مهما قست بك الحياة فتمسك بهذه الأمور لتسعد
الحياة أغلى من أن نهدرها ونتخلى عنها ، وهبنا الله نعمة الحياة ويجب أن نحافظ عليها ونقدرها ونشكر الله عليها بأفعالنا وليس بالأقوال
add تابِعني remove_red_eye 11,666
تمر بنا تلك اللحظات التي من فرط تعبها وإجهادها نشعر وكأن الحياة قد أوصدت علينا كل باب، وتركتنا وحدنا ننتظر الرحمة، ولا نعلم متى ستهب رياحها التي سنستنشقها مع عبير الحريّة والخلاص من قيد تلك اللحظة ومأساويتها، تلك اللحظات كفيلة لأن تجعلك تعرف مدى وحدتك في هذا العالم ومدى فشلك وبؤسك، وذلك القدر العظيم من الكلمات اليائسة التي قيلت لك ولم تنساها، رغم أنك نسيتها لفتراتٍ طويلة وكأنك لم تعد تتذكرها، تلك اللحظات السيئة ستنبش جراح قلبك وآلام روحك وسقطاتك وعثراتك لدرجة أنك تحاول الهروب من شيءٍ يسكنك، لكنه محفورٌ في جدار الذاكرة ولن يُنسى..
في هذا المقال لن أكذب عليك بخطوات من خلالها تنسى آلامك وتجدد ذاكرتك في حين النسيان يظل مجرد أمنية، ولن أكذب عليك بخطوات تصنع منك شخصًا ناجحًا فالنجاح إذا لم يأتِ منك من غير الممكن لشخصٍ آخر أن تجعلك كلماته ناجحًا بل أنت من ينهض ضميرك وتقوم رغبتك لأن تصبح شخصًا مختلفًا فتلتهم الكتب ربما أو تستمع إلى عبارةٍ تؤثر بك فتظن أنها السر الذي خلق منك شخصًا ناجحًا في حين أن النجاح أولاً ابتدأ منك والسر أنت وأنت من نهضت في البداية، وتلك البداية هي من ستصبح ذات يوم لحظة النجاح والانتصار لا لحظات الوصول، هنا أيضًا لن أكتب لك هراء أي هراء لخداعك بشكلٍ منمق، بل سأخبرك بأشياء عليك ألا تفقدها، عليك أن تظل متمسكًا بها في أشد اللحظات جرحًا وألمًا لأنها ستداوي تلك الجراح رويدًا رويدًا..
« وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»
لم ننجح صدفة، ولم نصبح أقوياء صدفة، ولم نتعلم تلك المعلومات والفصاحة والبلاغة وشتّى العلوم صدفة، ونحن في الأساس لم نخلق صدفة، إن الله كان دومًا معنا هو من ساعدنا ومنحنا مزيدًا من القوة، حتى حينما كنا سنسقط أنقذنا دون أن نشعر، إن الله قريب من العبد لكن العبد في بُعد، سهام النجاح تلك التي صوّبتها إلى النقطة المطلوبة لم ترمِها أنت بل كان الله معك رحيمٌ بك فأعانك على تصويبها، كل تلك الطرق التي تجاوزتها ومررت بأشواكها وتخبطاتها كان الله معك يدفعك تارةً يمينًا وأخرى شمالاً كي لا تصاب بأذى، فتذكر في تلك اللحظات أنك بحاجةٍ إلى الله فـ «ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»
الأمل
عليك أن تتذكر أن بين النجمةِ والنجمة، بين المجرَّة والمجرَّة، بين كل جمال في الكون وآخر يولد خواء، عَدم، هُناك مادة سوداء مُظلِمة..
إنه كرصيدٍ بنكي نجمعه بصعوبةٍ قاسية، وجهود مضنيّة، ثم ينفذ بكل بساطة وسهولة لا بتلك الصعوبة التي جُمع بها ، الأمل يتأتّى بسهولة أول مرة ويفقد بسهولة ثم نجمعه بصعوبة ويفقد بسهولة، وهكذا دواليك تصبح تلك الصعوبة في تجميعه لصيقةً به، لأن سهولة فقده ستتحول مع الوقت صعبةً أيضًا، فالمصائب التي ستحل بالفرد تكبر مع الوقت وتحتاج المزيد من الأمل والمزيد من الصبر لتقبل أن الأمر ليس من الحتمي خسارته بل إن هناك أمل يدفعك للمزيد من الإنتظار، إن المتفائلين دومًا ينجحون فالثقة تنبع من قلوبهم وعقولهم وتترجمها أفعالهم وأقوالهم، معتنقي الأمل تعرفهم بسيماهم ويعجبك قولهم، لذا لتكن واحدًا منهم وتمسك بالأمل، فالأمل ليس كذبة، بل كل حلم سيصبح كذبة إن لم يكن هناك أمل ..
الشغف
لا تفقد الشغف، كل أولئك الذين كُتب لهم موت الحلم قبل الوصول قد فقدوا الشغف، وفترت عزائمهم، إن الشغف هو السلاح الوحيد الذي بإمكانه تدمير العالم إن أردت لا العلم، الشغف هو ذاته من يدفعنا للعلم، إنه قاعدة الأساس لكل شيء، ولن يكتب النجاح لشيءٍ يُمارس دون شغف ..حتى تلك الأشياء السيئة التي أجبرت على ممارستها، ذلك التخصص الذي لم تكن ترغب بتعلمه، تلك البيئة التي لم تكن تتمنى أن تولد بها، وتلك الشخصيات التي إلى الآن لم تعِ بعد كيف هو ذا التعامل معها؟ بإمكانك قهرها جميعًا والتغلب عليها إن اعتنقت بكل قوة وبكل حب ديانة الشغف ..
الحب
دعوني بعيدًا هنا، لن أتحدث عن كُنه الحب وماهيته، بل سأمضي بسطحيةٍ تامة على نوعية الحب الذي أدعوك هنا لتتلبس روحك به، ما أقصده هنا هو ضد الكره والكراهية، ضد القتل ضد الحرب وضد اليأس، ذلك الحب الذي ينبت من طهارة الروح نافثًا طهارته للعالم، إنه حب العالم أجمع، حب البشر والطبيعة، ذلك الحب الغير محدود لكل شيء يتعايش معك على متن هذه الكرة البيضاوية المفلطحة الجانبين، عندما تعي روحك جيدًا معنى الحب أنت حتمًا ستجد ذلك الحب الذي تبحث عنه يلامسك من الرأس إلى القدم، الأمر أشبه بأن تتجاهل كل ما يحدث وتبحث عن الجمال وتحبه وتجد الإنسانية وتشعر بأنك تنتمي إليها، في حين أن ركام الحرب حولك وتحت قدميك، حب العالم أجمع، حب الحياة التي لا زلت تعيش مع دقائقها ولحظاتها في حين أنها أمنية فُقدت وانتهى أوانها من قِبَل الكثير، عليك أن تحب يومك وصباحك وتبحث عن مكامن الجمال بهما حتى تحب كل شيء في هذا العالم ..
الرضى
حينما وُلد كل منا لم نكن يملك حرية اختيار شيء، حتى نحن لم نظل شخصيات مجهولة حتى نستطيع اختيار أسماءنا بأنفسنا بل اُختيرت لنا قبل كل ذلك، لم نختر الاسم أو الوطن، وحتى الوالدين، الكثير من الأشياء قد أُختيرت لنا، ثم بعدها أمور أخرى أوقعنا أنفسنا وراء قضبانها بتسرعٍ وجهل، تلك الأمور التي قد سُلب منا الحق في تغييرها، لا يعني أنها ستظل خلفية سوداء تحجب أعيننا عن غيرها، ليس كل شيء قابل للتغيير، إنها حقيقة مرة، لكن كل شيء قابل للتكيّف معه والرضى به، قد يبدو الأمر صعبًا ومعقدًا وشيئًا سيئًا أن يعي أحدنا ذلك، لكن حتى هذه الحقيقة بكل بشاعتها لن نستطيع تجاوز سوءها إلا بالرضى..
كن عوناً
في تلك اللحظات السيئة سينقذك شيئًا رائعًا نبت لك من كراكيب ماضٍ نسيته ولم تأبه به، حينما قدمت العون لأحدهم ذات يوم هاهو ذا ما قدمته يعود إليك، تذكر نحن لسنا مجبرون على تقديم المال، أو تلك الأشياء المادية، بل نحن يجب أن نقدم الأشياء المعنوية أولًا، في كل نظرة تأمل لكل أولئك الأشخاص من حولي أجد أنهم يحتاجون إلى الدفع وتقديم الكلمات الرائعة لهم أكثر من أي شيءٍ آخر، إنهم لا يحتاجون هديّة جافة باردة، بل يحتاجون هديّة ممزوجة بالكثير من الدفق المعنوي والتشجيع، حتى وإن كانت تلك الهدية المهداة إليهم تحيّة صباح يومٍ ما على نمطٍ مختلف ونسقٍ آخر وشكلٍ جديد كتاريخ ذلك اليوم الذي لن يأتي مجددا ولم يأتِ من قبل.
كن ممتنًا
ليس آخر ما يمكنني قوله، فتلك الأشياء التي أود سردها كثيرة جدًا، لكن هذه الأمور أنا على أشد الإيمان بأن بإمكانها أن تدفعك قُدمًا حينما لم يدفعك أحد، بإمكانها إخبارك أنك رائع في حين أنك ترى أنك شخص سيئ، تلك الأشياء ستريك جوانب الإيجابية فيك عوضًا عن السلبية التي أخذت تنهش المجتمع، تركتك أخيرًا مع الامتنان حتى يكون لك وقفةً هنا.
فتمتن قبل مغادرتك صفحة المقال كونك استطعت قراءته بأم عينيك، ولا زلت تحيا هذه اللحظة ولم تمت، وتمتمت بينك ونفسك كلماته واستمعت إلى صوتها في داخلك، في حين أن غيرك لا يجيد القراءة بل لا يملك العينين حتى ..
add تابِعني remove_red_eye 11,666
مقال نحتاجه، يساعدنا على تقدير الحياة والاحتفاء بها وشكر الله عليها
link https://ziid.net/?p=25640