ما الهدف من رمضان؟
من بين أهم المحطات التي نعيشها خلال السنة نجد شهر رمضان المبارك، ولكونه أهم شهر لا بد أن نجتهد ونسعى لنستغله بأفضل طرق
add تابِعني remove_red_eye 4,499
- معززات التقوى
- الأذكار
- الصدقات
- على المستوى الجسدي
- الأكل الصحي
- ممارسة الرياضة
- محاولة التخلص من العادات السلبية
- مدمرات التقوى
- المسلسلات
- المأكولات
- الجوائز المخصصة للمتقين
- أ-في الدنيا:
- ب-في الآخرة:
- فرص ذهبية في شهر رمضان
- العلاقة مع القرآن الكريم
- الدعاء
- الصلاة
- النتائج من شهر رمضان
- 1- تكبير الله على ما هدانا إليه
- 2- الشكر لله
- ملخص لما سبق وتدريب عملي
- إليك أيضًا
كما نعلم أن من خصائص الهدف هو توحيد الوجهة وتركيز جهدنا على شيء ما نصل إليه بعد عدد من الخطوات المتراكمة الواضحة في مجملها وهذا ما جعلني أتساءل عما هو الهدف الجوهري من هذا الشهر الفضيل وما سر أيامه المعدودات هذه، وخلال بحثي وجدت الهدف بالفعل وهو التقوى، وهذا الهدف الأول من شهر رمضان بناء على قوله تعالى في سورة البقرة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)”
أي إنّ التقوى هي سبب رمضان أصلًا. والمعنى العميق للتقوى: أن يجدك الله حيث أمرك وألا يجدك حيث نهاك. ولكن كيف يمكننا تحقيق هذا الهدف أو بصيغة أخرى ما الخطوات العملية لهذا خصوصًا أننا في خير الأيام؟
معززات التقوى
من طبيعة العبادة الرئيسية خلال شهر رمضان والتي هي الصيام كان الهدف متناسب جدًّا وذو علاقة وطيدة بطبيعة العبادة. أليس من أهداف الصيام: تنظيف الجسد وبالتالي وقايته، والتركيز أكثر على الجانب الروحي والنفسي وعليه تعزيز جانب الوقاية أكثر وبالتالي تحقيق هدف التقوى والالتحاق بفئة المتقين الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى مرارًا وتكرارًا في كتابه العظيم.
- أمثلة عملية لتحقيق هدف التقوى، على المستوى الروحي والنفسي.
الأذكار
يعتبر الاستغفار أبرز أنواع الذكر الذي يعمل بشكل مباشر على هدف التقوى، أليس هدف الاستغفار الأساسي هو التطهير المستمر وتخليص النفس والروح من التراكمات والأخطاء والذنوب العالقة وبالتالي الوقاية النفسية والروحية وفتح أبواب الرزق، كما قال الله تعالى في سورة نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
الصدقات
من أهم أهداف الصدقة بكافة أنواعها هي التطهير والتزكية، ولهذا كانت الصدقة من أهم أسباب الوقاية وزيادة التقوى، قال الله تعالى في سورة التوبة: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا).
على المستوى الجسدي
الأكل الصحي
فإن كان الأكل صحيًّا وبالتالي تحقيق الحماية للجسم من السموم (سكر، إسراف وكثرة الأكل، مشروبات غازية، حلويات…إلخ) كلها عناصر تقلل المناعة والحماية للجسم وعليه فهي تؤثر على جانب الوقاية للجسد.
ممارسة الرياضة
تنشيط الجسم وتنظيفه بشكل مستمر من خلال ممارسة الرياضة، فمن خلال التجديد المستمر الذي يحدث للجسم والتخلص المستمر من السموم تحدث الوقاية من الأمراض وارتفاع مناعة الجسم وبالتالي ارتفاع نسبة الوقاية والحماية أكثر. مع استحضار نية أن يتم كل هذا بهدف الحفاظ على الأمانة التي جعلها الله بين أيدينا أن خلقنا في أحسن تقويم، فعندما تلتقي النية السليمة مع الأخذ بالأسباب الصحيحة، هنا تحدث النتيجة المرجوة بإذن الله تعالى.
محاولة التخلص من العادات السلبية
مثل التدخين وغيره من العادات التي تؤثر على الشخص ومحيطه بالسالب.
مدمرات التقوى
لمعرفة قيمة الشيء اعرف لصوصه أولًا، فاللصوص لا يترصدون الأشياء ذات القيمة المنخفضة، فكلّما زادت قيمة الشيء كلّما كثر مترصدوه في العادة، وهذا ينطبق أيضًا على شهر رمضان، ومن أبرز هذه المدمرات نجد:
المسلسلات
ففي هذا الشهر الذي يفترض أن يقلل فيه الشخص المؤثرات قدر الإمكان، سواء السمعية منها والبصرية كونها الوسائل الأساسية للاستقبال من العالم الخارجي وهذا من باب التنظيف قدر الإمكان لتحقيق هدف التقوى والاستعداد لفهم كتاب الله أكثر وحتى استقبال المعلومات بشكل أفضل، نجد أن المسلسلات تتزاحم لتأخذ أكبر نصيب من أسماعنا وأبصارنا وأوقاتنا، إلى درجة أنّ هناك من يترقب حلول شهر رمضان للاستمتاع بالمسلسلات، وبالتالي ضياع شهر رمضان والخروج منه دون تحقيق الهدف الذي تواجد من أجله.
المأكولات
دون تفصيل كثير في هذه النقطة، إلا أن هناك من جعلوا شهر رمضان شهرا للتلذذ بكل الأصناف وبالتالي الإسراف وعليه عدم تحقيق هدف التقوى.
الجوائز المخصصة للمتقين
أ-في الدنيا:
- تفريج الهموم وفتح أبواب الرزق الواسع، قال الله تعالى في سورة الطلاق: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)
- تيسير أمورك في الحياة مهما بلغت صعوبتها في نظرك، قال الله تعالى في سورة الطلاق: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ من أمره يُسرا).
- اكتساب قوة التعلم: قال الله تعالى في سورة البقرة: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
قد نتساءل، ما علاقة التقوى بالتعلم؟ التقوى في مختلف جوانب حياتك: أكلك، شربك، صحتك، وحتى نوعية ما تدخله ويتشربه عقلك…إلخ كلها تساعد على زيادة التركيز، ولهذا يوجد علاقة طردية بين التقوى والتعلم كما علّمنا الله.
ب-في الآخرة:
- تُستقبل استقبالًا غير عادي يوم القيامة: تخيل أن يتم استقبالك بحفاوة يومها، قال الله تعالى في سورة مريم: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا).
- تكفير السيئات: قال الله تعالى في سورة الطلاق: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا).
فرص ذهبية في شهر رمضان
العلاقة مع القرآن الكريم
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) فالقرآن الكريم في هذا الشهر المبارك يعتبر هدى لجميع الناس وليس لفئة معينة فقط، سواء من تعاهدوه أو من هجروه، وبالتالي فهو فرصة عظيمة لبناء العلاقة من جديد معه، كون من سيتعهده بتدبر سيستقي منه ما لم يعتد عليه في الأيام العادية، لا يعني هذا أن القرآن لشهر رمضان فقط، بل بالعكس هو لكل الأيام إلا أن نتائجه تظهر على الشخص بشكل أسرع في شهر رمضان كونه هدى وبينات للجميع دون استثناء، فلا تدعوا الفرصة تفوتكم.
القرآن الكريم هو منهج حياة، فطريقة نظرتنا للقرآن الكريم هي التي تحدّد درجة استفادتنا منه.
الدعاء
رمضان من أعظم الفرص للتقدّم بطلباتنا لله سبحانه وتكرارها باستمرار خلال هذه الأيام المباركة مهما كانت أو لازالت تبدو لنا مستحيلة. (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
الصلاة
الصلاة وما أدراك ما الصلاة، يكفي أنها صلة بين العبد وربه، وعليه رمضان فرصة لزيادة هذه الصلة من خلال الصلاة في وقتها وكذا قيام الليل، خصوصًا أن ليالي رمضان هي أفضل ليالي السنة.
النتائج من شهر رمضان
كما أن لكل هدف خطوات، فلكل هدف أيضًا نتائج مرجوة في النهاية. فما النتائج التي من المفروض أن نصل إليها بعد انتهاء شهر رمضان وتحقيق هدف التقوى؟ هناك نتيجتان يصل إليهما كل شخص نجح في تحقيق هدف التقوى من شهر رمضان: قال الله تعالى في سورة البقرة: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
1- تكبير الله على ما هدانا إليه
وهذه النقطة يعرفها الشخص من خلال إذا ما استشعر أنّ الله أكبر من كلّ شيء مهما كان يبدو صعبًا في نظرنا وعليه هداية أكثر.
2- الشكر لله
وهذا آخر هدف ونتيجة يصل إليها كل من صام رمضان بطريقة صحيحة وحقق كل الأهداف المخصصة لهذا الشهر المبارك، حيث يشكر الله على كلّ شيء وعلى ما حصل له من الهداية والتقوى
ملخص لما سبق وتدريب عملي
رمضان فرصة للتدريب العملي على المشاريع، يعلمنا أن كل شيء أو أي هدف أو حتى مهارة قررنا تعلمها يجب أن يكون لها مسار واضح ووجهة محدّدة وحتى نتيجة معينة، والأجمل عندما تكون أهدافنا مهما اختلفت أن تكون النية منذ البداية لله، وبهذا نضمن معية الله لنا في كل خطوة، فهناك اختلاف كبير عندما نقوم بأي شيء لغرض إرضاء أنفسنا أو عندما نقوم بنفس الشيء لأن الله يرضيه هذا، فالفصل بين الهدف الأساسي الذي خلقنا لأجله وأهدافنا الفرعية يخلق فجوة، كونهما متكاملين في الحقيقة.
ولنأخذ مثالًا لتقريب الصورة: شخص من بين أهدافه إنقاص وزنه والوصول إلى وزن معين خلال فترة معينة. الهدف هنا: إنقاص الوزن. وهذه طريقة صحيحة لصياغة الهدف ولكن هناك طريقة أصح، وذلك بقول: الهدف إعادة جسدي إلى الصراط المستقيم بإنقاص الوزن وممارسة الرياضة.
في الهدف الأول نستحضر فقط قدراتنا الشخصية أما في الهدف الثاني فهنا نستشعر أيضًا معية ومساندة ووجود الله معنا مهما كان الهدف.
وفي النهاية، وفقنا الله جميعًا لتحقيق هدف التقوى، وأنهي هذا المقال بقوله تعالى في سورة آل عمران: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ).
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 4,499
مقال هام حول رمضان وأثره على النفوس والقلوب والحياة
link https://ziid.net/?p=85286