المساعد الافتراضي ومستقبل الذكاء الاصطناعي
إلى أي مدى سوف يصبح الذكاء الاصطناعي أذكى؟ وهل سوف نعتمد على المساعد الافتراضي أم سوف يفشل وينتهي للأبد؟
add تابِعني remove_red_eye 16,131
التقط هاتفك الأندرويد أو جهاز كروم بوك الخاص بك وسوف تجد مساعد جوجل الشخصي بانتظارك، استخدم أحد أجهزة أمازون وسوف تكون “أليكسا” مستعدة للدردشة معك، وإذا كان لديك جهاز من أبل فـ “سيري” كلها آذان صاغية لك، وعندما تحاول تجربة أحد أجهزة العملاق الكوري سامسونج سوف يظهر لك المساعد الافتراضي “بيكسبي” وحتى الشركات الأخرى والتي لا علاقة لها بالتكنولوجيا بات لديها مساعدًا افتراضيًا مثل بنك أوف أمريكا والذي بدء بتطوير ذكاء اصطناعي يعرف باسم “إيريكا” للرد على العملاء، وبات من الصعب استخدام أي شيء ينطوي على التكنولوجيا هذه الأيام دون مقابلة أو حتى الاصطدام بالمساعد الافتراضي.
لماذا المساعد الافتراضي؟
تسعى كل شركة من شركات التكنولوجيا بلا هوادة لجعل مساعدها الافتراضي هو المتربّع في سباق المساعدات الافتراضية من أجل هدفٍ بعيدٍ قد لا يدركه العديد من المستخدمين، ولعلك تتساءل، كيف تستفيد الشركات مثل جوجل وأبل وغيرهما من تلك المساعدات الافتراضية، ويمكن القول بأن كل شركة ترغب في أن يعتمد مستخدميها على المساعد الافتراضي الخاص بها لكي يبقى هذا المساعد كنواةٍ محيطةٍ بحياتك الرقمية.
وهذا يعني أنه سوف يعرف ماذا تحب وماذا تريد عندما تتصفح الويب وما هي الأشياء التي تكرهها، وكل هذا يُثري الشركات ببياناتٍ مهمة على المدى الطويل، وبالطبع كلما عرفت شركة مثل جوجل عنك، زادت الإعلانات الفعالة التي سوف تجدها في كل مكانٍ على الإنترنت وزاد استخدامك لخدمات الشركة المختلفة، أيضًا شركة مثل أمازون ترغب في زيادة مبيعاتها، فكلما زاد اعتيادك على مساعدها الشخصي، كلما زادت الطلبيات التي تقوم بها من خلال أليكسا.
أما أبل، فتريد إبقاءك في النظام الإيكولوجي الخاص بك، بمعنى أن تصبح عميلا دائما للشركة، تستعمل خدماتها وتشتري منتجاتها، وكلما زاد اعتمادك على أشياء مثل سيري وأبل ميوزيك وغيرهما، زادت رغبتك في الحصول على المنتجات التي لها علاقة بتلك الأشياء.
هناك حقيقة نتجاهلها على الرغم من التقدم والطرق العديد التي تحاول من خلالها شركات التكنولوجيا جعل مساعدها الشخصي أكثر قُربًا للمستخدم، وهي نسبة الفشل الكبيرة والتي تحدث مع المساعد الشخصي عندما يحاول تنفيذ المطلوب منه، وإليك الجزء المثير للاهتمام بكل المقاييس تقريبًا، يتفوق مساعد جوجل الشخصي بشكلٍ كبير على كل مساعد افتراضي آخر عندما يتعلق الأمر بمعدل النجاح والنسبة المئوية للوقت الذي يستغرقه المساعد الشخصي لإدراك وفهم ما تطلبه منه ثم معدل وسرعة الاستجابة بعد ذلك للأوامر.
ووفقًا لأحد الاختبارات التي أجرتها المجموعة الاستثمارية “Loup Ventures” فإن مساعد جوجل أجاب على المطلوب منه بشكلٍ صحيح بنسبة 88%، ثم سيري في المركز الثاني بنسب 75% ويليها أليكسا بنسبة 72% وأخيرًا كورتانا بنسبة 63%.
وبالنظر لتلك النتائج، نستطيع ملاحظة قوة مساعد جوجل الشخصي ومع ذلك، تشير النتائج أيضًا لشيءٍ مهم وهي أن من بين حوالي 5 محاولات أو حتى 10 محاولات هناك محاولة واحدة فاشلة لم يستطع المساعد فهمها أو استيعابها وهذا أكثر من كاف لإصابة المستخدم بالإحباط وربما الانزعاج، ومع تكرار الأمر، سوف تبدأ تلك التقنية الرائعة في فقدان رونقها وحداثتها وسرعان ما سيشعر المستخدم بأن الأفضل له هو تنفيذ الأمر بنفسه بشكلٍ سريع وسهل دون الحاجة لذكاءٍ اصطناعي لا يفهمه.
ونفس السبب جعل بعض الخدمات مثل Google Lens و Google Now on Tap وبعض الميزات التي كانت تأتي بهواتف سامسونج، تختفي على مدار السنوات السابقة لأنها بكل بساطة لم تكن فعالة، إنها تعمل لبعض الوقت ولكن تفشل بالشكل الذي يجعلها غير موثوق بها، ولهذا يتوقف الكثير عن استخدامها بعد فترةٍ من الوقت.
فشل المساعد الافتراضي
وفقًا لبعض الدراسات والتجارب التي قامت بها شركة أبحاث السوق “Forrester” فإن المساعدين الافتراضيين مثل أليكسا وسيري وكورتانا وجوجل فشلوا بنسبة 65% في الإجابة بشكلٍ صحيح على الاستفسارات المتعلقة بالسوق، ويشير التقرير الذي نشره موقع Wired، أنه في أحد الحالات وعندما سُئل المساعد الافتراضي عن مكان شراء حفّاضات الأطفال، قامت أليكسا بتوجيه الباحث بشركة Forrester الأمريكية لمدينة “باي” في دولة روسيا.
أيضًا نشرت شركة Elastic Path لبرامج التجارة الإلكترونية تقريرًا تقول فيه أن 6% فقط هي نسبة الأشخاص الذين استخدموا المساعد الافتراضي لشراء شيء ما خلال الأشهر الستة الماضية، والسبب الرئيسي يعود إلى ارتفاع معدل سوء الفهم والأخطاء من قبل المساعدين الشخصيين، وفي شهر أغسطس الماضي، نشر موقع ذا إنفورميشن إحصائية حول المساعد أليكسا، ذكر فيه أن 2% فقط من مستخدمي أليكسا قاموا بالشراء عبر المساعد الصوتي خلال السبعة شهور الأولى من عام 2018.
أخيرًا، التحدي صعب بالنسبة لجوجل وأمازون وأبل وغيرهم من شركات التقنية التي تسعى لإنشاء وتطوير مساعد افتراضي، حيث لم يعد الأشخاص بحاجة لمساعدٍ افتراضي يخبرهم بملخص الأخبار اليومية والطقس وكم الساعة بل زاد الطموح وأصبحت الأوامر أصعب والطلبات أكثر تعقيدًا، ولهذا تحتاج الشركات المطورة للمساعدين الافتراضيين تطوير المساعدين بالشكل الذي يتناسب مع احتياجات ومتطلبات مستخدميها وعدم التباهي فقط بقوة المساعد الشخصي على خشبة المسرح بل جعل المساعد الافتراضي قادر على العمل بشكلٍ سريع وذكي خلال العالم الحقيقي.
add تابِعني remove_red_eye 16,131
link https://ziid.net/?p=35947