[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تجد هدفك في الحياة وتسعى إليه
الأهداف هي الحافز الوحيد في الحياة، هو منبهك الداخلي لتستيقظ من سباتك
add تابِعني remove_red_eye 29,742
هل تعرفون لماذا يعشق البشر البدايات دائمًا؟ لأنها تحمل سحرًا خاصًّا ناتجًا عن التوقعات المتفائلة وروح المغامرة ومشاعر الفضول، وهكذا إلى أن يصل البشر لمنتصف الطريق، وهنا تثبط عزيمتهم ويتسلل الإحباط إليهم إذا لم يحصدوا ثمار عملهم الجاد، طبعًا تتساءلون الآن لماذا أحدثكم عن البدايات في حين أن موضوعنا يتعلق بإيجاد هدفنا في الحياة وكيفية السعي إليه؛ لأني ببساطة واجهت تلك العقبة قبل رحلة بحثي عن هدفي وأثناء سعيي إليه، وسأخبركم بالتفصيل عن ذلك دعونا نرتب أفكارنا أولًا ونبدأ بالمعوقات التي تحول دون معرفتك بهدفك.
1- الحماس المؤقت
أول عقبة ستقف في طريقك هي أن تفتح أجندتك وتحدد أهدافك وبعد أسبوع تمزق الصفحة وتعيد صياغة أهدافك بطريقة أخرى أو قد تضيف إليها أهدافًا أخرى، هذا ما حدث معي بالفعل ربما لأني كنت حديثة عهد بكتابة الأهداف فكنت أكتب كل ما يخطر على عقلي دون الاكتراث برغبتي الحقيقة في تحقيق هذا الهدف وربما كتبته لأنه كان يبدو مشرقًا، وقتها كنت أجهل من أين يتوجب عليّ البدء وما هو المستقبل الذي أريده؛ لذا قررت أن أعرف جيدًا الأرض التي أقف عليها كي أفهم كيف سأكتب أهدافي.
2- نقطة البداية
بالنسبة لي كانت أصعب مهمة قبل تحديد هدفي في الحياة هي نقطة بدايتي، أنا أين الآن؟ لقد حصلت على شهادتي الجامعية بالفعل.. إذن من أين أبدأ؟ كيف أبدأ مشواري في عالم الصحافة؟ كيف أحصل على مرتب ثابت لكي أتكفل بمصروفاتي وبميزانية الإنفاق على عملي الصحفي؛ لهذا قررت أن أبحث عن عمل في مجال الصحافة -حتى إذا كان بدون مقابل- وتقدمت لوظيفة أخرى للحصول على دخل ثابت؛ لهذا أنصحك قارئي العزيز أن تعرف بالضبط أين أنت الآن في هذه اللحظة، وما هي خطوتك التالية على خريطة طريقك نحو الهدف.
3- اعرف نفسك جيدًا
إذا لم تعرف نفسك جيدًا لا داعي لوضع أهداف من الأساس، أعلم أن أسلوبي قاسٍ، لكن تلك هي الحقيقة، فأنا على سبيل المثال لم أقتنع أبدًا أني أصلح لمجال الكتابة والصحافة إلا بعد انتهائي من اختبارات الشخصية التي أوضحت أن شخصيتي تلائم المجال الإبداعي وأني أملك نوعين من الذكاء أعلى من باقي الأنواع، وهما اللغوي والاجتماعي، ولهذا السبب أنصحكم أن تتعرفوا على أنفسكم أولًا قبل الشروع في كتابة أهداف لحياتكم.
4- اركب عجلة الزمن
وفي تلك النقطة أريد منكم أن تتخيلوا أنفسكم بعد (30) أو (50) عامًا من الآن، اسألوا أنفسكم ماذا كنا نريد فعله في شبابنا؟ ما الأشياء التي لم نقم بها وندمنا عليها الآن؟ في تلك اللحظة ستتأكدون ماذا تريدون تحقيقه في الحياة، وحين عودتكم بالزمن للحظة الراهنة ابدؤوا فورًا في تحقيقه مهما كانت الصعاب والعقبات التي تنتظركم.
5- الرؤية
هل تستطيعون الذهاب لمكان ما بدون إحداثيات الموقع؟ بالطبع لا؛ لهذا السبب أغلبنا لا يستطيع الوصول لهدفه لأنه لا يملك الرؤية، والرؤية هنا عبارة عن مشهد تخيلي لما سيحدث في المستقبل بدون مبالغة أو تهوين؛ فأنا بعد تخصصي في مجال الصحافة في عام (2009م) كتبت على باب دولاب ملابسي “الكاتبة الصحفية هبه مرجان”، وفي (13) يناير (2010م) صدر لي أول مانشيت باسمي على الصفحة الأولى بإحدى الصحف، ولهذا السبب يجب أن ترى حلمك بعد تحققه لكي تفهم بالضبط الخطوات التي يجب عليك اتباعها للوصول للهدف.
6- التخطيط الجيد
أعتقد أننا وصلنا لمرحلة ما بعد كتابه الأهداف؛ فالتخطيط الجيد هو الشيء الوحيد المتوقف عليه إنجاز أهدافك بنجاح، وتذكر أن التخطيط الجيد مرتبط بمدى وضوح الأهداف من حيث مداها الزمني، وموضوعيتها، وقابليتها للتنفيذ.. إلخ، دعونا نتخيل أن قارئًا مبتدئًا قرر يقرأ (2000) كتاب خلال (8) شهور فقط، هل سيستطيع النجاح بتنفيذ هذا الهدف؟ بالطبع لا، إلا لو ذهب لمنفى لا يوجد به أيّ كائن حي، وقتها سيجد وقتًا كافيًا لإنهاء مكتبة بأكملها.
7- الاستمرارية
لا شك أن تحقيق الأهداف مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالاستمرارية، فيجب أن نبدأ وعيوننا لا تفارق نقطة النهاية لكي نضمن التحرك بنفس الوتيرة تجاه الهدف وعدم التوقف للحظة؛ لأن التقاط الأنفاس في منتصف الطريق سيُضعف من حماسنا.
8- منطقة الراحة comfort zone
في عالمي أطلق على منطقة الراحة مصطلح “العزلة”؛ وتلك أسوأ عاداتي على الإطلاق، لأني بمجرد دخولي لهذا العالم أفقد حماسي للكتابة وشغفي بالتأليف، وأجلس بالأيام لا أفعل شيئًا مُثمرًا سوي الصلاة وقراءة القرآن فقط لا غير؛ لذا يجب أن تبتعدوا تمامًا عن أي حالة نفسية قد تُضعف حماسكم وتُحبطكم أو تُقنعكم بالكف عن المحاولة.
9- العلم والعمل
الأهداف بالنسبة لي عبارة عن عمل شاق ونهر علم متجدد؛ لأن الحياة -شئنا أم أبينا- لن تتوانى لحظة عن إلقاء العقبات أمامنا لعرقلة طريقنا نحو الهدف؛ فإذا لم نحصن أنفسنا بالعلم والعمل الشاق لن نستطيع اللحاق بالركب.
10- تنوع الأهداف (المدى الزمني)
أحترس من حالة “أنا حققت كل أحلامي وأهدافي”، صدقني لن ترغب أبدًا في الوصول لتلك المرحلة؛ لأنها ستشعرك أنك أصبحت عجوزًا فجأة؛ لذا نوّع في أهدافك، وصنفها وفقًا لمدى زمني قصير ومتوسط وطويل الأجل؛ فالأهداف التي تحققت بالفعل ستشعرك بنشوة النجاح والإنجاز، في حين أن أهدافك الإستراتيجية ستزيد من حماسك وفضولك لما يحمله لك المستقبل.
في الختام
أريد أن أسألكم سؤالا: ما الشيء الذي يجعلكم تستيقظون لأجله كل يوم؟ وهل تستيقظون بسعادة وإقبال علي الحياة أم تستيقظون مجبرين وراغبين في ألا يأتي الصباح؟ فإذا كان صباحكم مشرقًا فهنيئًا لكم، أنتم على الطريق الصحيح، ولديكم هدف يجلب لكم السرور والسعادة؛ لكن إذا استقبلتم يومكم بمزاج معكر كل يوم في تلك الحالة عليكم أن تأخذوا -فورًا- إجازة من الأسرة والعمل والأصدقاء وتجلسوا مع أنفسكم جلسة صراحة، وتسألوها ماذا تحب، وما هي الحياة التي تتمناها، والشخصية التي تريد أن تكون عليها في المستقبل، وابدءوا في التعرف على أنفسكم تدريجيًّا ولا تعودوا لحياتكم القديمة إلا بعد إيجاد شيء سيجعلكم تنتظرون الصباح كل يوم من أجل الوصول إليه وتحقيقه.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,742
إليك الدليل الكامل لكي تحقق أهدافك
link https://ziid.net/?p=74088