بعض النصائح التي يجب أن تُبقيها في عقلك
عندما تتوتر تظاهر بأنك واثق وأجعل تركيزك على تظاهرك لا على توترك.. ركز على التظاهر بدلًا من التوتر خاصة إن كنت لا تريد المشاركة
add تابِعني remove_red_eye 1,355
هُناك الكثير من النصائح التي نستمر في سماعها أو بالأصح نعرفها ونعرف نتيجتها وفعاليتها ولكننا نتناساها حين نحتاجها، وأعتقد أن ذلك يحدث كثيرًا لنا كبشر فنحن في غالب الوقت لا نتذكر النصيحة إلا عندما نرى شخصًا آخر واقعًا في مشكلة ويحتاجها. فمثلًا: ذات مرة كُنت أواسي صديقتي قائلةً لها بأننا لسنا بحاجة لأن نُؤنّب أنفسنا على نتيجة اختبار فات على الأرجح لن نكون سعيدين بها، ولكن أفضل طريقة لأن تتخطي الأمر هو أن تتعلمي منه عن أهمية تنظيم وقتك وموازنة دراستك وما إلى ذلك حتى استوقفت نفسي؛ لقد كُنت بحاجة لهذه النصيحة حين ظهرت نتيجة اختباري أيضًا، وبالرغم من ذلك أنا لم أتبع نصيحتي وعلى الأرجح أن ذلك حدث معك أيضًا، في بعض الأحيان نرى أنفسنا في الآخرين.
ولذلك سأذكر اليوم بعض النصائح التي أفادتني والتي أعتقد أنه علينا أن نتبعها في أغلب الأوقات ونتذكرها في شكل دائم، فبعض النصائح يجب أن تبقى في العقل حتى أثناء تحدثنا مع الآخرين.
زيف الأمر.. فلا أحد يعلم سواك
من أَحد أكثر النصائح التي ساعدتني في تخطي خجلي وتوتري حين أتحدث مع الآخرين وساعدتني حتى في تخطي ارتباكي من أن يكون تركيز الأشخاص عليّ حين أتحدث مما يجعلني أتلعثم وأنهي الحديث سريعًا، وهي نصيحة سمعتها من أحد الأشخاص ذوي الخبرة في مجال الخطابة ألا وهي “الآخرون لا يعرفون ما يدور بِداخلك، أنت وحدك من تعرف إن كُنت متوترًا أو سعيدًا أو لست مهتمًا بمن ينظر إليك لذلك إن زيفت حقيقية أنك لا تهتم لن يعرف أحد عن حقيقية شعورك سواك، لذا عندما تتوتر تظاهر بأنك واثق واجعل تركيزك على تظاهرك لا على توترك”.
إن كُنت من الأشخاص الذين لا يرتاحون بالحديث أمام أشخاص كُثر على الأرجح ستفهم نُقطة “اجعل تركيزك على تظاهرك لا على توترك” ففي لحظة توترك ستبدأ بالتركيز بأن تبدو متوترًا مما يجعلك تبدأ بالتعرق والشعور بالخجل والحرج أمام الآخرين، ناهيك عن أنك ستنسى موضوع حديثك أيضًا.
ساعدتني كثيرًا هذه النصيحة، فحين أُشارك مثلًا في نقاشٍ ما ويتحول تركيز الأشخاص عليّ بدلًا من خفض صوتي والتوقف عن الحديث تدريجيًّا بِتّ أتظاهر بأن الجميع يتفق مع ما أقوله وأن كلماتي هي أكثر الكلمات عقلانية في النقاش مما يجعلني أكثر ثقة وأكثر اتزانًا في حديثي.
تذكر ألّا أحد يعرف عما تتحدث عنه إلا أنت
في الواقع هذه النصيحة أخبرني عنها والدي حين أقدمت على إقامة دورة عن التصوير في مسرح الجامعة، قائلًا بأن الآخرين لا يعرفون كمية المعلومات التي تعرفينها لذا أنتِ الخبيرة في المكان، وتلك المعلومات ساعدتني حتى أثناء التواصل مع الآخرين، فحين أتحدث عن شيء بتعمق سواء كانت مهارة أو معلومة أُحاول بأن أخبر الآخرين بكل ما أعرف فما فائدة التكتم عن المعلومات التي من الممكن أن تُساعد الآخرين؟
وأيضًا من الممكن استخدام هذه النصيحة بطريقة أخرى فمثلًا: كثيرًا ما يُحرج الآخرون حين يتحدثون مع أشخاص مُختصين في مجال غير مجالهم، فدائمًا يتم استخدام مُصطلحات يظنها القائل بأن على الأرجح أن الأغلبية يعرف معناها ولكن الكثير من الأشخاص يخجل من السؤال عما تعني هذه المصطلحات؛ لذا عليك المبادرة في الشرح في حديثك، فمثلًا: حين أتحدث عن اللغويات يستغرب الكثير ماذا يكون هذا العلم؟ فبدلًا من أقول في اللغويات كذا وكذا من الممكن أن نستخدم كلمات تشرح المصطلح مع المصطلح كـ ” في اللغويات نتخصص في اللغات بشكل علمي أكثر وفي جزء من هذا العلم كذا وكذا” وهذه الطريقة توضح حتى للأشخاص غير المختصين وتنشر العلم أثناء الحوار ليكون حوارًا ذا منفعة.
استمع إلى نصائحك للآخرين فهي موجهة لك أيضًا
وفي النصيحة الأخيرة أُريد أن تضع في عقلك أن ما تقوله للآخرين هو لك أيضًا كان الأمر نصيحة أو انتقادًا حتى، كثيرًا ما يكون الآخرون مرآتنا ويجعلوننا نمدهم بالنصائح التي نحن نتحاجها أيضًا، كالموقف الذي ذكرته في بداية المقال عن نصيحتي لصديقتي في ألا تؤنب ذاتها على ما فات، الأشخاص من حولنا ومحيطنا وبالأخص أصدقاءنا يشاركوننا الكثير من الصفات قد لا تظن ذلك ولكن الأيام ستريك ذلك، لذلك حين ننتقدهم لفعل شيء هو بسبب أنهم يشبهوننا بالصفة التي انتقدناها ونحن نعرف لم هذه الصفة تستحق الانتقاد، وذلك قد يجعلك تفكر في انتقادات الآخرين لك أيضًا، فمثلًا: لو كان لك صديقان كثيرا المزاح، ستجد أن كثيرًا ما يتشاجران على مزحاتهما وينتقدان بعضهما، وذلك ينطبق على الكثير من جوانب الحياة.
أخيرًا.. هذه النصائح بكل جدية قد غيرت الكثير في وطورت أسلوبي في التواصل مع الآخرين لكوني أحاول أن أتذكرها كثيرًا، وآمل أنها ستضيئ عقلك في حين تحتاجها.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 1,355
أشارك في هذا المقال بعض النصائح التي قد تُنير عقلك حين تحتاجها يومًا
link https://ziid.net/?p=86864