تفضيل المتعة السريعة عن النتيجة النهائية
لما نمضي الساعات على وسائل التواصل الاجتماعي؟ بينما نضيع وقت الدراسة، لما نفضل الإشباع الفوري ونهمل النتيجة طويلة المدى؟
add تابِعني remove_red_eye 61,969
في ليالي المذاكرة الطويلة يحاول كلّ منا أن يفرّ من المذاكرة إلى هاتفه، وعلى الرغم من أننا لا نفعل شيئًا مفيدًا، إلا أننا نمضي الساعات الطوال في تصفح الإنترنت، وكذلك حينما نقرر قراءة كتاب أو البدء في دورات تدريبية، قد ينشغل الفرد منا بمشاهدة مسلسل أو فيلم وتأجيل المهم إلى ما بعد ذلك، بل إن البعض يقولون (سنفعل ذلك، حالما ينتهي الفيلم/المسلسل) وحينها سنقوم بما علينا فعله.
لا يتعلق الأمر فقط بالأداء في الامتحانات أو تطوير أنفسنا، بل حتى في الأنظمة الرياضية، يؤجل الواحد منا الالتزام بنظام غذائي من أجل تخفيف الوزن، قد لا ينجح لأنه لا يقاوم الكعك المحلى، فلماذا الجميع يحبون المتعة الفورية، ويهملون تلك الخطوات الحاسمة التي قد توصلنا إلى ما نريده وقد يكون أفضل من المتعة الفورية التي فضلناها بكثير، فبالطبع ارتداء فستان جميل أفضل بكثير من قطعة الشوكولاتة، والنجاح في الامتحان أفضل بكثير من تصفح الإنترنت وعلى الرغم من ذلك ننساق خلف الإنترنت وتضييع الوقت بلا فائدة، هل يعني ذلك أننا كسالى أو لا نتحمل المسئولية، حسنًا سأجيبك.
الدماغ التي تحب الراحة
وفقًا لبحث من جامعة برينستون، هناك منطقتان من الدماغ: أحدهما مرتبط بمشاعرنا والآخر مرتبط بالتفكير المجرد. الجزء العاطفي من دماغنا يستجيب بشكل إيجابي للإشباع الفوري. عندما تختار الإنترنت الآن أو النجاح في وقت لاحق، فإن هذا الجزء من دماغك يدفعك لاختيار الإنترنت الآن. على الرغم من ذلك، يحاول الجزء المنطقي من دماغك التفكير معك. قد يخبرك أن المذاكرة أفضل لك على المدى الطويل، وأنك لا تحتاج حقًّا إلى تضييع وقتك في وسائل التواصل تلك. إن الأجزاء القائمة على العاطفة والمنطق في دماغك في معركة مستمرة، تحاول أن توضح لك سبب اختيار أحد الخيارات دون الآخر.
ولكن أيّ جزء من دماغنا سيفوز في النهاية؟ ذلك يعتمد على السيناريو. وقد خلص الباحثون إلى أن الاختيارات الاندفاعية تحدث عندما ينتصر الجزء العاطفي من أدمغتنا على الجزء المنطقي. عندما يقترب الناس من الحصول على مكافأة، يتولى الجزء العاطفي من دماغهم السيطرة، فإذا كان أمامك الآن فيلمًا رائعًا تنتظره منذ زمن، بينما يتبقى أسبوع ويأتي الامتحان قد تختار الفيلم، لأنه الأقرب وكذلك حينما تنوى أن تبدأ في حمية غذائية وتفتح ثلاجتك لتجد قطعة من الشوكولاتة أو الحلوى اللذيذة التي تحبها، حينها ستصبح المقاومة صعبة، وتوهم نفسك أنك ستأكل تلك القطعة وتبدأ بعد ذلك.
فعندما نرى أو نلمس أو نشم شيئًا نريده حقًّا، يصبح الإغراء أكبر من مقاومته. نحن نتصرف باندفاع لأن الدوبامين يندفع إلى أدمغتنا. عندما يهدأ دماغنا بعد ذلك ينتهي بنا الأمر بالندم على أفعالنا، وندخل في دائرة من تمنى عودة الوقت لنأخذ الخيار الصحيح حتى ولو لم يكن ممتعًا.
المارشيملو والانضباط الذاتي
اختبار المارشيملو (حلوى الخطمي) هو اختبار مشهور من أبحاث العلوم الاجتماعية طوره عالم النفس بجامعة ستانفورد “والتر ميشيل” في الستينيات. الاختبار عبارة عن اختيار تسعين طفلًا، وتركهم في غرفة مع قطعة واحدة من المارشيملو، ويتم اخبار الأطفال بأن من يتحمل المدة المقررة وهي خمسة عشر دقيقة بدون أن يأكلها، سوف يحصل على قطعتين حينما يخرج، بعض الأطفال نجحوا في الاختبار بينما الآخرين لم يجتازوه، لم يتوقف الامر عند ذلك وحسب بل تتبع العالم هؤلاء الأطفال في مراحل متقدمة من حياتهم، وحينها وجد أن الأطفال الذين تمكنوا من الانتظار بنجاح، حصلوا على معدلات أعلى، ووظائف أكثر تميزًا من غيره.
وعلى الرغم من ذلك تشير دراسة جديدة أجراها تايلر واتس من جامعة نيويورك وجامعة كاليفورنيا وجريج دنكان وهوانان كوان من إيرفين إلى أن نتائج الدراسة الأولى ربما تكون غير دقيقةأجرى الفريق الجديد الاختبار على أكثر من 900 طفل كانوا أكثر تنوعًا من حيث العرق والعرق وتعليم الوالدين والوضع الاجتماعي والاقتصادي. وجدت مجموعة أكبر وأكثر تنوعًا تشارك في الدراسة أن الأطفال الذين تمكنوا من تأجيل تناول المارشميلو لم يكونوا بالضرورة أكثر نجاحًا من أولئك الذين لم يتمكنوا من ذلك.
بل وجدوا أن نجاح الطفل كان نتيجة لخلفيته الاجتماعية والاقتصادية ولم يكن له علاقة بقدرته المباشرة على تأخير الإشباع. فالأطفال المنحدرين من عائلات فقيرة لم يتمكنوا من الانتظار خوفًا من أنهم لن يحصلوا على أي طعام، ففضلوا ما يوجد في أيديهم، غالبًا هؤلاء الاطفال قد عانوا في فترة ما من عدم قدرتهم على شراء ما يريدون، بينما الأطفال الاغنياء كانوا الأقدر على الانتظار لأنهم يعرفون أن هناك دائمًا طعام يكفي. فقد لعبت الحالة الاجتماعية والاقتصادية دورًا رئيسيًا في ما إذا كان الطفل سيأكل المارشميلو على الفور أو ينتظر 15 دقيقة. من ذلك يمكن الافتراض بأنه لم تكن قدرتهم على الانتظار هي التي تحدد ما إذا كانوا سيجتازون الاختبار ويحتمل أن يكونوا أكثر نجاحًا، بل تأثرت بتربيتهم.
يدعم ذلك النظريات التي تؤكد على أهمية مرحلة الطفولة بوصفها أهم المراحل في حياة الإنسان لأن كل ما يحدث خلالها قد يؤثر علي حياته في وقت لاحق. لذلك فربما تكون مشكلتك مع الانضباط الذاتي هي مشكلة تتجذر فيك منذ الطفولة، من الممكن أن تنسى لكن عقلك الباطن ونفسك لا ينسيان أبدًا.
أسباب أخرى لتأجيل البدء في مهامك
الغرور
هل تذكر قصة السلحفاة والأرنب؟
حسنًا سأذكرك بها سريعًا، يومًا ما طلبت السلحفاة المجتهدة من الأرنب المغرور أن يتسابقا، فسخر منها الأرنب وقال: يمكنني هزيمتك في الحال، فقالت السلحفاة: لنبدأ إذن، حينما رآها الأرنب تمشي ببطء قال لنفسه لا عليك، يمكن هزيمتها في أي وقت تبدأ فأنت الأرنب السريع، بينما السلحفاة تمضي في طريقها، لا يردها شيء، أخذ الأرنب يلعب، يشرب من النبع، يأكل جزرة، ثم بعد أن أكل وشرب نام.
نام واستغرق في النوم وأثناء نومه وصلت السلحفاة إلى الهدف، وانتصرت عليه، فكم واحد منا هو ذلك الأرنب المغرور بذكائه ومهبته، وكم سلحفاة مجتهدة مثابرة، وصلت إلى هدفها وتفوقت ولم تنتظر، لذلك أرى الكثيرين من حولي يقولون: كيف وصل الأدنى مني ذكاءً ومهبة إلى مرتبة أعلى، يقولها الجميع وهم غاضبون، ولكنهم لا يدركون أن الاجتهاد والمضي قدمًا نحو الطريق الواضح، نحو الهدف، هو ما يجعل الفرد يصل لهدفه، لذلك كن دائمًا سلحفاة مجتهدة، ولا تكن أرنبًا مغرورًا ومتكاسلًا.
الخوف من الفشل، والخوف من النجاح
نعم الخوف من النجاح، ولأن الخوف من النجاح قد يبدو غريبًا سأشرح لك ذلك، بعض الناس يخافون من النجاح من الظهور من أن يراهم الناس، من أن يطلب منهم الاستمرار في النجاح وبذل مجهود، إنهم يحبون البقاء حيث لا يراهم أحد ولا يعرفهم أحد.
أما عن الخوف من الفشل فالناس يخافون الفشل ربما لأنهم يحتقرون أنفسهم، أو لأنهم تركوا أحدًا يقنعهم بأنهم لن ينجحوا، ولن يحدث لهم ما يريدونه، أو أنهم حاولوا مرة تلو المرة في أمرٍ ما وفشلوا، ومنذ ذلك الحين وهم يخافون، يخافون أن يتعرضوا لتلك التجربة الصعبة مرًة أخرى، لذلك لا يقدمون على فعل أي شيء.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 61,969
مقال هام يساعدك على الإنتاجية من خلال التركيز على النتيجة النهائية بدلًا من المتع المؤقتة
link https://ziid.net/?p=70255