[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تصل بشخصيتك وحياتك للمثالية؟
المثالية ليست السعي وراء الكمال؛ لكنها الطريق الواصل للذات الحقيقية والروح النقية
add تابِعني remove_red_eye 29,562
أتمني لو كان بوسعي ركوب عجلة الزمن والانتقال للمستقبل (وهو اللحظة الراهنة) لقراءة مقالاتي من تجربتي الذاتية قبل دخولي الجامعة، وقتها كنت سأشعر كما لو أن معي دليل للحياة العملية والعلمية وحتى الاجتماعية والعاطفية؛ فحياتي كانت وما تزال -بفضل الله- عِبرة وإلهام للآخرين كي يتفادَوْا أخطائي، لكن قبل أن أكمل يجب أن أخبركم أني لست مثالية -حتى لو اعتبرني الآخرون كالملائكة- فالبشر خطاؤون وتلك الصفة لا تتواجد أبدًا في الملائكة؛ لكني سأخبركم عن كيف تصلون للرضا عن النفس وهو من وجهة نظري أكبر دليل على مثالية الشخص وصفاء روحه، دعوني أبدأ بالنقطة الأولي.
1- أن تُفرق بين الصواب والخطأ
من وجهة نظري لا يوجد شخص مثالي وهو يجهل ما له وما عليه، حقوقه وواجباته؛ لذا أول شيء يجب معرفته هو أن تعرف ما هي حدودك وأن حريتك تتوقف حينما يتعلق الأمر بالآخرين؛ فمثلًا لا ترفع صوت الأغاني عاليًا وتقول “أنا حرّ، أنا سعيد لهذا أحتفل” في حين أن جيرانك مرضى أو سيستيقظون مبكرًا.
2- طوّر نفسك
صدقوني لا يوجد شخص مثالي لا يفقه شيء عن نفسه وعن ما يدور حوله وعن تاريخه؛ فالمثاليون دائمًا يسيرون وفقًا لنظرية “أنا موجود إذن أنا أعمل وأتعلم شيئًا جديدًا كل يوم”.
3- لا يتعاملون مع النعم كأنها مُسلَّمات
المثاليون يُقدرون قيمة النعمة ولا ينظرون إليها كأنها أمر مسلم به؛ فهم يشعرون دائمًا بالامتنان ولا يتوانون في شكر النعمة وشكر المُنعم.
4- التحدث عن إنجازاتهم
الشخص المثالي مؤمن بكل آية في سورة الضحى، بداية من الآية الرابعة “وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى”، وحتى الآية الأخيرة “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”؛ فأخلاقهم نشأت على الرضا وشكر النعمة والتحدث عنها لتشجيع أنفسهم على الإنجاز المستمر، وبالتالي سنجدهم يساعدون اليتامى ويعطون السائلين، ويفعلون بالضبط كما أمرهم الله في سورة الضحى.
5- اقتنع أن هدفك هو رسالتك
بعد كتابة أكثر من (50) مقالة تحفيزية اكتشفت أن الأهداف من أكثر النقاط التي ذكرتها في تلك المقالات، ربما البشر ظلموها باختيار هذا الاسم بدلًا من تسميتها بــ”رسالتك السامية”؛ فالأهداف ليست مجموعة رغبات نسعى لتحقيقها فقط طيلة حياتنا بل هي رسالة حياتنا بأكملها، هي الشيء الذي نستمد منه القوة لمواصلة العيش في هذا العالم المخيف والموحش.
6- لا تسعي للكمال
أتريد أن تصبح شخصًا مِثاليًّا، إذن لا تسعي للكمال؛ فالكمال لله وحده لكن عوضًا عن مطاردة الكمال اقترب من الله؛ لأني حتى الآن أثق يقينًا أن حب الآخرين لي نابع من حب رب العزة لي، كما قال سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانًا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”؛ فبالنسبة لي حب الله لي كافٍ جدًّا لإشعاري بقيمتي وأهميتي وهذا هو أقصي كمال قد يحظى به العبد.
7- جرّب وأخطئ وتعلم
أتعلمون أن المثالية أساسها الخطأ والفشل؟ طبعًا لن تصدقوني إلا لو أقنعتكم، لذا سأقنعكم، تخيلوا حينما بدأتم تتعلمون برنامج الأكسل لأول مرة ماذا كانت حالتكم؟ كانت مليئة بالتجارب والأخطاء ثم التعلم من فشلكم في كل مرة تُخطئ فيها أرقامكم، وهكذا حتى انتهى بكم الأمر لدرجة الإتقان والاحترافية، والإتقان والاحترافية هم أيقونة المثالية من وجهة نظري؛ فالتعلم من الأخطاء هو أول مراتب المثالية.
8- تكيف مع الحياة وتقبل الفشل
لا يوجد شخص مثالي على هذا الكوكب لم يتعلم المرونة والتكيف مع نكبات الحياة وتقبلها بصدر رحب؛ فالمثاليون ينظرون للأزمات على أنها اختبار يجب النجاح فيه، ويتعاملون مع الفشل وكأنه الباب السحري للنجاح والتفوق.
9- افهم قواعد اللعبة
سأخبركم بقصة قرأتها في إحدى كتب عبقري الإدارة، د/إيهاب فكري، ملخص القصة أن شابًّا ذهب لحكيم لتعلم ماهية الحياة، فأعطاه نقطتين من الزيت وطلب منه أن يتجول في قصره (قصر الحكيم) دون أن يسكب نقطتي الزيت، فذهب الشاب وتجول وعاد وبحوزته نقطتَيْ الزيت لكنه لم ينتبه لجمال الحديقة وورودها، ولا للوحات القصر وسجاده العجمي.. إلخ؛ فأخبره الحكيم أن يعود وينظر لجمال القصر والحديقة ورؤية الأثاث الرائع، فذهب الشاب وعاد بعد فترة لكنه فقد نقطتي الزيت.
وهنا أخبره الحكيم أن الحياة هي نقطتي الزيت وهما الصحة ودينك فلا تفقدهما أثناء استمتاعك بمباهج الدنيا ولا تحافظ عليهما وتنسى الاستمتاع بحياتك، وتلك هي قواعد اللعبة عزيزي القارئ فلا تَسْعَ للعمل والنجاح وتتجاهل صحتك ولا تَنْسَ قضاء الوقت مع أولادك وأحبائك بسبب انشغالك بدراستك وعملك الإضافي؛ لذا احرصوا على الموازنة بين عبادة الله وعمارة الأرض وأداء واجباتكم تجاه أنفسكم وتجاه أحبائكم.
10- اسحر الآخرين بشخصيتك
هل تريدون معرفة كيف تُسحرون الآخرين بشخصيتكم؟ اصنعوا شخصيتكم من جديد من خلال تغذية العقل بالثقافة المتنوعة، وتحسين الشخصية بواسطة معرفة كل علوم تطوير الذات بداية من الثقة بالنفس والكاريزما ووصولًا لإتقان فنون التواصل وتعلم الإتيكيت ولغة الجسد، ولا تنسوا بالطبع أن تُسحروا الآخرين بجمالكم الداخلي ومظهركم، وهنا اهتموا بتنقية أرواحكم من المشاعر السلبية تجاه أنفسكم وتجاه الآخرين، أما بالنسبة لأناقتكم فاقرءوا مقالة الأزياء التي كتبتها، وارتدوا كل شيء يناسبكم ويعبر عن شخصيتكم.
في الختام
لا تنسوا أن تهتموا بنقاط قوتكم، واعلموا جيدًا ما الشيء الذي يميزكم عن غيركم، وتأكدوا أنكم قادرون على التحول للشخصية المثالية في أيّ وقت، أنت فقط بحاجة لتفعيل (3) مصابيح بداخلك، الأول هو تغيير أفكارك السلبية وبناء عقلك من جديد، والمصباح الثاني وهو إدخال بعض التعديلات الإيجابية علي شخصيتك كصفات الكاريزما والشجاعة والثقة بالنفس.. إلخ، والمصباح الأخير وهو التجول في عقول الآخرين من خلال تحسين مهاراتك في فهم لغة الجسد والعيون ونبرات الصوت، وفي النهاية لا تنسوا اللمسة النهائية وهي إبهار الآخرين بطلتكم الساحرة، الآن فقط أستطيع أن أخبركم أن الساحرة في فيلم سندريلا لن تستطيع إيجاد أي شيء لتجميله في شخصيتكم ولن تجرؤ على تغيير هويتكم الحقيقية لأنكم أصبحتم مثاليين بالفعل.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مقال يناقش فكرة المثالية وكيف تصل إليها
link https://ziid.net/?p=74839