تعرفوا على ملهمات لم يمنعهن الحجاب من التفوق (من كتاب نساء رائدات في الشرق)
غالباً ما ترتبط المطالب النسائية بالحقوق برفض تعاليم الدين ومن جملة ذلك الحجاب إلا ان هنالك سيدات أثبتن العكس وحققن المعجزة
add تابِعني remove_red_eye 102,686
كتبت الأديبة والمؤلفة اللبنانية (إملي نصر الله) ستة أجزاء من سلسلة “نساء رائدات من الشرق والغرب”، وقد اختارت بقصد -كما ذكرت- تسليط الضوء على ما مرت به المرأة عبر العصور من صراع مع نفسها ومع محيطها، في سبيل إنماء طاقاتها وتحقيق طموحها وأحلامها. وبالتالي بلوغ الرتبة الرفيعة التي استحقتها.
واضعة بين أيدي قراء العربية هذه النماذج المتفوقة من النساء، آملةً أن تكون كل واحدة من رائدات الأمس مشعل هداية وإلهام لرائدات الغد.
توفيت “إملي” 14\3\2018م. بعد ان عاشت 87 سنة تاركة سلسلة من التراجم النسائية كتبتها بعاطفة وحس أدبي مميز. ولها أعمال كثيرة وعشرات القصص والروايات. وحصلت على العديد من الجوائز في مسيرة حياتها.
ومن كتابها (نساء رائدات في الشرق) استخلصنا سير لسيدات ملهمات ملتزمات بالحجاب، علّها تُطمئن المرأة في وقتنا المعاصر بأن النهضة والحضارة والمطالبة بالحقوق لا تتعارض مع الستر.
وإن كنت تبحثين عن مثال معاصر، فربما سيشعرين بالفخر بدخول أول محجبة أمريكية من أصول صومالية (إلهان عمر) المجلس التشريعي “الكونجرس” في أمريكا في 2019م -بعد 1441 عاماً من الهجرة النبوية- إضافة لترأس دولة سنغافورة (حليمة يعقوب) وغيرهن الكثيرات ممن تقلدن ابرز المناصب في العديد من دول العالم.
ملك حفني ناصف “باحثة البادية”
كاتبة ومصلحة اجتماعية
سيدة من مصر, ولدت في القاهرة في عام 1886م، شغل والدها (حفني ناصف) المناصب العالية في وزارة المعارف والقضاء، وكانت من أوائل الطالبات المصريات اللواتي حصلن على الشهادة الابتدائية. كانت ملك نابغة و إنسانه شديدة الوعي مرهفة الحس غيورة على مصلحة وطنها، وعلى وضع المرأة في المجتمع المصري (بل وفي الشرق عامة). لا تتحيز للمرأة ضد الرجل أو العكس، بل تقف مع الحقيقة.
وكان اسمها الأدبي المستعار ”باحثة البادية” وكانت ملك صديقة الأديبة الشهيرة (مي زيادة) التي ألفت كتاباً ضمنته سيرة ملك. كانت مسلمة مؤمنة شديدة التعلق بدينها. ومن خلال الدين تكتب وتبحث. وإذ تدعو المرأة إلى النهوض وفك القيود فلأنها تريدها أن تفعل ذلك من خلال فهمها لجوهر الدين. وهي لا تبعد الدين عن السلوك اليومي. وأخيرًا، تلتقي في ملك شخصيتان مصرية بروحها المرحة و مصرية بوطنيتها.
شهد لها كبار الكتاب والشعراء منهم (أحمد لطفي السيد) و (حافظ إبراهيم). وقد دعت إلى الإصلاحات التربوية، والعلم، وتحسين أوضاع المرأة والعائلة. وتعلم الدين الإسلامي الصحيح.
وافتها المنية وهي في عنفوان عطاها 32 عاماً. إلا أن البذرة التي غرستها ما زالت مستمرة في أجيال من النساء.
زينب فواز
كاتبة وشاعرة ومؤلفة
سيدة من لبنان تميزت عمّن سواها بأنها مهدت لنفسها السبيل ثم اجتازته وحدها. بالرغم من أنها جاءت من بيئة زاخرة بالفقر واليتم والجهل، إلا أنها بلغت ما بلغته من وعي ونضج وفكر كونها تحمل نفسا تائقة إلى الحرية، طامحة إلى المعرفة، جعلتها تصل الى مرتبة رفيعة بين أدباء عصرها.
نشأت زينب في عائلة محترمة من بلدة (تبنين)، حفظت القرآن الكريم وفهمته وظل -على مدار حياتها- قاعدة انطلاقها الروحي والفكري واللغوي. تعلمت القراءة والكتابة بفضل وجودها ضمن حاشية النساء للسيدة فاطمة بنت أسعد (وكانت الأسرة السعدية حاكمة حينها)، ويبدو أن نباهة زينب استرعت اهتمام ربة القصر، فأخذت ترعاها وتعلمها.
انتقلت إلى مصر بسبب ظروف مرت بها وبقيت مع (آل يكن) في الإسكندرية، هنالك التقت بحسن حسني الطويراني الذي علّمها وعَني بثقافتها ودعاها لتقرأ الأدب والشعر وعلّمها التاريخ. وقيل إنها درست الإنشاء والنحو على يديّ (محي الدين النبهاني)، والصرف والعروض والبيان على يديّ (محمد شلبي) وقد كان الطويراني حينها أديبًا وصاحب مجلة “النيل”.
ولزينب الريادة والسبق في نهوض ومناصرة المرأة في مصر وكان مما كتبت” … ونحن نساء الشرق. لا يمنعنا الحجاب من التفوق والخوض في كل مجال”
لم يكن صوتها عادياً فقد تجاوز صوتها مصر ليصل بلاد الشام، وأسمعته كل من اهتم بالأدب و نهضة المرأة في زمنها.“رأيت أناسًا يضربون نساءهم .. فشلّت يميني يوم أضرب زينبا..فزينب شمس والنساء كواكب .. إذا طلعت لم تبق منهن كوكبا”
الأغلب قد مرت عليه هذه الأبيات وقد قالها (أديب نظمي) رئيس جريدة الشام مجيبًا على من سأله عمّا إذا تشاجر مع زينب أو ضربها بعدما طلبت الطلاق بسبب عدم تحملها لوجودها مع “ضرائرها الثلاث”، وكانت هي نفسها تقول عن التعدد الذي عاشته (وقد كانت زوجته الرابعة حينها): ”بأنه وبالاً على الطرفين يقضي على المرأة بالغيرة، وعلى الرجل بالنكد، ويورث الأولاد العداوة”
زينب أول امرأة اشتهر اسمها في عالم الأدب والكتابة في الصحف، وقد نالت شهرة بعيدة في حياتها. ونالت حظوة كبيرة عند كبراء مصر وسوريا. وإن بقيت بعض الزوايا من حياة هذه الأديبة مجهولة من الباحثين وكتّاب السير فلأنها اهتمت بالكتابة عن غيرها، ولم تكتب عن نفسها إلا لمامًا.
خلاصة القول
كان للدين الإسلامي موقعاً في حيوات تلك النساء فكانت مواقفهن واعية، ولعلنا نستفد من تجاربهن بالتنبه من التضليل و الاستغفال سواء كان بإفراط او تفريط بحسب الزمان والمكان والوسيلة.
إليك أيضًا :
أنت أيقونة النجاح .. ابدأ رحلتك بنفسك ولا تنتظر أحدًا
add تابِعني remove_red_eye 102,686
مقال ملهم حول النساء البارزات اللاتي حققن نجاحًا باهرًا وهن ملتزمات بالحجاب
link https://ziid.net/?p=39798