قاعدة الخمس سنوات : كيف تصنع المستقبل الذي تريد

“خمس سنوات من الآن وسوف تصل، السؤال هو: إلى أين؟” جيم رون. لو كان هدفك هو البدء في مشروع جديد، أو بناء علامة تجارية أو إنشاء شبكة علاقات جيدة، أو بدء شركة أو أيّ مشروع آخر يمكن أن يحول حياتك بشكل جذري. تستطيع أن تنجز ذلك إذا كنت تستطيع أن تلتزم بمحاولة إنجاز هدفك لمدة خمس سنوات.

يقول إيودجي أوسيكا: “إن خمس سنوات ليست بالمدة الطويلة جدًّا، لقد التزمت بصمت بهذا الإطار الزمني. لقد كتبت تقريبا كل يوم، قرأت كتبا، شاهدت فيديوهات، حضرت دورات تدريبية، وأصبحت بشكل أساسي آلة متطورة لتحسين الذات في هذه الفترة. تقدمت للأمام وظللت أتابع نفس المواضيع لمدة خمس سنوات”. الكاتب جيمس ألتتشر (James Altucher) يقول: إنك تستغرق خمس سنوات لإعادة صناعة نفسك. جون مورو  (Jon Morrow) قال: إنه يتطلب الأمر منك من (4) إلى (6) سنوات لبناء مدونة تَجْني منها مالًا.

وهذه قصة قاعدة الخمس سنوات كما جرّبها الكاتب إيودجي أووسيكا حيث يقول: “خلال السنوات الثلاث الأولى عندما كنت أجني القليل إلى لا شيء من المال، أحوم حول محاولة اكتشاف كيف أصبح مُدوِّنًا، وأضرب رأسي بالحائط محاوِلًا تعلُّم كل الفروق الدقيقة على طول الطريق، احتفظت بهذا الرقم في رأسي. في السنة الثالثة والرابعة، استطعت أن أرى أن النجاح شيء لا مفرّ منه. في السنوات الرابعة والخامسة كل شيء تطور بسرعة. لقد وصلت إلى الذكرى السنوية الخامسة ككاتب ودارس للتطوير الذاتي وقد أنجزت هذه الإنجازات

• لقد نشرت ثلاث كتب.
• ألقيت خطابا لصالح TEDx.
• طورت من مستوى قراءتي من صفر إلى مستوى عالٍ جدًّا.
• استقلت من عملي السابق وأصبحت كاتبًا بدوام كامل.

كَوْني قد أصبحت في الطرف الآخر من معادلة الخمس سنوات، أستطيع أن أخبرك بدون شك أنّ هذه الخطة ناجحة. في البداية لن تكون جيدًا في المهارة الجديدة التي اخترت أن تتعلمها أو المسار الذي تحاول تشكيله. عند هذه النقطة أنت فقط تحاول أن تستمر وتحاول بناء عادات جيدة. معظم الناس يستسلمون في هذه المرحلة. لا تكن واحدًا من هؤلاء. لماذا؟ لأنه في يوم ما، ليس فقط ستتحسن قليلًا وستكون أكثر نجاحًا بل سوف تكون فجأة أفضل بكثير وستجرب نجاحات كبيرة.

تشارلز منجر يقول: “اقْضِ كلّ يوم في محاولة أن تكون أكثر حكمة بقليل مما كنت عليه عندما استيقظت، أَدِّ واجباتك بصورة جيّدة خطوة خطوة سوف تتقدم، لكن ليس بالضرورة بطفرات سريعة. لكنك تبني الانضباط من خلال الاستعداد للاندفاع السريع، قم بالتقدم بوصة واحدة كل يوم لو عشت طويلا كفاية سوف تنال ما تستحق.”

وهذه بعض القواعد الجيدة لاتباعها خلال الخمس سنوات

قاعدة التسعين يومًا المُكثَّفة

اقْضِ أول تسعين يومًا في العمل على مسارك الجديد، أو مهارتك الجديدة، أو مشروعك يوميًّا وبتركيزٍ شديد. سوف تتعلم الكثير-ليس فقط عما يتطلبه النجاح، بل ستعرف إن كنت تحب المجال أم لا. معظم الناس لا يصلون إلى هذا الحد. لو أنك فعلت ذلك وأنهيت التسعين فسوف تستمرّ، ولو لم يكن المجال مناسبًا لك فستكتشف ذلك قبل إضاعة المزيد من الوقت.

قاعدة المائة

كن مستعدًّا لعمل شيء ما (100) مرة لتصبح جيدًا فيه، اكتب (100) تدوينة. أطلق (100) فيديو. سجل (100) بودكاست. (سباق الخمسين فرصتك لنجاح جديد).

دورة (18) شهرًا

خبير الأعمال ومؤلف كتاب إدارة الذات “بيتر داركر” يتكلم عن استخدام معيار (18) شهرًا لمعايرة القدم العام. طول الفترة مناسب لإعطائك بيانات كافية ولكنه ليس طويلا لإنشاء أهداف غير واقعية.

الشيء الواحد The one thing

قاعدة الشيء الواحد، لغاري كيللر، تعلمنا طريقة بسيطة لمساعدتنا للبقاء مركِّزين ومُنْتِجين: اسأل نفسك هذا السؤال: ما هو الشيء الواحد الذي أستطيع عمله بحيث من خلال القيام به، كل شيء آخر سيكون أسهل أو غير ضروري. أنت تستطيع استعمال هذا النظام لتحويل الأهداف طويلة المدى إلى أهداف قابلة للتنفيذ. اختر شيئًا واحدًا لمدة  (18) شهرًا، ثم لثلاثة أشهر، ثم لكل شهر، ثم لكل أسبوع، ثم لكل يوم.

تبدو الخمس سنوات كفترة طويلة. لكنها ليست كذلك. عندما تقسم الأشياء في اللحظة الحالية مع التركيز على المستقبل القريب، سوف تعرف بعد خمس سنوات أنك قد حققت مستوى من التقدم لم تكن تتخيل أنه ممكن. مهارتك تراكمت مثل حساب الاستثمار الذي ينمو وستكون حتمًا أفضل مما كنت عليه عند البداية، لكنك يجب أن تبدأ.

يجب عليك أن تستعمل هذا الإطار لكل هدف جديد أو قرار مهمّ، ولو كنت لا تريد الالتزام للخمس سنوات القادمة بفعل ما قررت أن تفعله، إذن لا تبدأ. لكن عندما تبدأ به استمر للنهاية، إن التراكمات الإيجابية لفترة الخمس سنوات يقود حتما إلى حياة أفضل.

وفي الختام اعرف أنّ كلًّا مِنّا لديه حلم يريد أن يحققه، لكن الأكثرية تشعر بالخوف والتردد. الكل يريد أن يعرف مسبقًا هل سينجح هذا الأمر أم لا؟ ولكن كونوا على ثقةٍ إذا كان هناك المقدار الكافي من الموهبة وما يكفي من العمل الدؤوب للتحسن تدريجيًّا على مدى (5) سنوات فإن الأمر سوف ينجح. إذن هيا فلنبدأ الآن.