ماذا يظنون عني؟ لماذا نفكر في رأي المحيطين بنا؟
عامل الناس كما تُحب أن يُعاملوك واعلم أنه كما أنت حُر فهم أحرار فيما يُفكرون. واعلم أنك لست وحدك
add تابِعني remove_red_eye 213
عندما تُقرر فعل شيء، هل أول ما تُفكر به هو استجابة مُحيطك لهذا الفعل؟ ماذا سيقولون؟ أو هل ستتغير نظرتهم لك؟ ولكن، هل من الأساس وصلت إلى مرحلة من اهتمامك برأي الآخرين بِك فبنيت صورة اجتماعية مثالية لكي يتقبلوك أو لا يتحدثوا عنك بأي سوء؟ من المؤسف إذا وصلت إلى هذا الحال ولكن، تذكر دائمًا أنك تستطيع التغيير في أي وقت ترغب، لا العُمر يُعيق ولا الشكل الاجتماعي ولا أي شيء إن أردت حقًّا أن تتحسن من الداخل، ليس صورة وهمية يُعجب بها كل من رآها.
ما قيمة رأيهم
غالبًا أكثر من يهتم برأي الآخرين هُم أولئك الذين يستمدون قيمتهم الداخلية من نظرة الآخر ومدى تقييمه له، فتجده يتألم بشدة أحيانًا لأن صديقًا أو قريبًا ينظر لما يفعله أنه تافه فتراه حزينًا وغاضبًا لمجرد أن رأيهم ليس كما يرغب وبالعمق أصلاً يريدهم أن يوافقه الرأي عما يفعل لكي يشعر بأن ما يفعل له قيمة فبمجرد اختلاف أحد تراه يستميت لكي يُقنع الآخر بأنه مُخطئ ويجب أن يُعجب بفعله ولكن لماذا؟
ألم تسأل نفسك لحظة غضب من كلام أحدهم عنك لماذا أشعُر هكذا؟ إنه مجرد كلام بالهواء غير ملموس وأيضًا لا يمثلني بل يمثل نظرة شخص آخر لفعلٍ أقوم به وليس لي كشخص وحتى لو أنه مُتعلق بي كشخص، لماذا أعطيت هذا الكلام كل هذا الاهتمام؟
من تجربة شخصية
قبل أن أصل لما أُسميه الآن بمرحلة الراحة التي أعيشها لأنني لا أهتم أبدًا عن كُل ما يقال عني في وجهي أو في ظهري، كنت كثيرًا ما أهتم برأي الآخرين عني وكثيرة التبرير وأحيانًا كثيرة أبرر لهم فقط لأنني أريدهم أن يحظوا بالسعادة وأن يروا الوجه الجميل الآخر للحياة ولكنني توقفت تمامًا عن الاهتمام برأي الآخرين وقرَّرت التوقف عن التبرير، بالنسبة للاهتمام برأي الآخر فكان ينبُع من البحث عن موافقة الغير لي كي أستمر بما أفعل أو أحافظ على الصورة المُزيفة.
لذلك توقف عن البحث عن كل هذا في الخارج لأن الأصل الداخل قبل أن تفعل أو تتخذ قراراتك يجب أن تكون أنت مُقتنعًا بها وتُريدها لأنه إن كان كذلك فلن تهتم أبدًا، تذكر شيئًا فعلتَه أنت لأنك بالكامل مُقتنع به، أراهنك أنه تحدث عنك أحدهم ولم تهتم لأنك واثق تمامًا من رغبتك في هذا الشيء في حين أن أغلب المرَّات التي سعيت فيها لإرضاء الآخرين عنك كان لأنك نفسك لست واثقًا تمامًا فتبحث عن موافقة خارجية.
أما بالنسبة للتبرير
قد تُدركه مُتأخرًا ولكن يأخذ التبرير الكثير من طاقتك ولكن المصطلح الأصح يستنزف التبرير طاقتك بلا فائدة فالتبرير غالبًا، بالنسبة لي في التبرير لا أشعُر بسوء ولكن أرغب للآخر أن يُجرب النعيم ثم يُقرر، أُبرر أفكاري وأشرحها بعُمق لإيمان راسخ بالنسبة لي أنها صحيحة، والدليل الفائدة التي أحصُدها منها؛ لذلك كنت أُبرر للمُقرَّبين والعائلة والأصدقاء ولكن من الآن قررت لا مزيد من التبرير والشرح لأنه من يُريد الاستفادة -فعلاً- سيسأل أو سيُطبق ما يرى لكي يعيشه ويحكُم بعد ذلك أو رُبما هو ليس مؤمنًا بما يرى.
الناس أحرار فيما يعتقدون
قد تسعى جاهدًا لتغيير رأي الآخر أو تحاول إقناعه بتجربة أو قرار ولكن تذكَّر كما أنت حُر ولا تريد أن يُزعجك أحدهم بمحاولات عديدة لتغيير فكرك، لبسك، نظام حياتك.. إلخ. فلا أحد يرغب منك أن تفعل ذلك له لذلك جرب أن تكتفي بالشكر، عندما يحاول أحد تغيير شيء تؤمن به بالعمق ولكن تذكَّر أن تُفرق، فعندما تجلس مع شخص ذي مبدأ ولا يكن أي نية لتغيير فكرك ولكن يحترم اختلافك ويُريد أن يحظى بنقاش فكري جميل قد تخرج منه بالعديد من الفوائد أن لا تتعامل مع هذا الشخص كمن يضيع وقتك مُحاولًا تشكيلك كما يُريد ويرى أنه صحيح، فنقاش الفكر مُثمر جدًّا ويُعطيك اتساعًا فكريًّا لتقبُل أكثر وفهم لأفكار عديدة وتجارب رائعة ولكن قد لا تتناسب معك ومع ذلك تُدرك وجودها وماذا يرى فيها من يتبناها وما مبدأه فيها وما استفاد منها، تذكر التوسُع الفكري جميل وبالمُمارسة تسهل الأمور.
في البداية حاول أن تتأكد في ثقتك بما تُمارس في الحياة أو تتبنى من مُعتقدات ومبادئ ثم تذكر أن ما يقوله الآخر عنك مُجرد كلام في الهواء الطلق ليس له أي تأثير إلا إن أردت أنت ذلك، وإن شعرت بأي شعور كان لمجرد رأي لا يعجبك عنك توقَّف واسأل نفسك لماذا أشعر هكذا؟ ستجد السبب وابدأ بالعمل عليه ولكن السبب هو ليس الآخر فليس لأنه يكذب أو يشعُر بالغيرة السبب دائمًا مُتعلق فيك لأن القرار قرارك في الاستجابة لهذا الحديث وركِّز على هذا السؤال: هل يستحق كل هذا الشعور السيئ الذي تغمر نفسك به ووقتك الذي يذهب ولا يعود؟
عامل الناس كما تُحب أن يُعاملوك واعلم أنه كما أنت حُر فهم أحرار فيما يُفكرون. المهم أن تعلم أنك لست لوحدك، فكثير منَّا قد عاش هذه المشاعر من تركه للآخرين يتحكمون بمشاعره بحيث يكون شعوره مبنيًّا على ماذا يقولون عني أو ماذا يُصنفونني، أنت لست وحدك، فكُل منّا يسعى لتطوير حياته والتوقف عن التبرير أو الاهتمام برأي الآخرين، فأنا الآن فقط قررت التوقف التام عن التبرير لذلك كتبت هذا المقال لأُشاركك هذا القرار وأُذكِّر كل من يريد تحقيقه أنه ليس وحده. اعمل على تحسين حياتك باستمتاع وتذكر أن تستمتع وأنت تعمل للوصول إلى الوجهة لا إلى أن تصل فتُدرك كم ما أهدرت.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 213
ما مدى أهمية رأيهم فيك؟ مقال يساعدك في التخلص من قيود أفكار الآخرين عليك
link https://ziid.net/?p=104631