الحزن والموت النفسي ونصائح التغلب عليه
كثيرًا ما نمر بمواقف في الحياة نتيجة تعرضنا للشعور بخسائر نفسية لا يمكن تعويضها نتيجة فقدان شخص، علاقة أو ندم نتيجة غدر المقربين
كثيرًا ما نمر بمواقف في الحياة نتيجة تعرضنا للشعور بخسائر نفسية لا يمكن تعويضها نتيجة فقدان شخص، علاقة أو ندم نتيجة غدر المقربين
add تابِعني remove_red_eye 3,062
الموت النفسي هو التخلي عن الحياة، حيث يشعر بعض الأفراد بأن الحياة قد هزمتهم، وأنهم غير قادرين على المقاومة، فيستسلمون في صمت ويتخلون عن معارك حياتهم، وعادة ما ينظر إليها على أنها ظاهرة تظهر نتيجة تعرض الإنسان لصدمات عاطفية أو نفسية قاسية أكبر من طاقته وقدراته بحيث يفضل بعدها أن يسلك طريق البعد عن الحياة، وذلك نتيجة شعوره بالعجز النفسي
أفكار تدور في ذهن الشخص ومنها على سبيل المثال يجب أن أموت، أو كده كفاية ومحتاج حد يشاركني ويشيل عني، مش حاسس بطعم الحياة، فاقد الشغف والحافز في الحياة، إيه يعني اللي هيفرق أو يحصل لو عملت كده….. والكثير من الأفكار السلبية لذلك سوف نستعرض المراحل الخمس التي يمر بها الفرد للوصول إلى الموت النفسي
يميل فيها الفرد إلى الانعزال منفردًا عن المحيطين به، ويغير من عاداته الاجتماعية حيث قد يظن البعض أنه أصبح متبلد المشاعر أو غير مهتم بهم، ولكن انتهاج هذا المسلك من قبله ما هو إلا محاولة للتحرر من الالتزامات الشخصية، العاطفية والنفسية حتى وإن كانت المودة والتحاور مع الأسرة والمقربين، لأنه لديه قناعة أنه غير قادر على مواجهة أي نوع من المشاعر والأحاسيس حتى وإن كانت مشاعر أسرية
تأتي هذه المرحلة بعد مرحلة العزلة والتي بها يفقد الشخص معظم اهتماماته وعاداته ويكون لسان حاله “مش فارقة” حيث يفقد الاهتمام بذاته سواء في المظهر أو العادات مثل: الفسح والتنزه، أو حتى الاهتمام بصحته، سواء في المأكل أو العناية الطبية، لأنه يظن ويقول لنفسه إن ما حدث كان كافيًا لنهاية جميع المشاعر وأن المتبقي في حياته ما هو إلا تحصيل حاصل، وبذلك يتولد لديه شعور بعدم القدرة على الإحساس بطعم أي شيء في حياته، حتى وإن كانت مناسباته السعيدة مثل عيد الميلاد أو ذكرى سعيدة التي كانت تسعده سابقًا
هنا يكون الإحساس العام هو الكسل والقناعة بعدم القدرة على فعل أي شيء بيولوجي نتيجة غياب الحافز ويتساءل مع نفسه لماذا أفعل هذا؟ وبما سوف يعود عليَّ أن فعلته؟ وكثيرًا ما فعلت سابقًا، وكانت النتائج صادمة؟ لذا يكون الإنسان هنا أشبه بالشمعة المنطفئة حيث يكون فاقد الدوافع والمحفزات حتى دوافع المأكل والملبس والاعتناء بالنفس.
هنا الإنسان يفقد القدرة والإرادة النفسية لكي يحرك نفسه لتأدية مهامه اليومية، سواء كانت التزامات عمل أو مهام أسرية أو حتى إحضار الطعام أو التنزه مع الأصدقاء، وهنا الإنسان يلجأ إلى الخمول والنوم الكثير أو على الأقل عدم الحركة ويكتفي بالجلوس لساعات طويلة على الأريكة أو الكرسي أو السرير منفتح الأعين ولا يقدر على التحدث حتى إن كان التحدث تِلِيفُونِيًّا أو حتى مع الأشخاص الجالسين بجانبه.
يتولد لدى الإنسان هنا إحساس التعب العضلي الدائم ويغيب عن الوعي لاحتياجات معظم من حوله ولا يهتم بهم، فقد تجد إنسانًا كان مفعمًا بالنشاط والحيوية والخروج اليومي مع الأصدقاء والعائلة أو حتى مع نفسه، لكنه فجأة بدخوله هذه المرحلة يعزل نفسه، بل ولا يتحرك من مكانه إلا لقضاء احتياجاته الضرورية فقط.
هذه هي النهاية والمرحلة الأخيرة، بل تعد أصعب المراحل وهي اللحظة التي يتفكك فيها الإنسان ويتخلى عن نفسه وعمن حوله ويعجز عن كل شيء، حيث يرى لا فائدة من فعل أي شيء حتى التفكير أو التحدث، بل والحركة وقضاء حاجاته يرى منهم عدم ضرورة لهم والجوع والشبع مجرد أحاسيس دون معان ويفقدها وأن ما يريده هو الجلوس لوحده وعدم الاقتراب أو التحدث حتى البكاء لا يجد سبب في فعله أو دافع وطاقة لتنفيذه.
التعامل يختلف باختلاف المرحلة التي يتواجد بها الفرد وأيضا يتوقف على سبب الصدمة المسببة له، ولكن بالتأكيد يحتاج هذا الشخص الكثير من الدعم من كل من حوله والأهم عدم الخجل أو التأخر في استشارة الطبيب، لأنه الأقدر في بعض المواقف على تصحيح المسار النفسي، كما أن الفرد قد يحتاج إلى الاستماع إلى شخص خارج دائرته يكون لديه الخبرات والمهارات العلمية في إدارة المشاعر، لذا نقترح اتباع الكثير من الخطوات والتي نذكر منها:
الحزن هو أحد ردود فعل الصدمات والمشاكل أو الخروج عن غير المتوقع، حيث إن الفرد يمر بأحاسيس مختلفة وبمراحل متعددة عقب إحساسه بالحزن اتجاه موقف معين والتي بها يتعلم دروسًا في حياته وأيضًا تترك أثرًا في ذاكرته وتؤثر على سلوكه وردود أفعاله المستقبلية نتيجة مواقف ومعارف متراكمة قد تكون متجانسة أو لا، ولكنها رغم اختلافها تكون متشابه في النتيجة والأثر، ألا وهو الحزن والأثر السلبي لذا نحاول أن نذكر منها التالي.
نتيجة عدم القدرة على فهم الخسارة أو الصدمة يحدث استجابة عاطفية وهي الأكثر شيوعًا بالإنكار فيكون لسان حال الشخص كلمة “لا”، ليس أنا، لا يمكن أن يحدث هذا! الإنكار هنا هو بمثابة آلية دفاع ومحاولة عدم قبول ما لا مفر منه، رغم أن الإنكار قد يكون إلى حد ما طريقة إيجابية للتكيف مع الوضع الحالي وعبور الصدمة بغرض تخفيف القلق والأفكار المخيفة في العقل الباطن، ولكن عليك التحكم في مستوى الإنكار لكيلا تعيش في عالم مواز يصعب عليك الرجوع فيما بعد.
ليس بالضرورة أن يظهر عند مرحلة القبول، حيث من الممكن ظهوره في بدايات الحدث ولكن إذا ظهر عند قبولك واقتناعك بالحدث الذي تمر به هنا سيكون الغضب رد فعل طبيعي للخسائر عند بداية مرحلة القبول، فقد ينتابك شعور الغضب والاستياء، وقد يكون الغضب موجه لذاتك فقط أو للآخرين أو كلاهما، لأن الغضب يكون نتيجة تساؤل لماذا أنا بالأخص؟، كما يمكن أن يكون نتيجة الشعور باليأس أو العجز مما يؤدي إلى الشعور بالذنب واللوم المستخدم للحفاظ علي وهم السيطرة أو التعبير عن إحباطك، حيث إن عقل الإنسان يفضل أن يشعر بالذنب عن الشعور بالعجز
لذا عليك بالتعبير عن غضبك واختيار الطريقة المثلى لخروج مشاعر الغضب والاستياء التي بداخلك والتفكير أن ما حدث بكل تأكيد خسارة، ولكن ربما كانت خسارة أقل عبئًا من خسارة أكبر كانت محتملة، فمثلًا فقدان علاقة بكل تأكيد خسارة، ولكن ليست في مقدار خسارة أحد أفراد الأسرة الأب، الابنة أو الأخ، لذا كما يقال قضاء أخف من قضاء وتذكر أن الله -سبحانه وتعالى- ليس في فعله أو تقديره شر لك”
المساومة ليست بين الأفراد والشركات فقط، ولكنها قد تكون بينك وبين نفسك وآلامك، وستفعل أي شيء حتى لا تشعر بألم الخسارة وقد تحتاج إلى تهيئة نفسك أن هذا الشعور مؤقت وأن مع الوقت سيمر وتذكر أن هذه المراحل ما هي إلا استجابة لمشاعر ومواقف وذكريات تختلف باختلاف المواقف الإدراكية لذا عليك بالمساومة مع ذاتك.
هذا لا يعني شعور اللامبالاة وقبول الخسارة دون عزل أو حزن، ولكنه يعني فقط أن تتغافل عما يعوق طريقك وحياتك وأن تتقبل الواقع الجديد في حياتك وعليك بعد التغافل والتقبل بالبحث عن المعنى الذي يكمن فيما نفعله وندركه وأن نتحدث مع أنفسنا عن تغيير في حياتنا نقوم به كي لا نتعرض مستقبلا لشعور مماثل، وذلك مثلًا إذا فقدت إنسانًا عزيزًا عليك وتلوم نفسك لعدم الجلوس معه بالوقت الكافي قبل فقدانه.
هنا عليك بقبول فكرة رحيله إلا إذا كان في إمكانك استرجاعه إذا كنت في مرحلة خلاف، ولكن إذا كانت فقدان نتيجة الموت مثلا هنا عليك بإيجاد المعنى، وهو في أنك سوف تحتاج إلى الاعتناء بالآخرين المحيطين بك والذين ربما لا يقلون أهمية عن هذا الشخص وأن تعوض ما فاتك بالجلوس معهم بالوقت الكافي حتى لا تشعر مُجَدَّدًا بالتقصير ونفس الشعور السابق معهم حيال تكرار نفس موقف الرحيل مجددًا.
add تابِعني remove_red_eye 3,062
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
كيف تتعامل مع مشاعر الفقد بطريقة نفسية صحيحة
link https://ziid.net/?p=100211