العزلة الإيجابية: طريق لتحقيق التوازن في الحياة
العزلة الإيجابية هي ان تعتزل كل ما يؤذيك، و ان تصنع عالما مريحا لك و لأفكارك و طموحاتك، أن تحقق التوازن الإيجابي لنفسك بنفسك
add تابِعني remove_red_eye 3,314
إن عالم اليوم يتميز بأنه عالم مشحون، بالأشخاص والأفكار المتناقضة، وفتحت مواقع التواصل الاجتماعي أبواقًا –كان من المستحسن عدم فتحها– كل هذا تحت مسمى حرية التعبير.
فصار الشتم والسبّ في كل أمور الحياة كبيرها وصغيرها يغمرنا في كل لحظة نلتفت فيها هنا وهناك، وصارت -مع الأسف- الطريقة التي يتبعها الأغلبية مستندين لمفاهيم مغلوطة عن التنفيس عن مكبوتاتهم الفكرية العلمية، السياسية والدينية وفي كل المجالات، تحت مسمى حرية التعبير وما ينادي به هؤلاء، فما صار هناك احترام للاختلافات الفكرية، الدينية أو العرقية ولا احترام للأشخاص أو الهيئات العامة.
فبات أحدنا يجد نفسه أمام كمية كراهية وحقد شديدين تغمر الأفراد من حوله، وهذه الطاقة السلبية تتحول له مع الوقت ويصاب أيضًا بمشاعر الغضب حتى ولو لم يتوافق مع ما جاء على لسان هؤلاء الناقدين اللاذعين لكل أمور الحياة، فهو سيصير غاضبًا منهم. فالغضب وكمية الأفكار السلبية في هذه الحالة لا مناص منه.
[الكورونا: ما بين نظرية التطهير ورؤية الغضب!]
كل فكرة تحمل كتلة طاقة..
في قانون الطاقة في الفيزياء، وما جاء في قانون نيوتن الثاني، الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، لكنها تتحول من صورة إلى أخرى، أو من شكل إلى آخر.
وكذلك أرى الأفكار من حولنا، لأن كل فكرة تحمل كتلة طاقة، وما أن تتلقى تلك الفكرة فأنت تتلقى كمية الطاقة التي تحويها؛ لأنه بعد أن تتلقى فكرة ما يصير من الصعب ردّها أو اضمحلالها داخلك، فهي كما سبق وذكرت آنفا، إن هذه الطاقة تتحول من صورة إلى أخرى. ووحدك المسئول على تحويلها. ولتبسيط الفكرة والمفاهيم، إن تلقيك لفكرة سلبية ما، يجعلك تتلقى طاقة من السلبية وتتراكم هذه الطاقات السلبية داخلك، حتى يصير إحساسك بالسلبية هو ما يحكم تفكيرك.
[أهمية الحفاظ على التوازن: كيف أطوّر شخصيتي لأصل إلى النجاح؟]
حتى لا نفقد أنفسنا
قد يستطيع الفرد تحويل الكثير من الطاقات السلبية حوله إلى طاقات من الإيجابية وقصص الناجحين كثيرة في هذا الأمر، فليست الفكرة السلبية ما تصنعنا ولكن طريقة تفاعلنا معها. ولكن كمية السلبية التي نتلقاها هذه الأيام مع كثرة الأبواق المباح لها الحديث في مواضيع حساسة وقيّمة، بل مع الأسف يتوجه الإعلام اليوم للرداءة وتمجيد كل ما هو شاذ ومتعصب ويدعو إلى الشذوذ الفكري والتعصب العرقي والاجتماعي.
هذه الكمية من السلبية مقلقة حقًا وتجعلنا نفكر في حل جذري لها، حتى لا نفقد الأفراد وسط هذا الزخم من الرداءة وقلة المسئولية. وكما أشدد أن ترك الساحة فارغة لهؤلاء، يزيد من قوتهم ومنحهم قيمة أكبر، لذلك علينا أن نجد حلولا جذرية لهزيمة هذا التسطيح للأفكار وهذه الرداءة بمحتوى قيم ويرفع من همم البشرية.
إن العزلة التي أدعو إليها ليست عزلة بأن نعتزل العالم الخارجي، وأن نكتفي بذواتنا بنسبة (100%) ولكن هي عزلة -كما أسميتها- إيجابية تصنع لك مناخًا مناسبًا للمنافسة على المحتوى الفكري الهادف والذي ينافس كمية الرداءة ولنجعل هناك خيارات للآخرين، ولا نترك الساحة لكمية الأفكار المتعصبة وغير المسئولة.
10 نصائح لمساعدتك على التخلص من الطاقة السلبية
انتقِ بيئتك جيدًا
إن السر خلف تخفيف كمية السلبية هو تجنبها قدر الإمكان، وصنع بيئة مريحة لك.
اعتزل العلاقات السامة، وابتعد عما يؤذيك قدر الإمكان. تكلفك العلاقات المؤذية والسلبية الكثير، لذلك عليك بترك مساحة الأمان مع الأشخاص الذين يتميزون بطاقة سلبية عالية، وترك مساحة محدودة لهم في حياتك، حتى لا يتسنى لهم مشاركتك أفكارهم المسمومة أو المتطرفة والتي قد تلغي صفاء ذهنك أو أفكارك التي تجمعها على مدار تجارب عديدة.
حافظ على أفكارك
تعلم أن تحافظ على طاقتك، وتعلم أن تعيش داخل فقاعتك المصنوعة من مادة عاكسة لكل سلبية قد تستهدفك. أن تتعلم كيف لا تتأثر بكمية الغرابة التي تحوم حولك، وعلى مدى بشاعة بعض الأفكار التي قد تلتقي بها بالمصادفة أو من أشخاص لم تحدد تصنيفهم في حياتك إن كانوا في القالب الإيجابي أو السلبي والذي عليك نبذه وإبعاده قدر المستطاع، عليك أن تعرف أن البشاعة الفكرية والتعصب الفكري موجودين ولن يختفيا إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وأن الله خلق الجنة والنار، ذلك لأن السيئ دائما موجود وسيبقى موجودًا على الأرض، لذلك حاول ألا تتعجب، ولا تتأثر بما تسمع قدر المستطاع.
قوة الأفكار الإيجابية: جراح أسباني يستخدم التفكير بديلًا عن التخدير!
ابتكر عالمك
هناك من هم مثلك، تتعبهم الرداءة، وتؤلمهم بشاعة الأفكار المتعصبة، وهم يحاولون مثلك ابتكار عالم متوازن بصناعة الإيجابية الهادفة، بطريقة لفظية، كتابية أينما كانت وكيفما كانت، وينبذون التطرف الفكري والرداءة المهيمنة اليوم، ويرون أن لهم القدرة على قلب الموازين وصناعة الفرق. أحط نفسك بهؤلاء وانضم إلى مجتمعاتهم، حاورهم واستفد منهم، واصنع معهم التغيير الذي ترونه مناسبًا لهذا العالم. لذلك اعتزل ما يؤذيك، بكبسة زر unfollow، اطرد الأفكار السلبية من حولك، لا تغرق في وحل من العدمية والسلبية التي ستجعلك تشمئز من نفسك يوما.
أما آخر ما أقول في هذا المقال، فهو حاول ألا تقع في فخ التصادم مع السلبيين، فالتناطح الفكري مع هذه الفئة قد تكلفك أكثر مما تعتقد، فالشخص المتعصب لفكرة ما، لا يمكنك تغيير تفكيره ببساطة، لذلك ابتعد ولا تقع في فخهم.
add تابِعني remove_red_eye 3,314
مقال يساعدك على تحقيق التوازن من خلال العزلة الإيجابية
link https://ziid.net/?p=54477