علاقة الهاتف بحياتنا اليومية: كيف غيّرت الهواتف المحمولة عالمنا؟
أثر الهاتف بشكل واضح في تكوين نمط لحياتنا حتي صار الاستغناء عنه أمرا مستحيلا، فصار ملاصقًا لأيادينا وعقولنا
add تابِعني remove_red_eye 943
- 1- تخلص من استخدام الهاتف قبل النوم بفترة قصيرة حتى تتيح الفرصة لعقلك الباطن باستيعاب أن موعد النوم قد حان.
- 2- حاول أن تنتبه جيدا لوضعية جلوسك عن استخدام هاتفك وإياك من استخدامه أثناء القيادة أو السير ماشيًا بين الطرقات
- موقف بسيط
- 3- ينبغي أن تعلم أن استخدامك للهاتف يجب ألا يأخذك عن عالمك ولا يخرجك منه
- 4- حاول أن تبقى على تواصل اجتماعي حقيقي بالأشخاص حولك
- 5- قلِّل من استخدامك للهاتف بقدر المستطاع سواء عرفت أضراره أو لم تعرف
لقد ساعدتنا التكنولوجيا كثيرًا في قضاء الكثيرِ من الأعمال والأعباء اليومية، كما شكَّلت الهواتف الخلوية (أو “اليدوية” كما أسميها لعدم مفارقتها أيدي مستخدميها) صورةً لمجتمع كاملٍ ذَا روابط متكاملة سواء اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو دينية إلي غيره. وساعدت بشكل مستمر على التواصل مع الأهل والأصحاب والمعارف، فأصبح باستطاعتنا رؤية الأشخاص والتحدث معهم رغمًا عن كلّ الظروف التي تقتضي عدم الاجتماع بهم.
إلى هنا، يُعَدّ هذا التطوُّر إنجازًا عظيمًا لكن تبقى عيوبه جلية، فلا شك أن التطور السريع الذي وصل إليه الهاتف الخلويّ خاصة في الآونة الأخيرة أحدث وساهَم بشكلٍ كبيرٍ في تغيُّر نمط حياة الإنسان والتحكم في طريقة تفكيره، فصار ارتباط الإنسان بهاتفه أكثر تأكيدًا من ارتباطه بأهله وارتباطه بعمله ووفائه بوعوده، وهذا ما يدفعنا للتساؤل كثيرًا للفضول قليلا: هل يُشكِّلُ هذا التطوُّر الَّذِي وَصَل إليه هاتِفُنا خطرًا على حياتنا ومُجتَمعنا؟
[ماذا حدث عندما جعلت طلابي يغلقون هواتفهم؟]
بالتأكيد، كما أن له مميزاته التي صار لا غنى للإنسان عنها فإن له عيوبَه التي لا بدّ للإنسان أن يعرفها، غير أن طريقة استخدامه لا بُدّ أن تكون ضمن معايير مدروسة على الأقل من ناحية الوالدين قبل أن يَجْلِبَا لابنهما هاتفًا هو أجهل ما يكون بأضراره، لأن هذا التطور الهائل الذي وصل إليه هاتفُنا النقَّال شكَّل ارتباطًا وثيقًا بحياتنا اليومية وأسرارنا الخاصة، وهذا يستلزم بالطبع حماية أنفسنا من عمليات الاختراق الإلكتروني والسطو غير المرئي، كذلك حماية ممتلكاتنا الإلكترونية وخاصة تعاملنا المادي، والحفاظ على علاقتنا بالأشخاص المُقرَّبين دون التدخل من أيّ عضو غير مرغوب لهدم هذه العلاقة.
[خمس مخاوف أمنية متعلقة بالدفع الإلكتروني باستخدام الهواتف]
وبالتأكيد فيأتي في مقدمة هذا كله حماية عقولنا من الغزو الفكريّ الذي يجهله كثيرٌ من أبنائنا وحماية وعيهم الثقافيّ دون أيّ غزو خارجي يخرجُهم من العادات التي أَلِفُوها والمعتقدات التي عرفوها.
ولا شكَّ أن الكثير مِنَّا في رحلة تعامله مع هاتفه النقَّال أدرك كثيرًا من عيوبه ومميزاته على سبيل الحصر أو التفريق، لهذا فإن مسألة الحديث عن عيوب الهاتف وأضراره مسألةٌ نسبية بعض الشيء لتعلقها أكثر بظروف الإنسان المعيشية كما أنها مهمة الوالدين أثناء قيامهما بدور التربية والتوعية تجاه أبنائهم، ناهيك عن المهارات التي يكتسبها الإنسان مع تقدُّم عمله ومعرفته بهذا الهاتف.
ومن هنا فحديثي معك يبدأ من تلك المعايير المدروسة التي يعتمد عليها تعاملك مع الهاتف إلى تلك الضوابط العامة التي يجب مراعاتها أثناء استخدامك. ربما يبدو الكلام غريبًا بعض الشيء بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يظنون أن الأمر يرجع إليهم في تحديد الكيفية التي يتعاملون بها مع هاتفهم، لكن في الحقيقة قد سَيْطَر الهاتف على حياتنا كلها وتُرتَّب عليه أولوياتُ الأمور اليومية. ومن جانب آخر قد استجاب عقلنا اللَّاوعي لهذا التطور وخضع لسيطرة الهاتف عليه فأصبحت الهواتف من حياتنا بمثابة جزء لا يتجزَّأ.
[هل بات اختراق الآيفون أمرًا سهلًا؟]
كثيرا ما كنا نسمع عن تأثير الهواتف على الصحة والإصابة بأنواع من السرطان وتلف الأعصاب والضعف البصري وغيره لكن في الحقيقة لم يُصَبْ كلّ المتعاملين مع هواتفهم بتلك المخاطر المذكورة أعلاه، كذا لا يعني أن استخدام الهاتف صالحٌ تماما. حيث إن للهواتف إشعاعًا منبعثًا وترددات تمتصها الأنسجة الجسديّة ويتدرب عليها العقل مع الوقت حتى يألفها فينتج عن ذلك آثار سلبية تحدث دون وعي منا ولا إدراك؛ فينعكس على الذاكرة والرؤية والمزاج والصحة النفسية وغيره.
الهاتف إن لم تكن له أضرار صحية مؤكدة ضمن أبحاث موثقة علي المدي القريب جدا – وهذا ما أتمناه بالطبع – فإن له تأثيرات سلبية علي المدي البعيد، بعيدًا عن الصحة النفسية والجسدية أو قريبا منها.
[أفضل تطبيقات الكاميرا لأجهزة (Android) و (iPhone)]
أتعلم أنك عندما تشعر بالنعاس ثم لا تستطيع النوم، فالأمر غالبًا ما يرجع إلى شاشة هاتفك، حيث ينتج عنها إشعاعات ضوئية متناهية الصِّغَر تدعي “فوتونز” هذه الإضاءة تنبعث إلى العين التي تقوم بدورها بإرسال رسالة للدماغ بأن موعد النوم لم يَحِنْ بعدُ وبالتالي يظلّ الإنسان مُنْتَبِهًا لوقت أطول .
جرِّب مرة أن تترك الهاتف من يدك ستجد نفسك إن لم تذهب للنوم فسيغلبك النعاس بالتثاؤب والشعور بالضعف وعدم التركيز، لأن الدماغ في هذا الوقت سيبحث عن وظائف وأوامر يعطيها للجسد فلا يَجِدُ –باعتبار أن كل وظائفنا صارت مرتبطة بالهاتف– فبالتالي سيعطي أوامر بالراحة والاسترخاء ثم تستجيب كل الجوارح للأمر بفعل سيطرة الدماغ عليها.
1- تخلص من استخدام الهاتف قبل النوم بفترة قصيرة حتى تتيح الفرصة لعقلك الباطن باستيعاب أن موعد النوم قد حان.
في دراسات طبية عديدة أثبت كثير من الأطباء أن أكثر الأمراض التي يعاني منها البشر حول العالم هي ألم العظام وخاصة الظهر والأمر طبعا بات غريبًا لأن التكنولوجيا الحديثة وفَّرت على الإنسان تعبًا وجهدًا كَبيرَيْنِ، مما دفعهم للبحث خلف هذه العلة الخفية، وكان من أسباب ذلك كثرة استخدام الهاتف بشكل مستمر، وذلك لأن الهاتف عند استخدامه يرسل أشعة ضوئية تحجب عن الدماغ سيطرته فتجعل الإنسان ينخرط في استخدام هاتفه دون الانتباه لوضعية جلوسه أو رقدته، وهذا الأمر يُحْدِث وَجَعًا على المدى البعيد ويقصم الظهر بالألم.
2- حاول أن تنتبه جيدا لوضعية جلوسك عن استخدام هاتفك وإياك من استخدامه أثناء القيادة أو السير ماشيًا بين الطرقات
لأن الدماغ يقرأ هذه الإشارات الهاتفية بطريقة خاطئة ثم يترجمها بأوامر كاذبة، من بينها أنا مُنْتَبهٌ أنا مستيقظ أنا واعٍ جيدًا لما يحدث حولي. وهو في الحقيقة منفصل تمامًا في هذه اللحظة عن العالم الذي يعيش فيه، فسرعان ما يؤدي به الأمر إلى ارتكاب حادثة أو ما شابه وهذا يشكل خطرًا كبيرًا على حياتك. ناهيك عن أن الهاتف قد يصيبك بالعزلة الاجتماعية والوحدة النفسية ويصل بك إلى مرض نفسي أو اكتئاب مزمن شديدٍ، سأريك كيف يحدث هذا.
موقف بسيط
لا بد أن حدث وجلست مع مجموعة من أصدقائك وظللتم تتحدثون في المواضيع العامة والأحداث الجارية وأيام الطفولة وغيره، وكان بينكم شخصين على الأقل كلما ناديت لأحدهم: يا فلان ما رأيك في كذا؟ أو ما تقول في كذا؟ نظر إليك وعينه في هاتفه، لا يعي أصلا ما تقوله، ثم يتحدث معكم بعض الشيء ويعود مباشرة للانخراط التام بهاتفه.
لا بد أنْ قابلنا هذا الشخص إن لم نكن نفسه، وهذا الشخص عندما يعتاد على هاتفه وبرامجه وألعابه التي ألفها حتى مَلّ منها، لن يجد أحدًا بجواره ولن يجد بين الناس أحدًا يسمعه فيصاب بالوحدة والاكتئاب، وعندها سيكتشف أن عمرًا ضاع بلا فائدة.
3- ينبغي أن تعلم أن استخدامك للهاتف يجب ألا يأخذك عن عالمك ولا يخرجك منه
وتأكَّد أن الاستفادة التي تتعلمها من البشر أجلّ بكثيرٍ مما تكتسبه من هاتفك.
4- حاول أن تبقى على تواصل اجتماعي حقيقي بالأشخاص حولك
بالمقابلات والزيارات وغيره فتواصلك الهاتفي اجتماعيًّا وإن كان مطلوبًا فالأولى منه أن تتواجد بشخصك عندما تحين الفرصة المناسبة.
5- قلِّل من استخدامك للهاتف بقدر المستطاع سواء عرفت أضراره أو لم تعرف
حتى لو لم يكن له أضرار فكثرة استخدامك للهاتف ضرر، والإفراط عامةً في أيّ شيء حتى وإن كان صالحًا ضرر كبير، وأما عن الاستفادة التي تكتسبها من هاتفك، فإنك تستطيع أن تعوضها بطرق أخري، يمكنك شراء كتابك المفضل بدلًا من تنزيله إلكترونيا حتى وإن بدا ذلك مكلفا فالاستفادة من كتاب ورقيّ تَمْسكه بيدك وتستطيع تقليب صفحاته وتدوين ملاحظاتك عليه أجلّ بكثير من كتاب معزول عنك تمام تقرأ فيه بغير إحاطة له، شتَان بين هذا وذاك.
وفي الأخير فلن تستطيع أن تفصل الهاتف عن عالمك ولا أن تنفصل عنه، لكن باستطاعتك أن تسيطر عليه دون أن يسيطر عليك، وتستفيد منه دون أن يستفيد منك، امنح نفسك وقتا لتتعرف فيه على الآخرين وترى بعينيك ابتسامتهم وتعبيراتهم دون ترجمة هذا التعبير إلى رموز كتابية. لا شكّ أن رؤية ابتسامة الآخرين ستضفي على يومك تغيرات مزاجية ممتازة، ولعلك جربت أن مواضيع كثيرة لا يصلح قولها في الهاتف لأنها تستلزم رؤية من تحدثه وملامسته وضمّه والقرب الحقيقي منه.
add تابِعني remove_red_eye 943
مقال هام يتناول أثر الهاتف على حيواتنا وكيف يمكننا أن نتخلص من هذه الآثار السلبية
link https://ziid.net/?p=54078