مواقع العزلة الاجتماعية: كيف تتجنب مخاطر مواقع التواصل؟
مواقع التواصل سلاح ذو حدين فهى بالفعل قد تكون مفيدة أحيانا ومضرة جدًّا، بيدك أنت الاختيار والتنفيذ والنتيجة
add تابِعني remove_red_eye 2,272
لست هنا لكي أعدد لك مساوئ مواقع التواصل أو أشيطن هذه المواقع، لا أحد يريد قراءة مقال كهذا!
لكني أريد إلقاء الضوء على بعض النقاط والدراسات التي قد تغير تفكيرك نوعًا ما في كيفية استخدام مواقع التواصل. مواقع التواصل سلاح ذو حدّين فهي بالفعل قد تكون مفيدة ومفيدة جدًّا في أحيان ومضرِّة جدًّا خاصة على الجانب النفسي في أحيان كثيرة جدًّا. متى يتحول السلاح المفيد الذي قد يساهم في تطور شخصيتك إلى سلاح مدمر لنفسيتك؟ هذا ما أريد أن أكلمك عنه في هذا المقال.
فوائد مواقع التواصل الإجتماعى
في بداية نشأة مواقع التواصل كان الهدف هو بالفعل التواصل بين الناس، معرفة الجديد في حياة من أبعدتك الحياة والظروف عنهم. وبالفعل هذا جاء في دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي:
إن استخدام مواقع التواصل بمعدل أقل من نصف ساعة يوميًّا قد يساهم في زيادة إحساسك بالتواصل بينك وبين أصدقائك.
مع تطور استخدام مواقع التواصل أصبح هناك (صناع محتوى) وهم من يكتبون مقالات أو ينشرون فيديوهات أو صورًا عن مواضيع متعددة ومختلفة. متابعة صناع المحتوى الذين يقدمون محتوى هادفًا ومفيدًا سوف تساعدك بالفعل في تطوير شخصيتك وحياتك وفهمك لمواضيع مختلفة في الحياة.
هناك العديد من صناع المحتوى يجتهدون في صنع محتوى هادف وبالفعل استفدت من بعضهم بشكل شخصي جدًّا.
المجموعات على موقع الفيس بوك قد تقربك من أفراد عندهم نفس اهتماماتك وهواياتك أو لهم نفس طموحك، تبادل الآراء والخبرات في مواضيع أنت مهتم بها قد يساعدك بشكل كبير.
أضرار مواقع التواصل الاجتماعي
هدف مواقع التواصل بمختلف مسمياتها هو بقاؤك أطول فترة ممكنة على منصاتها، هكذا يصنعون ربحهم عن طريق عرض الإعلانات لك ولغيرك وهذا ما يحاولون جاهدين فعله. الاقتراحات، الإشعارات، الفيديوهات المتواصلة كلها تبقيك فترة أطول وهنا تتحول الفوائد لأضرار. بقاؤك فترة أطول وبشكل أطول من ساعتين على حسب الدراسة التي تم نشرها في المجلة الأمريكية للطب الوقائي تجعلك تشعر بعزلة اجتماعية وبمشاعر نفسية سيئة أخرى.
على مواقع التواصل الجميع ينشر الأشياء الإيجابية في حياته وإنجازاته، لا أحد ينشر شجاره مع زوجته لكن الكل ينشر أفضل صوره له مع زوجته، لا أحد ينشر توبيخ مديره في العمل لكن الكل ينشر ترقيته الأخيرة، الكل في أحسن حالاته في الصور وهذا كله مفهوم لكن بالنسبة للبعض (مع سوء الاستخدام) قد يعتقد أن هذا هو الطبيعي، الكل سعيد ما عدا هو، الكل يعيش حياة مريحة مليئة بالسفر والمغامرات ما عدا هو، الكل جميل في الصور ما عدا هو. هذا يجعلك تشعر أكثر بالوحدة.
الشيء الآخر المرتبط بالنقطة السابقة هو إحساسك بعدم الإنجاز في حياتك (وهذا الإحساس قد يصيب البعض مع سوء الاستخدام ) أحساس عدم الإنجاز ناتج لأنك ترى فقط إنجازات الآخرين فهذا تزوج وسعيد في حياته وهذا سافر لأكثر من (20) دولة وهذا يترقى في عمله، فتقارن بين ما تراه وما حققته وتشعر بالسوء حيال نفسك مع أنه من الممكن أن يكون لحياتك جوانب إيجابية وإنجازات شخصية كثيرة لكنك لا تراها مثل ما ترى إنجازات هؤلاء فتصاب بالإحباط والمشاعر السلبية.
آخر ضرر سوف أذكره هو انتشار المحتوى التافه للأسف. نعم يوجد محتوى جيد كثيرًا لكن الرديء أكثر بكثير. تشاهد فيديو لشباب يمزحون ويعملون مقلبًا في أحدهم (في الحقيقة هو مقلب عليك أنت) لتجد بعدها فيديو لفتاة بشبه ملابس ترقص لتجد بعدها فيديو لأغنية لا تفهم أي شيء من كلامها (رغم أن الأغنية عربية وأنت تتحدث العربية) وهكذا من سيئ لأسوأ فتجد في نهاية اليوم أنك أضعت (4) ساعات في مشاهدة فيديوهات سيئة. لقد تمت سرقة وقتك.
أنا لا أقول أنك يجب أن تنجز طول الوقت، في الحقيقة يجب أن تروح عن نفسك لكن بوعي بأهمية الوقت وبوعي بأهمية بُعدك عما هو تافه ورديء.
كيف تحول السلاح الضار لسلاح مفيد؟
نصل لأهم نقطة في المقال: كيف تحول ضرَر مواقع التواصل إلى فوائد؟ هناك عاملان أساسيان سوف يساعدنك على هذا، أولهم -وأعتقد أنك خمنته بشكل ما- هو الوقت أو مدة استخدامك لهذه المواقع بشكل أدق. لا تدمن الجلوس أمام هذه المواقع لا تنتظر إشعارات الفيس بوك وتويتر وإنستغرام، لا تنتظر إعجاب من الناس بمنشورك أو صورتك أو تعليقات إيجابية منهم، لا تجعل الإشعارات هي ما تحدّد يومك بشكل إيجابي أو سلبي. استخدامك لمواقع التواصل يوميًّا لمدة نصف ساعه لا بأس به بل قد يكون مفيدًا لكن الضرَر يكون كبيرًا كلما زدت عن ساعتين.
العامل الثاني هو اختيارك لمن تتابعهم، ابتعد عمّن يقدم المحتوى السطحي والتافه، هذا مضيعة كبيرة لوقتك ولا أقول أو أنصح ألا تروح عن نفسك، هذا ضروري ولكن انتبه لوقتك وانتبه ألا يكون كل ما تتابعه هو فقط محتوى سطحي.
اذا التزمت بالعامل الأول وهو نصف ساعة فقط قد لا يكون هناك مشكلة حتى لو كل ما تتابعه سطحي (وأنا لا أنصح بهذا) لكن في حالة أنك لم تنتبه لوقتك وكانت مدة جلوسك تصل لساعتين فأنت تحتاج مراجعة من تتابعهم بعناية.
ماذا أفعل بوقتي؟
قد تستغرب السؤال السابق لكنه بالفعل يدور في ذهن الكثيرين، مواقع التواصل أصبحت هي الإنترنت بالنسبة للكثيرين بل إن الواقع الافتراضي والأصدقاء الافتراضيين على مواقع التواصل أصبحوا هم عالمه الحقيقي فبالتالي نصيحة مثل تقليل مدة الاستخدام لن تكون لها فائدة لأنه لن يكون قادرًا على تنفيذها في البداية. إذا كنت تعاني هذه المشكلة فأنا أنصحك في البداية باستخدام مواقع أخرى بجانب مواقع التواصل مثل موقع زِد أو موقع كيورا Quora أو منصة تيد Ted، ويوجد العديد من المواقع المفيدة في مختلف المجالات، إذا أردت يمكنك كتابة “مواقع مفيدة” في منصة البحث جوجل وسوف تظهر لك آلاف المقالات التي ترشح لك العديد والعديد من المواقع المفيدة.
بعد فترة سوف تقلّل استخدامك للإنترنت عامة وتزيد من عيشك لحياة صحية أكثر. ماذا عن القراءة وممارسة الرياضة، هذان ركنان أساسيان يجب أن يتواجدا في يومك، وبعدهما من المفيد أن تستغل وقتك في تعلم شيء جديد مثل لغة جديدة أو برمجة أو التصميم.
بشكل عام متابعة مواقع التواصل لفترة زمنية محددة هو آمن، ووعيك لمن تتابعهم على هذه المواقع قد يجعلها أداة مفيدة جدًا، لكن إدمان مواقع التواصل (كما هو الحال للعديد) لن يجعلك على تواصل كما تعتقد بل سوف يعزلك اجتماعيا بالتدريج، والاسوأ من هذا أنك سوف تشعر بالفشل والوحدة والخطورة أنك قد تصدق هذا.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 2,272
مقال هام حول مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على مستخدميها
link https://ziid.net/?p=64670