلاح السري لهواوي في مواجهة الهجمات المتتالية عليها يكمن في استثمارها في السيليكون، والذي يعد حجر الأساس لكل الهواتف الذكية التي تصنعها هواوي وتبيعها في كل أنحاء العالم، إذ قامت هواوي بالتعاون مع شركة ARM الإنجليزية لتزويدها بلوحات السيليكون القابلة للبرمجة والاتي تستخدمها في هواتفها، وهي بذلك قد ابتعدت عن سيطرة شركة كوالكوم الأمريكية والتي تعتمد عليها أغلب شركات تصنيع الهواتف المحمولة في العالم، ومن المنتظر أن يثمر ذلك التعاون فيما بين هوا و ARM الإنجليزية في إصدارات هواتف ومودمات عام 2020، مزودة بشريحة ARM V9 المتطورة.
ويرى آخرون أن ما قامت به هواوي من تخزين لقطع الغيار والمكونات التي لا تقوم بتصنيعها كان عاملاً حاسماً لمواجهة المقاطعة الشرسة من الشركات الأخرى، منذ بداية الأزمة وحتى الآن، على الرغم من أن هذا المخزون لي يبقى إلى الأبد.
وفي ظل منع الولايات المتحدة لتمكين جوجل من تحديث تطبيقاتها المثبتة على هواتف هواوي، بالإضافة إلى تصويت لجنة الاتصالات الفيدرالية FCC من منع هواوي من ممارسة أية أنشطة تستند إلى مزودي الخدمة الأمريكية، بما يعنيه ذلك من ضرورة إزالة أي معدات قد سبق وأن قامت هواوي بتركيبها، وهو يعتبر تصعيداً أمريكيا في مواجهة طموحات هواوي واستخدامها لتقنية 5G، فقد قامت هواوي بتأجيل إصدار هاتفها الرائد Mate 30 Pro خارج الصين، والذي يكاد يخلو من تطبيقات جوجل، أكثر من مرة، فإنه من المتوقع أن تكون عملية بيع هذا الهاتف عسيرة بعض الشيء.
بصيص من الضوء يلوح في آخر النفق
يبدو أن كلا من الولايات المتحدة وهواوي يعملون على تقديم بعض التنازلات لتخفيف حدة التوتر بينهما، وفي بادرة أمل، أعلن وزير التجارة الأمريكي أن الولايات المتحدة في طريقها للسماح للشركات الأمريكية بتصدير بعض المكونات (الغير حساسة) إلى شركة هواوي، ولا أحد يدري ما إذا كانت تحديثات تطبيقات جوجل من ضمن تلك المكونات غير الحساسة أم لا، لكن الواقع الغيرمعلن بفصح عن الميل لتخفيف حدة الخلافات، فالمفاوضات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين لا تزال قائمة، وذلك في إطار ازدياد التعريفة الجمركية على ورادات كلا البلدين، ويبدو أن مصير هواوي مرتبط بشكل مباشر بتلك المفاوضات.
add تابِعني remove_red_eye 16,131
إن كنت من مستخدمي هواتف وأجهزة هواوي ، صدقني أنت تحتاج لقرأة هذا المقال
link https://ziid.net/?p=44213