لماذا يجب عليك التوقف عن تحطيم معنوياتك؟
إن جوهر الأمر ليس في افتقارك للأفكار، بل تمجّ في ثنايا سريرتك، يختلج بها عقلك آناء الليل وأطراف النهار ولكن لا نفعل حيالها شيئًا
add تابِعني remove_red_eye 512
إن جوهر الأمر ليس في افتقارك للأفكار، فإنها تمج في ثنايا سريرتك، يختلج به جوانب عقلك آناء الليل وأطراف النهار ولكن لا نفعل حيالها شيئًا. يغشاها الدهر كما يغشى الليل آخر خيوط السنا، وكأنها لم تصادف دروبنا يومًا، وكأننا لم نبصر طرفة نهارًا قط. اعتقد إن لا شيء قادر على تحطيمك بقدر تلك الكلمة الواهية البغيضة، التي تكررها مرارًا وتكرارً، إلى أن صدقتها بالفعل “أنا بخير”، أنا بخير غير آبِهٍ لما تضطرب به نفسي، أنا بخير وأنا أكابد الحياة كي تمنحني ساعاتٍ أخرى أكابدها فيها، أنا بخير وعافية، والحق أن فُتات تلك عافية الموت أجدر بها وأحق.
ولماذا لا نكون بخير؟ حينما لن نبرح أماكنا لتغيير شيء ما وهل هناك أفضل من ذلك؟ أنا بخير لست بحاجة لعناء العلم لرفع الجهل عني، أنا بخير وأسعد بمرافقة (20) كيلو جرامًا زائدًا، يقصّ من حياتي قصًا، أنا بخير لماذا أفكر في تحسين أوضاعي المادية لتجرف بي المجازفة مجارفها بعيدًا عن ما آلفته، هكذا أفضل هكذا أنا بخير.
إذا كنت في حالة سيئة أخبر نفسك بذلك، لا تخشى من مواجهة الأمر، الحقيقة ماكثة لا مفر منها، لا يوجد أحد غيرك هنا، لن يأتي أحد لإنقاذك، أنت المنقذ الأخير. تلك المنطقة التي أسماها علماء النفس بمنطقة الأمان والراحة، هناك حيث تكون دائمًا بخير، هناك حيث المألوف خير من المجازفة وإن كان المألوف سيتنفذ زمانك هباءً وما أنت إلا فنية في زمن الكون، ولكن العظيم في هذا أنك ملكت إرادتها، هناك حيث لا دوافع ولا مستحثات ترغمني على فعل شيء حيال أيّ شيء.
ثم تقف واضعًا نفسك في مقارنة وهمية، لماذا تقدم هؤلاء؟ من أين لهم كل تلك الدوافع؟ فقط لأنهم خرجوا من تلك المنطقة الملعونة، فقط لأنهم قالوا: إننا لسنا بخير.
أنت نسيجٌ وحدك
عندما قام العلماء بحساب احتمال وجودك مع الأخذ في الاعتبار كل الحروب والكوارث الطبيعية وكل الحقب الصعبة وجدوا أن احتمال وجودك أنت ببنية الحمض النووي تلك التي تعبر عنك كان فقط 1 على 400 تريليون، وجودك بحد ذاته معجزة صعبة الحدوث أنت لست بخير أنت أحد أكثر الأفكار الإعجازية في الوجود وتحققت، ماذا عن أفكارك أنت أتعجز عنها؟ أيؤول أمرها حبيسة عقلك.
لأصدقك القول، الكثير منا يا صديقي لا يرتقي حتى لمستوى أفكاره فكيف بِجَعْلها حقيقة ملموسة! تلك الصورة الذاتية لا تُأمن بأنها يمكنها أن تملك مثل تلك الأفكار، ما بالك بجعلها حقيقة تغير بها نفسك! بل وقد تغير العالم، أنت معجزة تحققت لفعل شيء ما، أستمع لذلك الصوت الذي يحثك على البحث عنه. إن حصولك على ما تريد شيء بسيط للغاية ولكن ليس بالسهل أبدًا. في كل مرة تأتيك فكرة ما ماذا تفعل حيالها؟ تأخذ قيلولة بعد قيلولة.
ما القرار الذي اتخذته هذا الصباح، لعلها كانت محاولة ناجحة لإقناع نفسك أنك ما زلت بحاجة للمزيد من النوم والعودة لسريرك الدافئ، لماذا لا وهو ناعم ومريح لماذا لا أحبه وأحزن لفراقه؟ حسنًا الآن دعنا متفقين حول حقيقة واحدة لا يمكن تخطيها حيال أي شيء نريده، إننا لن نحب عناءه قط.
قاعدة الثوان الخمس
تقول ميل روبينز أخصائية تطوير الذات:
هناك قاعدة إن اكتسبتها ستستطيع فعل أيّ شيء تريده، استيقظ قبل موعدك بحوالي (30) دقيقة قف عندها فورًا وألق بملاءتك بعيدًا عنك، قِفْ وابدأ يومك. عند فعل ذلك ستكون وجهًا لوجه متفاعلًا مع قوتك البدنية ومعطيات حياتك، وهي القوة المطلوب اكتسابها لتغير أي سلوك أو حتى اكتسابه، تلك القوة المطلوبة، لترك مقعدك والبدء في شيء ما، عندما تعتاد عليها، ستنجز ما تريد.
خروجك من منطقة الراحة خاصتك لا تعني مواجهة المخاطر والتحديات الجسيمة، بل فقط الخروج من تلك المنطقة الآمنة واتخاذ خطواتٍ غير مألوفة سيغير الأمر برمته. الخروج من هناك يشبه تلك الثواني الثلاث الأولى التي نترك بها سريرنا الدافئ للدخول في غرفة باردة، لن يكون يسيرًا أبدًا ولكن بعدها حتمًا ستشعر كم أنك رائع لقدرتك على فعل هذا.
تكمل ميل قائلةٍ:
حاول أن تضف شيئًا جديدًا لقائمة أفعالك يمكنها أن تُحْدِث تغييرًا واقعيًّا حيال الأمر، فكّر في قاعدة الثواني الخمس الأولى، بعد أن تنتابك فكرة ما حول تحسين حياتك أو حياة الآخرين صدق أنك تستحقها، وضعها قيد التنفيذ في الثواني الخمس الأولى بفعل أيّ شيء، أبحث عن طرق تنفيذها، اقرأ كتب الخبراء عنها، أو على الأقل دونها في مذكراتك.
وتذكر دائمًا أنك معجزة من شأنها أن تولد معجزات.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 512
مقال ملهم حول الخروج من منطقة الراحة ومواجهة نفسك بالحقائق التي لا تريد رؤيتها
link https://ziid.net/?p=73570