لماذا أنا شغوفة بالتطوير الذاتي؟

ذلك السؤال يتكرر كثيرًا، أردّ بسؤال آخر هل علمك والداك كل شيء عن نفسك وعن الحياة؟ بالطبع لا، فمهما علماك، فعلمهما لن يسع كل شيء تحتاج له لتعيش كما ينبغي، هل أنت متأكد أنك تربيت تربية نفسية سليمة، لم تشوّه ولو تشوّهًا بسيطًا لرؤيتك لنفسك وللحياة؟ غالبًا إنهما أعطياك ما تعلّماه في زمنهما بارك الله جهدهما، ولكن الزمن تغير، ولن تقدر على مواكبة الحياة الحديثة بمعلومات بسيطة عنها، علّماك من خلال نظرتهما الخاصة للحياة، التي ليست بالضرورة صحيحة، وبناءً على ما تعلمته منهما عندما تحتكّ بالحياة، ستتفاعل من خلال ما علّماه لك.

وبينما أنت تختبر صحته، فتجرب وتخطئ، فتتعلم من خطئك دروس الحياة، فتفسر الدروس حسب ما رأيتها وفسرتها وَفقًا لمشاعرك حينها، وربما تكون تعلمت عن طريق التألم من تجاربك، وعندما تقرر التعلم مما حدث لك، ربما تكون كلها دروس معاكسة لما رأيته، وهذا ليس الدرس الصحيح لأنك وقتها ستبعد عن التوازن، وتتحيز لتلك الأفكار لأنك تعلمتها بطريقة صعبة، ولكن إذا تعلمت زرع فيك وعي يساعدك.

سؤال آخر: هل تعلم ثمن الجهل؟ هل تعلم كم مرة تفشل وتتألم وتكون أنت السبب لقلة علمك، وتلوم الآخرين؟ هل تعلم كمّ الأذى الذي تسببه لمن حولك وأنت لا تشعر؟ كم مرة قصرت في حقهم لأنك لا تدري واجباتك الحقيقية، كأطفالك تؤذيهم لقلة علمك بالتربية السليمة، كل تلك الأسئلة توّصلنا لسبيل واحد لا مفر منه هو الوعي، الوعي الذي يشمل كل شيء، يساعدك في أخذ أفضل تجربة في الحياة، والقيام بكل أدوارك كما ينبغي.

البحث عن الإجابات

كل تلك الأسئلة وأكثر دافع كبير للبحث يحركني للتعلم عن كل شيء والبحث عما لا أعلمه، والسؤال الذي يشغلني دومًا وهو حافز كبير لي، هو كيف أكون أفضل نسخة مني؟ نسخة تدعمني للعيش أفضل، يرضي عنها الله، ولإجابة السؤال جعلني أبحث في مجال الوعي الذاتي، وعلم النفس، فوصلت أنني أنسى الوقت في صفحات كتاب يقربني إلي نفسي الحقيقية، والوعي بالصحة النفسية، ككتب الدكتور  النفسي محمد طه.

وزاد شغفي بمجال الوعي الذاتي، فتوجهت للمتخصصين ليكون تعلمي حقيقيًّا وليس سطحيًّا، كانت أول مدربة لها الفضل في وضعي علي الطريق وتقوية العقلية الإيجابية، وتعزيز ثقتي، وفي بداية فترة العزل المنزلي فتح الله لي بابًا آخر مع مجتمع المعرفة التطبيقية  آخر ما فتح الله به عليّ، وسؤال آخر تعلمته في الصغر من معلمة القرآن، قالت: عندما تفتحين كتاب الله اعلمي أنه يحدثك، فدائمًا اسألي نفسك، ماذا يريد أن يخبرني الله اليوم؟ أدركت من وقتها أن الله دائمًا في كل وقت يعطينا رسائل في كل موقف، كان لذلك الوعي له قدرة كبيرة على مواجهة المواقف الصعبة، فهناك درس ولطف من الله في كل ما يحدث، وأيضًا ذلك الوعي دعم العقلية الإيجابية.

السبب أنني أحب التعلم والاكتشاف

أراه الوسيلة الوحيدة لأعيش كل يوم حياة أفضل، مع التعلم كل يوم بخطوات صغيرة يضمن لي مستقبلًا أفضل، خاصة عندما علمت أن شكل حياتي متوقف على مستوى وعيي فقط، فجودة حياتي وعلاقاتي متوقفة على مستوى وعيي الخاص، علمت أن العلاقات تشغل جزءًا كبيرًا من حياتنا، نحتاج الوعي بطريقة سيرها لتكون علاقات سهلة.

محطات في الطريق

كلما تعلمت:

• يزيد وعيي فيزيد إدراكي للأمور والمواقف من حولي، فتختلف نظرتي للحياة، ويقل سوء الفهم، فتقل فترات الإحباط.
• فهمت أنه يجب تعلم دروس الحياة بشكل صحيح، لأنها ستتكرر إن لم أفهم الدرس، فالحياة ستعيد الدرس علي بطرق مختلفة إلي أن أتعلمه.
• أتأكد أنني كنت على خطأ، بعدما كنت أظن أنني على صواب، فيزيد شغفي لاكتشاف ما خفي عني.
• أصبح أكثر واقعية، وتقل تأثير الدراما والمبالغة، فأعطي كل شيء حجمه المناسب.
• قل استهلاكي لطاقتي النفسية فيما لا يفيد.
• عن صحتي النفسية أحمي نفسي من أمراض النفس جسمانية، فأقدر أن أعيش بسكينة أكثر.

تطوير نفسي أمر من الله

كلما تعلمت قلت أذيتي لمن حولي