أفضل طريقة للاعتذار دون ضغينة [تجربتي الشخصية]
في الكثير من الأحيان تذهب للاعتذار، ثم يتحول الاعتذار إلى خصام جديد، فكيف تتلافى ذلك؟
في الكثير من الأحيان تذهب للاعتذار، ثم يتحول الاعتذار إلى خصام جديد، فكيف تتلافى ذلك؟
add تابِعني remove_red_eye 65,961
في المعجم اعْتذَرَ فلانٌ: صار ذا عُذْرٍ، اعْتذَرَ إِليه: طَلَبَ قبول مَعْذِرَتِه، اعتذر من ذنبه، واعتذر عن فِعْله: تنصَّل واحتجَّ لنفسِه. يقول “سامويل مورس” (الاعتذار عن الخطأ لا يجرح كرامتك، بل يجعلك كبيرًا بعين من أخطأت).
الاعتذار هو تلك المادة التي التي نعيد بها ترميم علاقاتنا، التي تجعلنا نحافظ على أواصر الصداقة، على تماسك الأسرة، فالإعتذار ليس هو تلك الكلمة “أسف” أو الجملة التي تعبر عنه، لكنه أهم من ذلك إنه ما وراء الاعتذار من شعورك بتنازلك عن الكبرياء فقط من أجل الصديق أو القريب أو الحبيب، أن تفهم أن الدفاع عن موقفك في بعض الأحيان لا يساوي أي شيء مقابل أن تحافظ على علاقتك، فالاعتذار ليس بالأمر الهين، فأقسى شعور يحس به الفرد أنه مخطئ، ويعتذر عن هذا الخطأ الذي ارتكبه، إن الإنسان يحب دائمًا ان يكون على صواب، لذلك يكون الإعتذار فعلًا نبيلًا، يجب أن نقدره، ولكن في بعض الأحيان يفسد الناس اعتذراتهم دون قصد، فيعود الشقاق مجددًا.
– لأننا تسببنا في جرح أخرين بلا ذنب أو إيذائهم، لذلك نجني فائدة شخصية وهي عدم الشعور بالذنب.
– لنحافظ على علاقتنا مع الآخرين.
– نقر بأننا شاركنا في سلوك غير مقبول. يساعدنا ذلك في إعادة بناء الثقة وإعادة تأسيس علاقتنا مع الشخص الآخر. كما يمنحنا فرصة لمناقشة ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
– مساعدة الشخص الآخر على تخطي الأمر، والتتعافي مما حدث، كما أننا نحميه من لوم نفسه بسببنا.
إن أكثر ما قد يفسد عملية الاعتذار برمتها هو شعور الطرف الأخر بأنك لست صادقًا في اعتذارك، مما يترتب عليه الشعور بالمهانة مجددًا فأنت لم تخطأ فحسب، بل لا ترتضي أن تعترف بالخطأ ولا تريد الإعتذار، وما تفعله هو شكل صوري لمجرد أن تعود علاقتكما كالسابق، وهو ما يجعل الشخص الأخر يرى أنك تريد خضاعه، مما يؤجج الخصام بينكما، وبدلًا من أن تعتذر وتعود الحياة كما كانت، ربما يصل الأمر للفراق.
سأسوق لك مثال لنقرب الأمر، تخيل أن صديقك أساء فهمك، ثم حينما عاد معتذرًا إليك، أخبرك بأسفه لكنه بدلًا من الصمت، بدأ في سرد حججه وبراهينه، أو الأسباب التي أدت إلى موقفه، والتي هي غير مقنعة بالنسبة لك، لأنها لو أقنعتك ما كنت أغضبت، أو أنه سرد موقفًا قديمًا أساءت الفهم فيه، ووضع ذلك في مقابل موقفك منك وطلب منك أن لا تغضب فقد أخطأت قبلًا، أو أنه جاء ليعتذر لك وتوافق ذلك مع منفعة يريدها منك، سيصبح غضبك مضاعفًا وربما لن تسامحه أبدًا. والبعض حينما يذهب ليقدم اعتذرًا يحاول جاهدًا اثبات أن ما تسبب به للأخر ليس أكثر من رد فعل لما فعله، وهو مما يفسد أي نية لإصلاح الأمور.
كثير ما تساق أمامي قصص تحدث بين المتزوجين أو المخطوبين، ينتهي الإعتذار فيها بمشكلة جديدة، ويحدث ذلك دائمًا، ذلك لأن الناس لا يحبون أن يظهروا كمخطئين، لذلك إذا كنت تقر بخطئك وتريد إصلاحه فعيلك بتعلم فن الإعتذار.
في إحدى المقالات المنشورة على موقع “psychologytoday” تقدم الكاتبة “جين كيم” الطريقة المثالية للإعتذار في سبع خطوات:
أن تقر فعلًا أنك فعلت ذلك الخطأ، وأنك نادمًا بالفعل، وانك هنا فقط من أجل أن يعذرك الشخص ويسامحك، ولكن يجب أن تنتبه لنقطة هامة وهي ألا تخبر من تعتذر له بأنك لم تكن تعرف أن ذلك سيؤذيه أو أنك لم تكن تعرف ان رد فعله سيكون بهذه الطريقة، حتى لا تفتح بابًا أخر للجدال.
لا تقدم الاعتذار لمجرد انك تريده أن يسامحك فقط وننتهي من الأمر، بل يجب أن تشعر من داخلك بأنك تريد أن تسامحه وأن تتواضع بينما تقدم الإعتذار ولا تقدم اعتذارًا سطحيًا، كما لا تحاول أن تبرر ما فعلته، فقط تحمل مسئولية فعلتك بصدر رحب واطلب منه المغفرة.
حينما تطلب أن يسامحك الآخرين فإن ذلك يعني أن تعطهم حق الرد، لا تتعجل الأمور بل امنحهم الوقت، لقد أخطأت والآن قدمت اعتذرًا لقد قمت بدورك والآن حان دورهم، فإما أن يسامحوك كرد فعل لنسيانهم الإساءة باعتذارك وربما لا تتم مسامحتك لأن الإعتذار لم يكن كافيًا.
حينما تقرر الاعتذار فذلك لا يعني أنك خاسر، لأن العلاقات الانسانية ليست معركة على الإطلاق بل أنها أكبر من ذلك فقولك أنك أسف لا يعني أنك خاسر على الإطلاق بل يعني أنك تقدر الطرف الأخر أكثر مما من غرورك وزهاء أن تكون على حق.
حينما تعتذر لا تلقي باللوم على الأخر وتخبره أنه من دفعك لتفعل ذلك، لأنك حينما تفعل ذلك ترسل له رسالة مفادها أنه لا يتحمل مسئولية أفعاله، لأن غضبك هو رد الفعل على فعله، لذلك إذا أردت أن يسامحك الناس فنحي ذلك جانبًا تمامًا.
كن مستعدًا لأن تقول أسف مرة تلو المرة، فحينما تظن أن مجرد قولك أسف سيحل الأمور المعقدة هو ضربًا من الخيال، لأن القدرة على التسامح تختلف من شخص لأخر، كما أن تقدرينا للخطأ يختلف من طرف لأخر فبينما ترى أنك لست مخطئًا بقدر كبير يشعر البعض بأنك فعلت لهم ما لا يمكنهم تحمله أو الصفح عنه، لذلك إذا كنت تريد فعلًا أن يسامحك الآخرين فكرر أسفك، حتى تصفو النفوس من كدرها.
احيانًا الاعتذار لا يكفي لاصلاح الخطأ، بل يحتاج الناس برهانًا أنك لن تعود إلى ذلك الخطأ مرةً أخرى، لذلك اشرع بتغيير ما يزعج الآخرين حتى تتلافي ان يحدث ذلك مجددًا.
– من الملاحظات المهمة التي يجب أخذها في الحسبان أيضًا هي نبرة حديثك عند الاعتذار، ففي بعض الأحيان يذهب الناس ليعتذرون ولكن نبرة الكلام تفصح عن أنهم لا يرون أنفسهم مخطئين.
حينما تعتذر عما حدث ذلك يجعلك شخصًا مسئولًا، يتحمل مسئولية أفعاله، كما أن يعزز من احترامك لذاتك وثقتك فيها، تتقبل انك قد تخطأ، لكن أيضًا تعتذر عن خطئك وتتحمل مسئولية أفعالك، فلا تشعر بالذنب، وتقوي علاقتك بالآخرين، مثل الزملاء والأصدقاء والعائلة، فحينما تهمل الإعتذار سيعرف الناس عنك أنك شخصًا غير مسئول، مما سيجعلهم يخافون التورط معك بأي أمر، حتى لا تجمعهم المواقف معك.
كما أن الاعتذار يدل على الخلق النبيل والرقة، وأظن ان لا أحد يحب ان يطلق عليه أنه قاسي القلب، لأنه فقط يشعر بأن غروره سيتم المساس به حينما يعتذر.
وكما أن الإعتذار مهم، فإن كثرة الاعتذار تفقد الأمر بريقه حينما تعتذر عن كل شيء، حتى ولو لم تكن مخطئًا لمجرد أن تنتهي الأمور المزعجة، يجعلك عرضة لاستغلال الكثيرين الذين يحبون أن يعتذر لهم الناس لأن ذلك يشعرهم بأهميتهم.
اقرأ أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 65,961
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
link https://ziid.net/?p=69586