تذكر: عملك لا يمثل هويتك الحقيقية
لقد اختفى الخط الفاصل بين حياتنا الشخصية وحياتنا العملية، وربما حان الوقت لإعادة رسمه.
add تابِعني remove_red_eye 91,100
واحدة من أفضل النصائح المهنية التي تلقيتها على الإطلاق هي التفكير في الوظائف على أنها أفعال، لا أسماء. لذلك، وعلى سبيل المثال، جدير بك أن تقول: أنا أعمل بالصحافة، وليس: أنا صحفي. أو: أنا أعلّم طلاب الثانوية، وليس: أنا مدرس. نعم، يبدو الأمر وكأنه تلاعب بسيط بالكلمات (وربما تجده سخيفًا)، وغالبًا لن تستخدمه أبدًا في أي حفلة/اجتماع. (تخيل مدى غرابة أن تخبر أحدهم، “أنا أبقر بطون الناس” عوضًا عن “أنا جراح”) ومع ذلك، يبقى حيلة عقلية يمكنها مساعدتك في فصل هويتك كشخص عن أسلوبك في جني الأموال.
يصعب تحقيق هذا التوازن حتى في الأوقات العادية
ولكن -في زمن الجائحة- أصبح المنزل مكتبًا لملايين الأشخاص، وساعات العمل تختلط مع ساعات الحياة الشخصية بطرق لا يزال الكثير منا يعاني منها، والآن، بعد مرور عام على انتشار الوباء، يقول الخبراء إنه من المهم -أكثر من أي وقت مضى- عدم ربط هويتك بالكامل (وعلى وجه الخصوص، تقبّلك للحياة) بما تفعله لكسب المال.
قال آرت ماركمان، أستاذ علم النفس والتسويق في جامعة تكساس في أوستن، ومؤلف كتاب “أحضر دماغك إلى العمل – Bring Your Brain to Work”: تُشبه الحياة العملية، بشكل عام، ركوب أفعوانية “Roller Coaster”. فلن تكون أيامك أيامًا جيدة، وسيكون هناك مشاريع تعمل عليها لا تسير دائمًا على ما يرام، وسيبقى الأمر كذلك طالما كنت تقدّم شيئًا يستحق اهتمام العالم.
“ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟”
منذ لحظة طرح هذا السؤال علينا كأطفال، أصبحت هويتنا مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بما نفعله لكسب رزقنا. مسألة تحقيق تلك الأحلام الطفولية بالفعل ليس موضوعنا؛ ما نتحدث عنه هاهنا هو ربط هويتنا الأصلية بالمهنة التي نمارسها اليوم. تقول (ميندا هارتس – Minda Harts)، مؤسسة Memo LLC، وهي شركة تطوير مهني للنساء ذوات البشرة الملونة: تضمنت نشأة الكثير منا مبدأ إبقاء حياتنا الشخصية داخل العائلة. لكن في بعض الأحيان عندما تعمل مع آخرين ليس لديهم نفس الخلفية الثقافية، يمكنهم اعتبار ذلك موقفًا متحفظًا.
قالت السيدة هارتس إن هذا كان شيئًا عاشته خلال فترة وجودها في الشركات الأمريكية، لكنها عملت بجد لاستعادة هويتها. فتعقّب: لقد كان ذلك في الحقيقة مجرد تذكير لنفسي بأن لدي خيارًا، وهذا لا يطعن في أهليتي كموظفة.
لماذا تهتم؟ ما الفائدة؟
لماذا يتطلب تفصيل حياتنا إلى أجزاء الكثير من الجهد؟ يؤكد الخبراء على أهمية تجنّب السماح للمشاكل في أحد جوانب حياتنا بالتأثير على الجوانب الأخرى، خاصة الآن بعد أن أصبحت الحدود بين كل جانب من جوانب حياتنا ضبابية أكثر من أي وقت مضى. يعد الأسبوع السيئ في العمل عبئًا على صحتك العقلية، ولكن إذا كان عملك مجرد “جزء من هويتك”، ولا يشكّل حدودها بالكامل، فإن التأثير العاطفي العام لذلك الأسبوع السيئ يكون أقل حدة.
تقول السيدة غرين: المشكلة في ربط هويتك بوظيفتك هي أنها ليست تحت سيطرتك بالكامل. إذا بدأت الأمور تسير بشكل سيء في العمل، فقد يؤثر ذلك على صحتك العقلية بطرق لم تكن لتؤثر عليها إذا لم تكن مستغرقًا بعمق. لذلك فهو يعطي العمل الكثير من التأثير على سعادتك بطرق يمكن أن تؤذيك في النهاية. وأضافت أن تركيز حياتك على وظيفة ما قد يجعلك تتصرف ضد مصلحتك الشخصية وسعادتك، ربما من خلال العمل لساعات طويلة أو قبول السلوك الذي لا تفعله في العادة.
وفقًا لآرت ماركمان، لا يساعد هذا التقسيم فقط في حماية نفسك من أدنى مستويات إحدى مجالات حياتك مما يؤدي إلى انخفاضات في منطقة أخرى، ولكن يمكن أن يؤدي وجود مساحة إلى تحسين أدائك بشكل عام، حيث يقول: يحتاج الدماغ إلى بعض الراحة، إذ لا يمكنك الحفاظ على التركيز طوال الوقت. وما لم تتمكن من الابتعاد عن المشاكل التي تحاول حلها في حياتك العملية، فأنت لا تمنح عقلك فرصة لإعادة الضبط والتوصل إلى طريقة مختلفة لتوصيف ما تتعامل معه. لذا، حتى لو كان هدفك الأساسي في الحياة هو أن تكون منتجًا قدر الإمكان في العمل، فأنت بحاجة إلى بعض الوقت بعيدًا لتحقيق ذلك.
الخلاصة
هذا لا يعني أن لا تستثمر في عملك أو لا تهتم بحياتك المهنية والأشخاص الذين تعمل معهم. يمكن أن يكون هذا الاستثمار أحد الأصول، ويمكن أن يساعد الشغف بعمل الفرد في تحقيق نتائج أفضل. بدلًا من ذلك، امنح هذا الاستثمار سقفًا معينًا.
اقرأ أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 91,100
مقال هام حول العمل والخلط بين كينونتنا وعملنا
link https://ziid.net/?p=85325