القراءة ليست هي الحياة…عِشْ حياتك كما تحلم لا تقرأ عنها فقط
هناك اقتباس يقول: إن القارىء يحيا ألف حياة قبل أن يموت. هناك خبر سيئ، هي حياة واحدة فقط لا تضيعها بين الصفحات
add تابِعني remove_red_eye 2,272
يقول الكاتب الكبير جورج آر آر مارتن في روايته “رقصة مع التنانين”: إن القارىء يحيا ألف حياة قبل أن يموت، ومن لا يقرأ أبدًا يحيا حياة واحدة فقط.
القراءة عالم ساحر
القراءة لها سحر مميز لا أحد يعرفه إلا القارىء، فأنت تطير معها فى عوالم مختلفة وأزمنة عديدة وتعطيك الكثير من الخبرات بشكل مجاني فى الحياة وهذا ما يقصده الكاتب جورج آر آر مارتن فأنت تحيا وتعيش آلاف الخبرات، أنا أعلم ما يقصده والذي مع الأسف البعض يعتقد أنه بديل عن الحياة نفسها، القراءة مع الأوديو والفيديو ناشرى المعرفة والوعي فى العصر الحالي وتتميز القراءة عنهم بقدرتها على جعل العقل يتخيل كل كلمة فتبنى عوالم وتتبنى اراء وأنت فى مكانك فقط تمسك كتابك.
لقد أسرتني القراءة بسحرها منذ أن تعلمت كيف أقرأ، فأنا لا أتذكر أول كتاب قرأته لكنه غالبًا أحد قصص سلسلة ما وراء الطبيعة للكاتب أحمد خالد توفيق، وأدمنت الروايات القصيرة ثم انتقلت للروايات الطويلة ثم الروايات العالمية وأخيرًا الكتب بمختلف مجالاتها واهتمامتها.
بشكل شخصي فأنا من أشد المؤيدين للقراءة، فأنا أعتقد أنها ضرورة وليست هواية وأعتقد أيضًا أن حياة الفرد تتشكل بسبب أفكاره التي تتشكل من القراءة، وهذا المقال ليست دعوة مني لعدم القراءة أو لتقليل أهميتها. بالعكس تماما فأنا من مؤيدي القراءة سواء كانت لهدف (مثل الكتب) أو للتسلية (الروايات). لكنى قرأت اقتباسًا آخر أريد أن أشارككم إياه ولا أعرف مصدره لكنى أعرف أن الكثير يطبقون ما قيل به فالاقتباس يقول: “لقد قرأت الكثير من الكتب عن الحياة، لكن نسيت أن أعيشها”.
صدقت يا صديقي، لقد نسينا أان نعيشها. يحدث هذا مع الكثير، يجعل القراءة هي حياته وهنا لا أتحدث مجازًا لكن فعليا فينعزل بعيدًا عن الجميع عن أصدقائه وعائلته ويجعل الكتب هي عائلته الجديدة ومؤلفيها هم أصدقاؤه وما دونهم لا وجود لهم فى حياته. ومع الوقت فإن البعض يصبح منطويًا على نفسه أكثر وأكثر ولا يريد أي تعامل مع العالم الخارجي ومن هنا تظهر مشكلتان رئيستان.
القراء الجامحون والعالم الخارجى
البعض ينطوى على نفسه لا يجد متعة فى الحياة ككل، ولا يعرف يتعامل مع الخارج فعالمه بين الكتب، سحرته وأخذته من عالمه الحقيقي فأصبح لا يجد سعادة فيما دونها وكل ما زاد عدد الكتب التي يقرؤها يزداد انعزاله هذا جانب وعلى جانب آخر في بعض الأحيان قد يقلل البعض من آراء غيره وتفكيرهم لأنهم ليسوا بقارئين مثله وإن كانوا بالفعل قارئين فهو أفضل لأنه قرأ (100) كتاب فى العام الماضى وهم قرأوا (20) فقط .
وكأننا فى مسابقة أو أن الحياة بالكامل مسابقة فلا يقتنع إلا برأيه ويصبح عنيدًا، غرورُه يصل الى عنان السماء، وهذه ليست مشكلة القراءة نفسها لكنها مشكلة بعض القراء الجامحين، القراءة ليست وسيلة لتقييم الأفراد وأنا أعرف أن الكثير للأسف يفعل هذا، لكن القراءة وسيلة لإعطائنا خبرة كافية للتعامل مع الناس وفهمهم وفهم أفكارهم.
القراءة ليست هى الحياة
القراءة هي وسيلة لاكتساب خبرات جديدة، التعرف على أفكار مختلفة، رؤية العالم من منظور مختلف، القراءة هي وسيلة لكي نحيا حياة أفضل. أنا أعرف أن الكثير لا يقرأ لأن القراءة وسيلة بل لأنه يستمتع بالقراءة فى حد ذاتها بعيدًا عن أى هدف وبدون هدف فعلي، أنا أفعل هذا لكن يجب أن نتذكر أن القراءة نفسها ليست غاية فكونك قرأت (100) كتاب يتحدث عن الحياة من وجهة نظر مؤلفيها لا يجعلك أفضل من الذى عاش خبرات حياتية بالفعل ويعيشها كل يوم.
إلى جانب هذا ليست كل الكتب جيدة أو مفيدة، فمحادثة على منصة (Ted) أو فيديو مفيد على اليوتيوب قد يكون أفضل من كتابٍ الأفكارُ التي به أرخص من الحبر الذي كتب به. أنا هنا لا أتحدث عن الروايات فالكثير من الروايات أفادتني كثيرًا وأكثر كتاب أثر على أفكارى شخصيًّا هو رواية (1984) فللروايات أهمية كبيرة جدًّا إذا كانت تستحق بالطبع، لكن حاليا تصادفني كتب بالفعل لا يوجد أي محتوى بها وهذا رأي شخصي قد يختلف من شخص لآخر لكن فى النهاية الكَمّ ليس هو الهدف.
أنت تملك حياة واحدة
لا توجد ألف حياة سوف تعيشها بسبب القراءة فهى حياة واحدة فقط للأسف، قد تختلف أعمارنا لكنها حياة واحدة للجميع، نولد فتبدأ نكبر فنتعلم نموت فتنتهى. بهذه البساطة فلا توجد حيوات أخرى لكن من الممكن أن تعيش حياتك بخبرات المئات أو الآلاف.
الحياة تستحق هذا وتستحق أيضًا أن تخرج من عزلتك وأن تجرب أشياء جديدة، أن تحاول تحقيق بعضٍ من أحلامك وتستحق أن تسافر إذا سنحت لك الفرصة، الحياة تستحق أن تعيشها لا أن تقرأ عنها، هذا يرجعنا لنقطة ذكرتها سابقًا وهي أن القراءة سبيل وليست غاية. القراءة مرشد لنا فى الحياة لكي نفهم الحياة أو لكي نتعرف على وجهات النظر المختلفة عنها. أهداف القراءة تختلف من شخص لآخر أو قد لا تكون هناك أهداف من الأساس فلا بأس بهذا، لا يقرأ الجميع لنفس السبب لكنها بالتأكيد تساهم فى نموّ فكرك الذى يؤثر على حياتك بالكامل.
أنت تملك حياة واحدة. عِشْ هذه الحياة كما تحلم لا تقرأ عنها فقط.
add تابِعني remove_red_eye 2,272
مقال مثير للجدل حول القراءة والمساحة التي نفردها لها في حيواتنا
link https://ziid.net/?p=61258