تعرّف على مبدأ “التأثير التراكمي” مع د. أحمد الجنيد
كل خيار نتخذه مهما كان صغيرًا وبسيطًا يؤثر على مسار حياتنا وعلى الطريقة التي نتعاطى بها مع الآخرين وكذلك طريقة الآخرين معنا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
يضع د. أحمد علي الجنيد خلاصة خبرته الطويلة من سنين قضاها في شركته المهتمة بالتطوير الذاتي والتي أسسها في أمريكا عام 1998م. وتوسعت لأنشطةٍ عدة بعد ذلك منها تعليم طرق مختلفة لزيادة الدخل المادي، وافتتح في اليابان أيضاً نفس النشاط. ويشير في برنامجه “أسرار النجاح” إلى أهمية التأثير التراكمي كأحد أسرار النجاح التي قدمها، حيث يكشف لنا بأن التأثير التراكمي هو سر نجاح الناجحين، كما أنه مؤمن بهذا المبدأ لأنه عاش وبنى حياته اعتماداً عليه بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، وكيف تحقق له ما يريد من أصغر شيء لأكبر شيء.
“الجنيد” من المملكة العربية السعودية وله أكثر من عشرين سنة مقيم في اليابان وما زال، ويعمل في مسارين الأول الطبي والثاني في تنمية الذات. حيث حصل على الدكتوراه في الصحة وعقم النساء من كلية الطب بجامعة كوبي بدولة اليابان. وقد قدّم العديد من البرامج التدريبية في اليابان وأمريكا وأوروبا، بالإضافة إلى صفحاته على الإنترنت والتي كانت باللغتين الإنجليزية واليابانية، حتى عرف بإقبال المجتمع العربي على مجال تنمية الذات، حينها توجه في نشر أولى صفحاته بالعربية، وبتقديم برنامجه على البودكاست وكذلك في الساوند كلاود.
بدايةً يذكر بأن الكثير من الناس لا يؤمنون بمبدأ التأثير التراكمي ولهذا أكثر من سبب منها: عدم تجربتك لمردود هذا المبدأ في حياتك. كما أنه تم تنويم المجتمع مغناطيسياً بواسطة الإعلانات والتسويق التجاري وإيهامه وإقناعه بوجود مشاكل عنده غير موجودة بالأساس! ومن ثم يبيعوا لنا الحل السريع لهذه المشاكل! بالإضافة إلى إقناعنا بتصديق النهايات الخرافية الموجودة في الأفلام والروايات التي أفقدتنا البصر لرؤية الطريق الصحيح.
ومن أسرار النجاح التي شرحها كان “التاثير التراكمي” وهو الغائب حالياً فكل شيء سريع من حولنا، أكلة تُطبخ في دقيقتين، وتاكسي يأتيك في دقيقة، فكيف سنصبر على رحلة الألف ميل إذا لم نكن واعيين بأهمية تتابع الخطوات واستمرارها كما سنرى فيما قاله الجنيد.
سر من أسرار النجاح
التأثير التراكمي
هو جنّي المكافآت الضخمة من سلسلة من الخيارات الذكية الصغيرة. والأمر الأكثر إثارة في هذا المبدأ من وجهة نظر الجنيد هو أنك بالكاد تشعر بالخطوات التي أوصلتك لهذا سواءً استخدمت هذه الإستراتيجية لتحسين أي جانب من جوانب حياتك فالتغييرات ستكون طفيفة، وممكن غير محسوسة. بالإضافة إلى أن هذه التغيرات لن تقدم لك النتيجة الفورية ولا الفوز الكبير المباشر.
كما أنه معظم الناس تتعثر بسبب مبدأ التأثير التراكمي كأن تتوقف عن الجري في اليوم الثامن بسبب أنك ما زلت تعاني من زيادة الوزن، أو أن تتوقف من تعلم أي مهارة بعد ستة أشهر من التدريب بسبب أنك لم تتقنها بشكلٍ كافٍ، أو أن تتوقف عن التوفير والاستثمار بسبب أنك صرفت المال في شراء شيء مباشر والمال غير واضح لك بأنه يزيد، فأنت لم تدرك بأن هذه الخطوات الصغيرة والتي تبدو تافهة بالنسبة لك بالاستمرار ومع مرور الوقت ستخلق فرقًا جذريًا.
خيارات صغيرة +الثبات والاستمرار = فرق جذري
مثال تفصيلي على ذلك:
“الأصدقاء الثلاثة” جميعهم كبروا مع بعضهم البعض ولهم نفس الإدراك والوعي تقريباً يسكنون في نفس الحي، جميعهم متزوجون وأوزانهم اعتيادية ومتقاربة، إضافةً إلى مشكلات الحياة الزوجية العادية يحصلون على خمسين ألف سنوياً.
- الصديق الأول (أ)
يعيش حياته “مثل ما تجي” سعيد هذا ما يعتقده ولكنه يشكو بعض الأحيان بأن لا شيء يتغير في حياته.
- الصديق الثاني (ب)
يبدأ بعمل تغيرات إيجابية صغيرة تبدو بأنها غير مهمة بدأ في قراءة عشرة صفحات يومياً، ويستمع إلى مادةٍ تعليمية أو ملهمة في طريقه للعمل كل صباح، يريد أن يرى تغييرات في حياته ولكن في نفس الوقت لا يريد أن يصنع ضجة. مرةً قرأ لبعض المدربين وقرر أن يطبق ذلك في حياته حيث قرر أن يخفض 125 سعرة حرارية في غذائه بحيث لا يركز عليها ولايشعر بها، وبدل من أن يضع مايونيز سيضع خردل تغييرات بسيطة قابلة للتنفيذ، أيضاً بدأ بمشي ألفين خطوة يومية بهذا هو لم يقم بشيء خارق أو متعب وممكن للجميع أن يفعله ولكنه استمر على هذه الخيارات لأنه يعرف بأنه على بساطتها إلا أنه ممكن أن يتوقف.
- الصديق الثالث (ج)
يقوم بخيارات سيئة، اشترى تلفزيون كبير ليرى قنواته المفضلة ويشاهد قنوات الطبخ ويجرب طبخ الأطباق المفضلة بالنسبة له، بالإضافة إلى شرب الكولا يومياً، هو يعيش القليل من المتعة.
في نهاية خمسة أشهر لم يكن هنالك أي فروقات بين الأصدقاء الثلاثة إلا أن كلاً منهم استمر على ما يفعله، فالخمسة أشهر لم تكن كافية في أن تُظهر أي تحسّن بينهم، أوزانهم متساوية قياسياً. وبعد نهاية عشرة أشهر أيضًا لا يوجد تغيرات ملحوظة، إلى أن نصل إلى الشهر الثامن عشر، هنا نبدأ نلاحظ تغييرات نستطيع قياسها في هيئتهم، ولكن في حوالي الشهر الخامس والعشرين نبدأ مشاهدة حقائق قابلة للقياس واختلافات واضحة، وفي الشهر السابع والعشرين سنرى اختلافات كبيرة.
وبعد 940 يوماً \31 شهر
أصبحت الاختلافات مذهلة.. فقد كانت النتائج مايلي:
- الصديق (أ) –كما هو– الفرق الوحيد هو أنه يشعر بالمرارة قليلاً تجاه حياته.
- الصديق (ب) –رشيق– من غير أي مجهود تخلّص من 17 كيلو. أيضاً استمثر من وقته ما يقارب ألف ساعة في القراءة والاستماع إلى مواد تطوره وطبّق بعض مما تعلمه مما جعله يتمكن من الحصول في ترقية وزيادة في الراتب بالإضافة إلى أن حياته الزوجية من أبدع ما يكون.
- الصديق (ج) –سمين– زاد وزنه 34 كيلو. بالإضافة إلى أنه غير سعيد في عمله، وزواجه على وشك الانهيار.
إذن القوة الهائلة للتأثير التراكمي هي بتلك البساطة الفرق بين الناس المستخدمين لهذا المبدأ لصالحهم مقارنةً بمن يستخدمونه للعمل ضدهم، ويبدو هذا الفرق كمعجزة، فبعد سنوات نجد الشخص الذي استخدم الجانب الإيجابي للتأثير التراكمي يبدو للغير وكأنه نجح بين عشيةٍ وضحاها، ولكن بعد توفيق الله كان السبب الرئيسي هو الخيارات الصغيرة التي اختارها واستمر عليها فكان الحصاد.
ماذا بعد؟
والآن بعد أن تعرفت على قوة مبدأ “التأثير التراكمي” عليك تكوين عاداتك الجديدة. وهي العادات التي سوف تساعدك على الوصول لما تريد، اكتب ما تريده من أهداف واجعلها واضحة وأوجد أسبابًا قوية بحيث تعمل على تحفيزك مع الاستمرار والثبات.
وفي النهاية يؤكد الجنيد بأن النجاح والفشل ليست حالات مفاجئة بل هي تراكمات لعاداتٍ يومية نقوم بها، فالاستمرار والالتزام دون انتظار المردود السريع والفوري سر من أسرار النجاح.
add تابِعني remove_red_eye 102,609
مقال هام حول تنمية الذات و أسس النجاح
link https://ziid.net/?p=43026