إلى تلك الصغيرة المثابرة القوية الطموحة
في عالم ذكوري يرى أن المرأة مكانها المطبخ وأن دورها الوحيد هو التواجد في المنزل.. تزهر فتيات طموحات محبات للحياة لا ييأسن
add تابِعني remove_red_eye 450
دائمًا كانت تقول لست بسيطة، لست عادية، دائمًا كانت لها عدة أحلام وأفكار مختلفة عن كل الفتيات في سنها. ليست تلك الفتاة التي تحلم بأن تكمل دراستها تبحث عن زوج تتزوج تنجب أطفالًا … هي لم تفكر يومًا بهذه البساطة برأيها هناك الكثير والكثير لتحقيقه بعدُ لكنها لا تجد الوقت أو ربما ليست لها إرادة كافية. لم تكن تجد من يحفزها في كثير من الأحيان تحفز نفسها بنفسها لكن في الغالب تخفق و تعود لروتينها اليومي.
في البداية قلنا إنها تقول لست عادية وأنا أؤكد أنها ليست كذلك أجل وأنا موقنة أنها ليست كذلك، فمثلًا بعد أن أخبرتني بأنها ترى نفسها سيدة أعمال مشهورة متفوقة في عملها حاصلة على عدة شهادات محلية وعالمية، حاصدة لعدة جوائز، سيدة ناضلت وثابرت لتحقيق أحلامها البسيطة بتأسيس شركة كبيرة، اجتهدت لتتعلم الكثير من اللغات، منظمة حملة أكبر تبرع عبر التراب الوطني للفقراء واليتامى ومرضى الأمراض الخطيرة عبر التراب الوطني وحتى في الوطن العربي.
مثال للمرأة القوية في مجتمعنا هذا الذي لا يرى للمرأة الحق في النجاح وأن النجاح للرجال فقط. (أنا ضد هذه الفكرة ومنذ نعومة أظافري وأنا أحاول كتابة مقالات تحفيزية للمرأة العربية ضد هذه الفكرة المتخلفة لكن غالبًا ما يستنتجون أنني أكره الرجال وأنني عنصرية، لا لست عنصرية أنا لا أكره الرجال بل أشمئز من الرجال الذين يرون أن المرأة مكانها المطبخ، أن المرأة تجلب العار ، أنا لا أكره الرجال بل بالعكس أنا أحب أبي وأفتخر به كونه لا يحتقر المرأة بل بالعكس دائمًا ما يحفزني على النجاح وأني استطيع، ولا يوجد شيء مستحيل طالما أني أريد ذلك الشيء وبشدة، أنا أفتخر بكون إخوتي أيضًا ليسوا من الرجال الذين يكرهون نجاح المرأة، بل بالعكس نجاحي هو فخر لعائلتي ولطالما حثوني على هذا الموضوع مما جعلني اليوم أتحفز وأكتب هذا المقال عن الطفلة “صافيا”.
الطفلة “صافيا” لديها عائلة متشددة بعض الشيء فهي من أهل القرى التي ما تزال تحافظ على عقليتها القديمة والتي توقن أن المرأة مكانها المطبخ ولا نجاح للمرأة فوالدها يخجل من أنها تتلقى التعليم لهذا هي مجبرة دائمًا على خوض نقاشات محبطة معه لمحاولة إقناعه أنها تستطيع أن تصل لأهدافها التي حثتنا عليها لكن دائمًا تنتهي بالفشل المحتوم، لأنه أصلًا لا يسمعها؛ لهذا هي مجبرة على تحفيز نفسها بنفسها، لكن عندما ترى كل من حولها يراها و كأنها مجنونة تحلم أحلام اليقظة في أغلب الأحيان تحبط معنوياتها.
من كل محاولاتها التي باءت بالفشل، أنا أرى أنها ليست عادية أرى أنها لو كان لديها بعض التحفيز وبعض الثقة من أهلها لوصلت لما تريده، لربما كانت حققت نصف أحلامها وأهدافها المتواضعة وليس هناك “صافيا” واحدة في العالم هناك الكثير ممن يشبهنها، صافيا مجرد فتاة لا تقبل أنها عادية لكن في الأخير أكيد سيتغلبون عليها إلى أن تتقبل أنها مثل الجميع وأنها مجرد فتاة عادية لا شيء فيها مختلف وستنسى أهدافها أحلامها ستتقبل كل ما يقوله مجتمعها المتخلف وتصبح أهدافها منسية وتكمل حياتها مثل أي فتاة عادية في القرية.
من أجل صافيا وأشباهها كتبت هذا المقال اليوم لتوعية بعض الأهل. افتخر لكونك أب أو أخ لفتاة تمتلك أهدافًا مثل أهداف صافيا حاول أن تمدها ببعض التحفيز ولو بكلمة صغيرة أعطها جرعة أمل قل إنها تستطيع، إنها ستصل وستجد في آخر الطريق ما تسعى إليه، حتى وإن لم تصل فقد خاضت التجربة وأنها تعلمت درسًا من دروس هذه الحياة الصعبة.
للفتيات من أمثال صافيا لا تفقدوا الثقة بأنفسكم من أجل كلام الأشخاص السلبيين، الأشخاص المتخلفين، حاربوا لأجل أهدافكم خوضوا المعركة وستجدون مرادكم في نهاية ذلك الطريق الصعب وعندما تتعبون تذكروا “إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا” ستصلون، أنا أعلم أنكم تستطيعون بإذن الله.
أرجو أن يعجبكم مضمون المقال وتذكروا أنه مقالي الأول لذلك بعض التحفيز لأكمل. شكر خاص للعقول الراقية التي ستعجب بالمقال .
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 450
أعلم ان في عالمنا هذا يوجد الكثير من الأشخاص مثل صافيا و هذه نبذة عن حياتهن
link https://ziid.net/?p=76430