لماذا تَضيعُ أوقاتُنا؟
عليك أن تحذر تضييع الوقت وأسبابه، واستخدام هذا الوقت فيما ينفع ويُفيد، والحذر من الفراغ؛ لأن الفراغ مفسدة
add تابِعني remove_red_eye 1,165
لعلنا نسمع كثيرًا من الناس يشكون بأن أعمالهم ومهامهم كثيرة والوقت لا يكفي لإنجازها وما شابه، فهل يا تُرى هذا الكلام صحيح؟ هل فِعلًا الوقت لا يكفي؟ ربما لو نظرنا في يومِ معظم هؤلاء الأشخاص، لوجدنا كثيرًا منه يضيع دون إدراك منهم، إليك بعض الأسباب التي تُضيع كثيرًا من أوقات الناس:
١. الجهل بقيمة الوقت
حيث لو أدرك الإنسان أهميةَ الوقت وقيمته لحافظ عليه واستخدمه للوصول إلى ما يريد، لكن لو لم يعرف قيمته فإنه يُضيِّعه ويُفرَّط فيه. وقد قيل “الوقت من ذهب، إن لم تدركه ذهب”.
٢. عدم وجود هدف
كثير من الناس يَضيعُ وقتُه بسبب عدم وجود أهداف عنده ليُحققها، فلو حدد هدفًا ووضعه نَصبَ عينيه، لاستغلَّ وقتَه ليُحقق هذا الهدف. وقد قيل: “بدون هدف ستمُرُّ الأيام عبثًا، وتنتهي كما تنتهي، بلا تمييز”.
٣. ترك التخطيط والتنظيم
وهذا من أهم أسباب إضاعة الوقت، فمن المهم تنظيم الوقت وتقسيمه وترتيب الأعمال حسب الأولويات والأهمية، وإعطاء كل عملٍ حقَّه من الوقت. فكر كل شهر أو أسبوع ما الذي ترغب في إنجازه خلال هذه المدة، وقم بعمله وفق خطة ومنهج مَدروسة. وقد قيل: “كل ساعة تُقضى في التخطيط الجيد توفر ثلاثة أو أربع ساعات في التنفيذ”.
٤. المبالغة في الحاجِيَّات
وهذه أيضًا من أهم أسباب إضاعة الوقت، فمن الناس مَن لرُبما يقضي قُرابة العشر ساعات أو أكثر في النوم، فضلًا عن الساعات الأخرى المُضيَّعةِ في الأكل والشرب واللهو، ثم يشكو بأن الوقت لا يكفيه لإنجاز أعماله، وإليكَ أمورًا يُبالغ الناس فيها فيخسرون الكثير من أوقاتهم:
النوم
كثيرٌ منا ينام وقتًا زائدًا عمّا يحتاج جسمُه، وهذا لا شك مَضيعةٌ للوقت. إن الليل في الأصل للنوم والراحة، فعجبًا ممن لا ينام ويسهر طولَ الليل لغيرِ حاجة وبغير أمور نافعة، ثم يُقضِّي النهار -الذي هو في الأصل للعمل والاجتهاد- في النوم. وإليك نصائح تتعلق بالنوم:
- احرص على إنجاز أعمالك ومهامِّك في النهار، وعلى أخذ قسط النوم الكافي في الليل.
- لا تَنمْ بعد الفجر، بل اكْتفِ بنومِ الليل، فوقت الصباح الباكر وقتٌ مهم لإنجاز العمل قد يغفل عنه الكثير ويُضيِّعونه في النوم.
- لا تتأخر في الذهاب للنوم، واضبط وقت نومك واستعمال المنبه للاستيقاظ إن احتجت. تذكر: نَمْ على قدر حاجتك، لا على قدر رَغبتك.
وقد قيل: “النوم كالملح لا بد من قليل منه في الطعام، لكن زيادته مُضرِّة، وتجعل طعم الحياة غير مُستَساغ”.
الأكل
يكفي الإنسانَ في اليوم وجبة أو وجبتَين، وربما أكثر قليلًا، لكن الإفراط في الأكل فهذا يُثبِّط الإنسان عن العمل والاجتهاد، ويبعث في النفس الكسل، ويُضيِّع الوقت. وقد قيل: “من قَلَّ طُعمَه فهم وأفهم، وصفا ورقَّ، وإن كثرة الطعام ليُثقِل صاحبَه عن كثيرٍ مما يريد”.
الكلام
والمقصود الكلام الذي من غير فائدة ونفع، فمن الناس من يجلس ساعات طوال مع أصحابه يُقضِّيها في الضحك والكلام الفارغ. فاحرص على وقتك، وتجنب كثرة الكلام الذي بلا فائدة؛ لتحفظ وقتَك، وتستغله بالأمور المفيدة.
استخدام الهاتف والأجهزة الذكية
للأسف، فإن الكثير من الناس يُفرِط في استخدام الأجهزة الذكية، فيقضي ساعات طَوال على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة والتلفاز وغيرها في أمور عديمة الفائدة، وبعضُهم ربما لو حسبتَ له وقته على الهاتف أو الحاسوب تجد أنه ثلث يومه أو أكثر. لا مانع من استخدام هذه الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي بما لا يضُر لكن باعتدال ووقتٍ مَعقول مَضبوط، يمكن استخدام ميزة إدارة الوقت في فيسبوك لتذكيرك بانتهاء وقت الاستخدام اليومي.
الانشغال بالأمور الصغيرة قليلة القيمة
إن من الحُمق والجهل إضاعة كثير من الشباب أوقاتَهم في الأمور التافهة التي لا تعود عليهم بفائدة، مثل مشاهدة المباريات الرياضية أو اللعب بالألعاب الإلكترونية المختلفة وغير ذلك، ولو جمع هذا الوقت الذي يقضيه على مثل هذه الأمور لربما كان يمكنه تعلُّم لغة ما، أو أمور أخرى مفيدة، أو قراءة كتب عديدة، وغير ذلك لو أحسنَ الاستخدام، فينبغي على الحريص على وقته تجنُّب مثل هذه الأمور تمامًا.
التأجيل وتأخير المهام
يظل الكَسول يؤجِّل ويُماطل -بلا عُذر- في إنجاز الأعمال، وقد تفوته الفُرص فيجلس نادمًا مُتحسِّرًا عليها، إذن لا تؤجل عمل اليوم إلى غد.
إذن عليك أن تحذر تضييع الوقت وأسبابه، واستخدام هذا الوقت فيما ينفع ويُفيد، والحذر من الفراغ؛ فإنه لا يأتي بخير. إن الشباب والفراغ والجِدَة مَفسدةٌ للمرء أيَّ مَفسدة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,165
في هذا المقال نتحدث عن أسباب ضياع الوقت للكثير من الناس، وسوء استخدامهم له.
link https://ziid.net/?p=81929