كيف يتحكم الفيسبوك في حياتنا
لا شك لدي أننا مراقبون، نعم؛ فكر بنفسك في عدد المرات التي تحدثت عن شيء ما ومن ثم وجدت إعلانًا له على مواقع التواصل الاجتماعي
add تابِعني remove_red_eye 61,969
في الصباح أول ما تفعله هو تفقد هاتفك، تحسبًا لإيميل من العمل أو رسالة مهمة، ثم بعد ذلك تدخل إلى فيسبوك من أجل الجولة الصباحية، من مكان إلى مكان لمعرفة ما حدث في الساعات الماضية مَن علّق على منشورك؟ ومَن وضع لايك، أو حتى تفاعل بأي شكل من التفاعلات؟ من أرسل لك رسالة؟ ثم من الفيسبوك إلى جولتك في الإنستغرام أو حتى واتساب، إنك تمضي حوالي ساعة على أقل تقدير من يومك تتصفح وسائل التواصل التابعة لشركة فيسبوك ومالكها مارك زوكربيرغ.
لا يقف الأمر عن ذلك وحسب فبينما أنت في المصعد مع الزميل من الطابق التاسع وحالما تصل إلى مكتبك تجده قد ظهر لك في أشخاص قد تعرفهم، بينما تحدثك خطيبتك عن فستان الزفاف عبر واتساب، تجد اقتراحات من فيسبوك بأماكن لبيع فستان الزفاف.
الآن أصبح الفيسبوك يظهر لك حينما تريد التعليق على منشور معين، الملصقات التي تناسب ذلك المنشور، بل إن بعض الأصدقاء يقولون إنهم طالما فكروا في أي شيء يظهر الفيسبوك لهم ما يفكرون به، فكيف يفعل الفيسبوك ذلك؟
نظرة عامة على فيسبوك
أسسه “مارك زوكربيرج” بالاشتراك مع زميله في جامعة هارفارد الطالب “إدواردو سافيرين” في البداية كانت عضوية الموقع محدودة فقد شملت العضوية طلاب جامعة هارفارد، ولكن تم توسيعها إلى كليات أخرى في منطقة بوسطن، وبالتدريج شمل معظم الجامعات في الولايات المتحدة وكندا، ولكن في سبتمبر من العام (2006م)، أصبح الفيسبوك متاحًا لكل شخص يمتلك بريدًا إلكترونيًّا، وثلاثة عشر عامًا من العمر.
الخوارزمية
لأعطيك مثالًا توضيحيًّا، أتتذكر تلك المنشورات على صفحتك الشخصية والتي تتحدث جميعها عن نفس الموضوع على الرغم من أن الصفحة تحتوي الكثير من المنشورات للأصدقاء، ولكنه الخوازميات تجمع المتشابه أمامك، إنها أمر رائع ومدمر، ففي بعض الأحيان تفتح الفيسبوك لتجد أنه قد جمع جميع المنشورات السلبية والكئيبة من قِبل أصدقائك مما يجعلك تشعر بالحزن لأنه يصدر إليك الكثير من الحزن والغضب ويضعه أمامك.
فالخوارزمية هي ما يتحكم في ما تراه في صفحتك الرئيسية، وكيف يظهر لك، أنها مجموعة من التقنيات الدقيقة التي تتحكم في المحتوى الذي يظهر لك، بناءً على استخدامك السابق للموقع، بل وأحيانًا يمكنها التنبؤ بما ستقوم به، وتتحكم الخوارزمية في ذلك عن طريق النشاط السابق، الإجراءات التي تقوم بها الصفحات التي تتابعها والأصدقاء، كما أن الخوارزمية تتطور كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله، فمستخدم الفيسبوك منذ عشر سنوات يدرك اليوم أنه اختلف عن السابق، فكل عام يزداد تطورًا إلى أن وصل للتنبؤ بالإجراء الذي سنقوم به، فالمنشورات التي تتحدث عن القهوة مثلًا ستجد الملصقات تحتها على شكل أكواب القهوة.
ما المعلومات التي يعرفها عنك الفيسبوك، ومن خلالها يحلل بياناتك؟
قد تتصور أن المعلومات التي يعرفها عنك الفيسبوك قليلة، ولكن تأمل معي ما الذي يعرفه عنك:
- الاسم الكامل والاسم البديل أو الكنية.
- العمر (عيد ميلاد)، الجنس (ذكر أو أنثى)، العرق أو الديانة والآراء السياسية.
- حالة العلاقة (على سبيل المثال، متزوج، أعزب، غير ذلك) وطبعًا معلومات الذكرى السنوية.
- مكان الولادة، عنوانك الحالي ( المدينة والولاية أو المنطقة العامة التي تعيش فيها بناءً على مكان تسجيل الدخول إلى فيسبوك).
- تعتمد لغتك على اللغات التي تستخدمها على فيسبوك.
- الأماكن التي قمت بزيارتها، حيث تناولت الطعام، وما إلى ذلك بناءً على مكان تسجيل الدخول إلى فيسبوك أو إذا قمت بتسجيل الوصول في أي موقع.
- من هم أصدقاؤك وعائلتك وكم لديك من الأطفال.
- معلومات عن جميع الأصدقاء والعائلة السابقين.
- صاحب العمل والمسمى الوظيفي بما في ذلك أرباب العمل السابقين مع فكرة عن مستوى الدخل، مستوى التعليم والمدرسة والجامعة.
- رقم الهاتف مع إمكانية معرفة أرقام الهواتف السابقة.
- عنوان بريدك الإلكتروني مع أي عناوين بريد إلكتروني سابقة ربما تم استخدامها منذ أن أنشأت حساب فيسبوك، قد يتضمن الحساب أي عناوين بريد إلكتروني أخرى مرتبطة بالحساب.
- معلومات بطاقة الائتمان إذا كنت قد أجريت عمليات شراء على فيسبوك.
- مقاطع الفيديو والصور المنشورة لك أو لأصدقائك. يقوم فيسبوك أيضًا بجمع البيانات الوصفية التي تعد جزءًا من العديد من الصور، بما في ذلك معلومات مثل مكان التقاط الصور.
- معلومات التعرف على الوجه للمساعدة في اكتشاف وجهك في الصور.
- جميع عناوين IP التي استخدمتها لتسجيل الدخول.
- التكنولوجيا التي تستخدمها (على سبيل المثال، نوع الهاتف أو سرعة الهاتف أو الكمبيوتر اللوحي أو الكمبيوتر) جميع تطبيقات فيسبوك التي أضفتها واستخدمتها.
- المجموعات الحالية والسابقة التي انضممت إليها.
- الأشخاص الذين نكزتهم والأشخاص الذين نكزوك.
- نوع المواقع التي تفضلها وتزورها، واهتماماتك بما في ذلك اهتمامات العلاقات والهوايات والطعام الذي تحبه.
- كل الاعجابات السابقة والحالية التي أجريتها على الصفحات ومنشورات الآخرين، عمليات البحث التي أجريتها، جميع الصفحات التي قمت بمشاركتها، والإعلانات التي قمت بزيارتها.
هل ما زلت تتعجب أن يجمع الفيسبوك عنك كل تلك المعلومات، بينما تشارك حياتك كلها، هناك؟!
ولكن يختلف مقدار ما يعرفه الفيسبوك عنك طبقًا لما تشاركه من معلومات، فإن كنت تشارك الكثير من نشاطاتك هناك وتسجيلات الإعجاب سيعرف الكثير عنك مما يشعرك بأنه يتسلل إلى حياتك، بل ويمكنه التنبؤ بما تريد أن تفعله وما هي خطوتك التالية، وما الذي يمكن أن تحتاج إليه، وعلى ذلك الأساس تجد الإعلانات تنهال عليك.
هل يتحكم الفيسبوك في خياراتنا على الإنترنت وحسب، بل يتسلل إلى الحياة؟
لا يتوقف تأثير فيسبوك على الإنترنت فقط بل يمتد إلى ما دون ذلك، فخياراتنا في الحياة تحددها مؤسسة فيسبوك ببرامجها المختلفة، ولا يخفى على أحد ما يفعله الإنستجرام في حياتنا، فالفتيات أصبحن لا يتبعن خطوط الأزياء العالمية بقدر ما يتابعن (فاشونيستا الإنستجرام)، وأصبحن ينقدن بسهولة خلف ظواهر عديدة مثل (التريند) والذي يظهر لأيام معدودة وما يلبث أن يختفي بمرور الأيام وينسى ويظهر غيره.
فنحن طوال الوقت ندور في عجلة وسائل التواصل سواء كنا نعرف ذلك أو لا نعرفه، وحتى حينما نعرف فما الذي نفعله، فهناك الكثير من الأعمال أصبحت تتعلق بالفيسبوك بطريقة أو أخرى، مثل أعمال المستقلين والمعلنين، وغيرها الكثير من الأعمال الأخرى، ولكن هناك بعض الخطوات التي تجعلنا قادرين على حماية بياناتنا، بالقليل من الخطوات، مثل حذف المحادثات بعد الانتهاء منها، والتخفيف من مشاركة كل الصور وتسجيلات الدخول للأماكن، والكثير من المعلومات الحقيقية، عنا والتي قد لا تكون مفيدة بقدر ما هي ضارة لنا.
فإن سلمنا من تحكم الفيسبوك في حياتنا، فهناك المخترقون والذين يستغلون ذلك في بعض الأحيان من أجل الاستغلال المادي لنا، أو حتى توفير الفرصة لمن يريد أن يلحق الضرر بنا، عن طريق إعطائه الكثير من المعلومات والتي تسهل وصوله إلينا، وليس مسلسل “You” ببعيد عنا، حيث كان البطل يتتبع من يريد الوصول إليها عن طريق حسابها على فيسبوك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 61,969
يتحكم الفيسبوك في حياتنا بشكل كبير فكيف يفعل ذلك؟
link https://ziid.net/?p=70790