[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تصبح مبدعًا ومبتكرًا؟
الإبداع والابتكار هما سِمَتا التميز؛ فاحرص على اقتنائهما كي تغرد خارج السرب
add تابِعني remove_red_eye 29,562
أغلب قرائي يتساءلون كيف أجد الخيال لكتابة روايتين في نفس الوقت؛ أحدهما عن الجريمة والتحقيقات والرعب، والأخرى عن السفر عبر الزمن، في حين أن مقالاتي السياسية بالجمهورية والتحفيزية علي “زد” يعبران عن شخصية مختلفة تمامًا عن مؤلفة الروايات، والإجابة هي كالآتي: من خلال الإبداع والابتكار؛ فمن وجهة نظري أيّ شخص ناجح في مهنته لا بد وأن يحظى بنظرة إبداعية وطرق مبتكرة في تنفيذ مهامه سواء كان طبيبًا أو صحفيًّا أو حتى محاسبًا يتعامل فقط مع أرقام صماء مجردة؛ لذلك سأخبركم سريعًا عن طرق برمجة العقل على الابتكار.
1- الثقافة والمعرفة
والآن سأخبركم كيف استطعت تأليف أحداث قوية وسيناريو منطقي في رواياتي، وذلك من خلال متابعتي لكل ثقافات العالم وعادات المجتمعات المختلفة، أتذكر أن أغلب أحداث رواية “وادي سيل” كانت نابعة من مراقبتي للمجتمع الصيني والمجتمع الكوري الجنوبي؛ لذا لم أعاني كثيرًا في تخيل الشخصيات لدرجة أني أحيانًا كنت أرى الشخصية من خلال السطور بملامحها ومشاعرها، وهنا أول شيء يجب أن تتعلمه إذا أردت أن تصبح مبدعًا وهي أن تتابع ثقافات العالم المختلفة، الأمر أشبه بدخولك في جلسات عصف ذهني تُمكنك من الحصول على أفكار جديدة من خلال تبادل الآراء.
2- اخرج من منزلك
لاحظت بعد الجامعة أن أكثر منشوراتي رواجًا علي الفيسبوك هي المنشورات المعبرة عن الأحداث الغريبة التي تحمل في طياتها تجاربي الإنسانية والكوميدية مع البشر، كنت كل مرة أخرج فيها من منزلي يبدأ الرادار الصحفي في ملاحظة سلوكيات البشر الغريبة، وأبدأ في تدوين الموقف الكوميدي أو المؤثر في ملاحظات الهاتف كرؤوس أقلام، وبعد عودتي أكتبها لأصدقائي لرسم ابتسامة علي وجوههم، ومنذ ذلك الحين وأنا مقتنعة أن السفر والاختلاط مع البشر من أكبر منشطات الإبداع والابتكار.
3- العزلة
العزلة هي النقيض التام للنقطة السابقة، ونستطيع القول أن تأثيرها مساوٍ لتأثير السفر والاندماج في المجتمع؛ فأغلب أفكاري الجديدة ومواضيع مقالاتي تأتيني في عزلتي قبل الفجر، وقبل النوم؛ لذا اعتدت علي وضع أجندة وقلم بجوار وسادتي لتدوين الأفكار الإبداعية التي تعصف بعقلي وقتها.
4- طوّر كل جوانب عقلك
منذ فترة أجريت تجربة على نفسي لأكثر من (20) مرة، وكانت التجربة عبارة عن مقارنة بين لعب السودوكو في هدوء -بدون الاستماع لأي شيء- وبين القيام بحلها مع الاستماع لأغنياتي المفضلة؛ فاكتشفت أن قدرتي على إنهاء اللعبة أثناء استماعي للأغاني أكبر بكثير من قدرتي على حلها في هدوء تام، أعلم أن الأمر محير بعض الشيء؛ لكن هذا ما حدث بالفعل.
ومن تلك التجربة اكتشفت أن الألعاب العقلية تحتاج لجهد من مشاعرك في حين أن الأعمال الكتابية تتطلب جهدًا عقليًّا مصحوبًا بقوة تركيز عالية، ومما سبق نستنتج أن التنوع بين مهاراتنا العقلية المختلفة يساعد بشكل كبير في تحسين عملية الإبداع والابتكار؛ فممارسة رياضة السباحة مع عزف البيانو، بالإضافة إلي حلّ الألغاز كل هذا قادر على تنشيط أجزاء مختلفة في عقولنا.
5- اصنع بيئتك الإبداعية
منذ أكثر من (8) سنوات وأنا معتادة علي الذهاب للفجالة لشراء هدية عيد ميلادي في (18) ديسمبر؛ لكن هل تعلمون ماهية الهدية؟ الهدية عبارة عن أجندة العام الجديد مع بعض الأدوات المكتبية وكتاب أو اثنين من مكتبة الشروق؛ فبالنسبة لي تلك الأشياء هي بداية عامي الجديد، هي عالمي الخاص، مخططاتي وأهدافي وأفكاري الجديدة والأشياء المجنونة التي أنوي فعلها، تلك الأوراق الفارغة هي بيئتي الإبداعية الجديدة، طبعًا بخلاف لوحتي البيضاء مع بلورة برج إيفل والإنترنت الذي يتيح لي متابعة كل المعلومات التي أريدها عن العلوم الطبيعية والإنسانية.
في الختام
هل تريدون طريقة أسهل وأسرع من كل ما سبق؟ راقبوا شروق الشمس وترقبوا لحظة الغروب وانتظروا القمر بدرًا، وتجولوا في المروج الخضراء واجلسوا بجوار المحيط واستمعوا لهدير الشلالات.. مهلًا، أنا لا أكتب موضوع تعبير عن الطبيعة؛ لكني أتحدث عن قوة الطبيعة في خلق مهارة الإبداع والابتكار لدي البشر؛ فشروق الشمس يعطي أفكارًا إنتاجية، وغروبها يساعد علي الرؤية التخيلية، وذلك بعد أن تنظر له متسائلًا: هذا الغروب الذي خيم على منزلي أين أشرق من جديد؟
من وجهة نظري لا يوجد تأثير أقوى من تأثير الطبيعة على البشر، وأكبر دليل على ذلك ذهاب الفنانين والمبرمجين لمناطق التخييم، وتسلق الجبال والغوص في أعماق البحار للبحث عن الإلهام وتجديد خلايا عقولهم؛ لذا لا تتردد كثيرًا عزيزي القارئ وابعد عن ضوضاء المدينة واذهب للطبيعة، وأمضي وقتك وسط الأجواء الساحرة لتبرمج عقلك على الإبداع والابتكار.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مقال يساعدك في الوصول إلى مرحلة الإبداع والابتكار
link https://ziid.net/?p=78007