سر الفلوجيستا وإخراج الطاقة السلبية
التخلص من الطاقة السلبية يستدعي أكثر من الصراخ والصياح بصوت عالٍ، الأمر يتطلب فهمًا عميقًا للمشاعر وتخلص مدروس منها
add تابِعني remove_red_eye 686
أعتقد أن البداية كانت من هناك حيث تشير بوصلة الحكاية نحو شمال أوروبا وبالتحديد إحدى الدول الإسكندنافية بها وهي مملكة (السويد) وعلى وجه أكثر دقة حي يدعى (فلوجيستا) يقع جغرافيا بالجانب الغربي من مدينة (أوبسالا )السويدية. يشهد هذا الحي بشكل شبه يومي عادة من أغرب عادات المجتمع السويدي بل تستطيع القول إنها من أغرب عادات العالم، حيث يخرج سكانه متجمعين مع طلاب الجامعات الموجودة به في الشرفات والنوافذ والأسطح قرابة العاشرة مساء، ويقومون بوصلة مستمرة من الصراخ العالي الذي يتردد صداه بالحي كنوع من إزالة التوتر والضغط اليومي.
أو ما يعرف باسم إخراج الطاقة السلبية المخزنة نتيجة المعاملات اليومية وضغوط العمل والتفاعلات البشرية وخلافه، ويعتقد أن ذلك الصراخ يعمل على تجديد النشاط ولم تتوقف تلك الظاهرة بذلك الحي بل امتدت وانتشرت خارج نطاقه لتشمل مدن سويدية أخرى، وكذلك سجل البعض حدوث تلك الظاهرة خارج السويد وفي بلدان أخرى، ربما كنوع من التقليد الأعمى وربما كنوع من السير على نفس المنهجية في إخراج الطاقة السلبية والضغوط والتوتر.
ولتلك الظاهرة دلالة وجذور تاريخية، وأغلب الظن أنها بدأت مع انتحار طالب كان يسكن بالحي تعرض للإهمال والاضطهاد والمعاملة القاسية والسيئة من المجتمع والمحيطين، ونتج عن ذلك تدهور حالته النفسية بشكل كبير مما دفعه للإقدام على التخلص من حياته و الانتحار من نافذة غرفته بعد ما أعطى العالم فرصة أخيرة ومحاولة أخيرة لسماع صوته عن طريق صراخه المتواصل قبل أن يلقي بنفسه من النافذة، وامتد الأمر لعدم شعور المحيطين به بأمر انتحاره إلا بعد مرور عدة أيام حيث وجدت جثته في موقع الحادث الأليم، ومن ثم بدأ شعور أهل المكان بالذنب تجاه ذلك الشاب الذي مات منتحرًا متمنيًا أن يستمع أحد لأحزانه دون جدوى، وكانت تلك النواة الأولى لصرخة الفلوجيستا والأثر التاريخي لها قبل أن تصبح عادة يومية في تمام موعد دفن الشاب كما تقول الرواية التاريخية للحدث.
ولكن مهلا هل يمكن أن يكون الصراخ وسيلة من وسائل إخراج الطاقة السلبية والتخلص منها؟ والأولى والأهم قبل أن نستطرد في الإجابة أن نتعرف سويًّا عن ماهية الطاقة السلبية وتأثيرها على الجنس البشري ولماذا صارت من أهم ما يشغل بال البشرية؟ وفردت لها الصحف والمواقع وكتبت فيها الكتب والمراجع؟
بداية الأمر بتعريفه ومن ثم يمكن تعريف الطاقة السلبية كمصطلح بأنها: ذلك الشعور المزعج الذي يُصيب الأشخاص على شكل إحساس بالضيق وسيطرة المشاعر السلبية في جميع مجالات الحياة، سواء كانت على مستوى الحب أو الصداقة أو العلاقات الاجتماعية، وقد تتولد الطاقة السلبية في أماكن معينة أيضًا، كما أنها قد تكون على شكل مشاعر مفاجئة أو طارئة وقد تستمر لفترة طويلة، وفي علم الطاقة فإن تأثير الطاقة السلبية كبيرًا ويكفي كونها تسبب تراجع أداء الإنسان وعدم رغبته بالقيام بأي شيء.
و تراجع إنتاجيته وإهماله لنفسه وحياته، والشعور الدائم بالملل ومع زيادة تأثيرها قد تدفع من تتملك منه للانتحار والتخلص من الحياة في مرحلة ذروة التأثير، لذا وجب استعراض أهم طرق التخلص منها ربما كانت نافعًا فجميعنا مع ضغوط الحياة قد نتعرض لدرجة من درجات الإصابة بتلك الطاقة السلبية.
بروتوكول ومنهجية التخلص من الطاقة السلبية وعلاجها:
- ممارسة التأمل باستمرار وترك الأفكار السلبية وعدم التفكير فيها أو التركيز عليها.
- الابتعاد عن الأشخاص السلبيين والمحبطين.
- ممارسة هواية محببة للنفس وبعض التمارين الرياضية.
- التوجه للأماكن المفتوحة والتي تبث السعادة في النفس بالهواء وأشعة الشمس.
- عدم الانغماس في العمل وروتينه القاتل أو محاولة القيام بالعمل بشكل إبداعي.
- التخلص قدر الإمكان من مسببات الطاقة السلبية بالمنزل كالملابس والأحذية المتناثرة والكراكيب المنزلية وتغيير سلة المهملات بشكل دوري.
- البعد قدر الإمكان عن التفكير المفرط أو ما يعرف بالتفكير الزائد overthinking.
ويتبلور كل هذا بالقرب من ربك والرجوع إليه وتأدية فرائضه على الوجه الذي يرضيه، وهنا تكمن كل السعادة ويكون الترياق الحقيقي للتخلص من الطاقة السلبية وشوائبها التي تترك آثارها السلبية في النفوس بدرجات متفاوتة فينجو منها من يقفز خارج سفينتها الغارقة بعون الله وبركاته، أما ما يعرف بالفلوجيستا أو إخراج الطاقة السلبية بالصراخ أغلب الظن إنها مجرد عادة لا يمكن أن تكون شفاء أو علاجًا أكيدًا، فالعالم يعج بالصراخ والعويل ليل نهار من أقصاه لأقصاه، إذًا لماذا تنتشر الطاقة السلبية مع كل هذا الصراخ لو كان الصراخ حلًّا؟
والأدهى هل لو كان الصراخ حلًّا ويكفي لإزالة الطاقة السلبية كان الغرب يفرط في مثل تلك الفيديوهات،بل ويرشد أهل الشرق له ويحاول نشر تلك الثقافة؟
الأمر لن يخرج عن كونه تقليدًا، ربما كان يخفف بشكل مؤقت من حدة الضغط النفسي والطاقة السلبية ولكنه كالأدوية المسكنة لن يدوم تأثيره ويبقى الأثر الأكبر في هذه المعضلة التي تشكل خطرًا على النفس البشرية ربما لا تقل عن الأمراض العضوية الفتاكة في سرعة التخلص منها ومحاولة تجنب أسبابها.
إليك أيضًا
10 نصائح لمساعدتك على التخلص من الطاقة السلبية
add تابِعني remove_red_eye 686
مقال ملهم حول الطاقة السلبية والتخلص منها
link https://ziid.net/?p=66165