نحن بين محاولة السيطرة على السلوك ومحاولة السيطرة على المشاعر
يجب أن نكون على وعي بما نقوم به في حيواتنا،وألا ننجرف وراء السرعة التي تسير بها الحياة ويختلط علينا الأمور لنضيع بين احتيجاتنا
يجب أن نكون على وعي بما نقوم به في حيواتنا،وألا ننجرف وراء السرعة التي تسير بها الحياة ويختلط علينا الأمور لنضيع بين احتيجاتنا
add تابِعني remove_red_eye 5,333
في خضمّ محاولاتنا لتنظيم حياتنا والخروج بأكبر قدرٍ من الفاعليّة، بين تنظيمٍ للوقت وتحديدٍ للأهداف نعلق في الكثير من الدوائر اللامتناهية، فنرغب في أن تكون حياتنا تماماً تحت سيطرتنا، ونحسب حساباً لكل سلوك وردة فعل وحتى لكل شعور، فنغرق أنفسنا تارةً بالخطط والبرامج إلى أن تفنى طاقتنا، وتارةً نتركها على هواها بعد أن تنعدم قدرتنا على السيطرة، ومنّا من يفهم اللعبة من البداية فيبدأ كل شيء بشكلٍ تدريجي وينجح في أن يكون ربّان سفينته ويعيش بالحدّ الآمن .
لكن هل علينا فعلاً أن نسيطر على مشاعرنا إن أردنا السيطرة على سلوكنا؟ هل يجب أن يكون انفعالنا محسوباً؟ وهل هناك انفعالٌ مخططٌ له؟ بدايةً دعونا نتعرف على الحلقة المفرغة التي تمرّ بها جميع تصرفاتنا …
أكثر ما نستطيع ملاحظته من ثلاثية ( مشاعر – سلوك – فكرة ) هو المشاعر كونها الأبرز، فليس من الصّعب تحديد حالتنا الشّعورية من إحباط أو سعادة او استياء، والتي يترتب عليها سلوكٌ مرتبطٌ بها وفكرةٌ ناتجةٌ عنها، وهذا كلّه نستطيع ملاحظته من خلال مراقبة المواقف التي نتعرض لها يومياً وطريقة استجابتنا لها، فحين تكون ردة فعلنا مبالغا بها تجاه المواقف الحياتية اليومية.
إذن، نحن في مشكلة، فعلينا بدايةً أن نحدد الشعور الذي يعترينا لنستطيع التقاط الأفكار الناتجة عنه، فمثلاً، حالة الغضب التي سيطرت عليك نتيجة بكاء طفلك أو حتى أزمة المواصلات اليومية ناتجة عن استجابتك تجاههم وليس عنهم تماماً، فليست المشكلة، إذن، في أنّنا نغضب؛ إنّما في السلوك المترتب على هذا الغضب، لهذا المثال إسقاطات كثيرة على حياتنا اليومية، فصلك من العمل لسبب غير منطقي أمر كافٍ لإغضابك، ولكن هل تفريغ ذلك في شتم أطفالك أو القيادة بشكل متهور هو الحل؟
ليس المطلوب منّا أن نكون ذوي مزاجٍ جيد وإيجابي طوال الوقت؛ فهذا محال، الحياة تتأرجح بين صعود وهبوط كخط بياني، إنّما ألا نسمح لمشاعرنا بالسيطرة على سلوكنا ثمّ نبرر هذا السلوك بالشعور الذي يراودنا دون أن نتحمل مسؤولية هذا السلوك ونفهم طبيعة الشعور .
يراود عقل الإنسان يومياً ما يقارب ٦٠.٠٠٠ فكرة ومحاولة تفنيدها جميعها والسيطرة عليها يقارب المستحيل لذلك علينا الاستدلال بالمواقف التي ستكشف لنا أفكارنا عن أنفسنا، فالسلوك نتاج المشاعر والمشاعر نتاج الأفكار والأفكار وليدة المواقف.
كأغلب نصائح التنمية الذاتية ابدأ بالأهم قبل المهم، ووحدك من يستطيع تحديد أفكارك الأهم والأكثر تأثيراً، سجل ما تتعرض له من مواقف وفكر ملياً بالحالة الشعورية التي انتابتك وإن استطعت تحديد النسبة المئوية للشعور فهذا أفضل، ثمّ انتبه للتصرف الذي قمت به بناءً على هذه المشاعر لتخلص إلى الفكرة التي عبرت ذهنك وتحاول تقييمها ومعرفة منشأها، تستطيع أن تستخدم جدولاً كالآتي:
الموقف / الفكرة / المشاعر / السلوك / الملاحظات
مبدئياً ستجد غالباً أنك ربّما تحكم على نفسك بصورة قطعية، فمثلاً، سوء التفاهم الذي حصل في العمل نتيجة الكلام الجارح الذي وجهته لأحد زملائك لا يعني أنّك شخصٌ فظ وليس عليك أن تشعر باللوم والحزن الشديدين إنّما يعني أنك أحياناً وبنسبةٍ ما تتكلم قبل أن تزن كلماتك جيداً وشتّان بين الفكرتين، عند تصحيح الأفكار استخدم كثيراً كلمات: (أحيانا – غالبا – بنسبة ما) وابتعد عن التعميم وحاول أن تجد أكثر من تأويلٍ إيجابي وسلبي للفكرة.
وعيك تجاه أفكارك وتجاه سلوكك وتصرفاتك، أي مراقبتك للسلوك غير المرغوب به الذي يصدر عنك، فالشيء الذي يمنعك من تغيير السلوكيات التي لا ترغب بها هو أنّك تقوم بها بلا وعي، تماماً كالمدخن لا تنقصه المعرفة بأضرار التدخين إنما الوعي تجاهها، لكن عليك أن تلاحظ وتراقب طوال مدة قيامك بالسلوك، فهذا سيوضح لك مقدار الضرر الذي تلحقه بنفسك بصورة مباشرة، راقب النتائج السلبية والألم الذي تسبّبه لك وستجد أن السلوك سيتم تصحيحه تلقائياً، فقط عليك أن تتحلى بالصبر وإيّاك والحكم على نفسك.
ختاماً علينا أن ندرك أنّ مشاعرنا ليست نتاج المواقف التي نتعرض لها إنّما تفسيرنا للمواقف ورؤيتنا لها هي ما تحدد مشاعرنا تجاهها، وبالتالي السلوك الذي نقوم به، ومن الجدير بك أن تعلم أن أيّ سلوك ظاهري لن ينجح على المدى الطويل إن لم نقم بتغيير الأفكار المصاحبة له، فسارع لفتح بوابة التغيير داخلك.
add تابِعني remove_red_eye 5,333
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال مميز يخبرك كيف تسيطر على سلوكك ومشاعرك
link https://ziid.net/?p=15937