لماذا يجب أن تحرص على كتابة يومياتك بشكل مستمر ؟

قليل من الناس من يهتمون بكتابة اليوميات أو ما يطلقون عليها المذكرات، والكثير منهم يتجاهلون الأمر بل وأحيانًا يسخرون منه ويعتبرون أن من يكتب يومياته يجب أن يكون شخصًا مهمًا أو مشهورًا، والحقيقة أن لليوميات أهمية كبرى لتطوير الحياة، ولجعلها أفضل بل وأسهل، ولكن في البداية:

كيف تكتب اليوميات؟

هناك العديد من المدارس في كتابة اليوميات، يحب البعض أن يكتبها في بداية اليوم كنوع من التخطيط، والبعض يكتبها خلال اليوم كنوع من التسجيل، والبعض يحب أن يكتبها في آخر اليوم أو في بداية اليوم الذي يليه كنوع من كشف الحساب، لكن لا شيء  ملزمٌ بالطبع، بإمكانك كتابة ما حدث لك خلال يومك في أي وقتٍ تختاره أنت، والكتابة بالطريقة التي تحلو لك، فُصحى كانت أو عامية، اكتب بألوان عدة أو بلونٍ واحد، اكتب كما يحلو لك، المهم أن تكتب يومياتك.

ما الفائدة من كتابتها؟

1- التخطيط:

تساعد اليوميات في التخطيط، سواءً لعام أو لأسبوع أو حتى ليومٍ واحد، يساعد التخطيط في جعل حياتك أكثر إنتاجيةً وتركيزًا، لا أخفيكم سرًا أني لم أكن مقتنعة بذلك أبدًا -رغم أني أكتب يومياتي منذ أن كنت في الصف الثاني الإعدادي- ولم أخطط، ولكن ما إن بدأت بالتخطيط جعل ذلك الكثير من الأمور سهلة.

تقنية التخطيط تجعلك تسقط عن عقلك بعضًا من الأمور على الورق بدلًا من التفكير بها طوال يوم، اكتب في يوميات مهام اليوم، وضعها أمامك أو اجعل الدفتر رفيقك، وسيذكرك ذلك بدلًا من تذكير نفسك بها طوال الوقت وإسقاط أمور أهم من عقلك.

2- تفريغ المشاعر:

هل حدث معك في يوم وغضبت من شخصٍ ما على أمرٍ تافهٍ لا يستحق؟ ووقفت حائرًا ما بين أن تخبره وتصنع مشكلة من لا مشكلة أو لا تتحدث وتظل هناك شوكة بينكما؟

هنا يظهر دور اليوميات، اكتب كل ما دار خلال اليوم وفرّغ مشاعرك، الغضب، الضيق، الحنق، كل شيء، عبّر عن كل ما يدور داخل عقلك، فرّغ شحنات قلبك، صدقًا سيجدد ذلك روحك، وسيجعلك بمجرد الانتهاء من كتابته تنسى كل شيء كأنه أبدًا لم يحدث.

3- التحفيز:

تساعد كتابة اليوميات على تحفيز نفسك بصورةٍ مستمرة، فكلما قرأت مذكراتك السابقة عرفت كم نضجت، كم تغيّر تفكيرك، كم من الأشياء أنجزتها؟ وكم أمنية وهدفٍ وصلت له، وكلما كتبت أكثر كلما ساعدك ذلك على الإنجاز أكثر وأكثر، وكلما أصبحت أفضل.

4- خلق عادات جديدة:

تساعدك كتابة اليوميات في الاستمرار على العادات الجيدة، فعندما تخطط لعادة جيدة -كشرب الماء مثلًا أو الرياضة- وتسجّل كل خطوة فيها في يومياتك، يجعلك ذلك أكثر تمسكًا بها، وأكثر إصرارًا على المُضي قُدمًا وإحراز تقدمًا أكبر، ويساعدك ذلك أيضًا على أخذ تحديات جديدة أصعب.

5- متابعة النفس:

اليوميات كشف حساب يومي أو سنوي، فعند نهاية العام تقرأ كل ما سبق من أيام العام، وتستطيع محاسبة نفسك على التقصير، أو مكافأتها على الإنجاز، تعرف أين مواضع ضعفك وما هي نقاط قوتك، لتحاول مع بداية العام الجديد أن تعوّض ما كنت قد خططت له ولم تحققه، أو ما قد خططت له وأنجزته وتريد أن تحقق إنجازاتٍ أكبر.

6- التذكير بالأيام الجميلة:

غالبًا ما نصاب بما يُعرف باكتئاب آخر العام، الكل يرى أن العام السابق كان سيئًا، وأنه لم ير فيه يومًا جميلًا، وأنه كان عامًا مليئًا بالخذلان والإحباط والسوء.

اليوميات تذكرك بتلك الأيام الجميلة التي عشتها، تلك الابتسامة من هدية غير متوقعة، اجتماع مع الأصدقاء بعد طول انتظار، رحلة قضيتها ونسيتها، فيلمًا كنت تتمنى رؤيته ووجدته معروضًا في التلفاز، طبخة صعبة نجحت في إتقانها، أشياء بسيطة جدًا كتبتها ونسيتها، ولكنها كانت سببًا في رسم البسمة والبهجة في قلبك.

7- التخيّل:

تفيدك اليوميات في صنع عالمك الخاص، ففي اليوميات أنت لا تكتب فقط ما حدث في يومك تفصيلًا، بل تتخيل ما تريده أن يحدث، ما تتمناه، تتخيل يومك المثالي، تتخيل علاقتك المثالية بشريك الحياة والأبناء والأهل، تتخيل وظيفتك المثالية، كل ذلك تضعه أمامك على الورق، يساعد هذا التخيل أو بمعنى أصح توثيق هذا التخيّل في محاولة تحويله إلى واقع، والعمل على تحسين الحياة للوصول لأقرب شيءٍ من الحياة المثالية التي تتمناها.

والآن، لم التردد؟ اذهب واشترِ أجندة يوميات، أو حتى دفترًا عاديًا، أو حمّل تطبيقات اليوميات من المتاجر الإلكترونية، واستمتع بكتابة اليوميات، واجعلها عادة لا تنقطع.