الحُب كما لم تعرفه من قبل!
الحب هو المحرك الأساسي للعلاقات مع البشر، وهو الشئ الذي يهون علينا أخطاء الغير ومصاعب الحياة وحتى الألم والأوجاع
add تابِعني remove_red_eye 206
ما بلغ عيد الحب إلا وصدع بعض الناس رؤوسنا [عبر مواقع التواصل الاجتماعي، البرامج التلفزيونية، الراديو، المحلات التجارية….] وقد كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول الحب، ولكن هل تظن أني ..
إن طرحت عليك سؤالًا مباشرًا أستفسر فيه عن ماهية الحب والمقصود منه، هل ستجيبني بجواب سريع أم ستفكر أو ستتلعثم؟
خذ نفسًا عميقًا وسل نفسك هذا السؤال فإذا كان الأمر عندك تأخر أو تلعثم فأنصحك بالمتابعة.
[لماذا نتمسك بعلاقات الحُب (من طرفٍ واحد)؟ وكيف نتجاوزها؟]
1- تعريف الحب لغة
1-1 : المعجم العربي
وبعد التنقيب عن جذر [ح.ب] في المعاجم العربية وجدنا أن دلالته لا تعدو أن تكون مشيرة إلى العشق [التعلق الدائم بالشيء] وكذا ما يثمر نتيجة حسنة [حبوب الذرة…] إضافة إلى العلل [الحبوب تلك البقع الحمراء التي تظهر على الجسم] فهو إذن عشق دائم يثمر وتنتج عنه علل.
2-1 : المعجم الغربي
وجدنا أنه يشير إلى إشباع الرغبات الإنسانية معنوية أو مادية ويمكن التمييز بين كل من الشهواني والمحب بمراعاة المحب لمن يحب فلا يستغله والشهواني ذو مصالح شخصية يقضيها لا يراعي لغيره. والآن هل ترى نفسك فيمن يعشق الآخر وأن هذا العشق سيثمر شيئًا فلا يكون استغلالًا وأن لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا بد من العلل والمشاكل؟ أو ترى أن الحب هو فقط قضاء للحاجات والنزوات الإنسانية مادية أو معنوية؟ إذا وطنت نفسك فهاك السؤال البريء الذي أود من خلاله أن أعرف هل أنت ممن إذا سئل عن الحب أجاب بأنه مشاعر أو عواطف أو أحاسيس؟
2- أساسيات الحب
1-2 الأحاسيس
الأحاسيس هي كل ما يعرفه الإنسان من خلال الحواس الخمس: [سمع وبصر وشم وذوق ولمس] فهي خارجية. ومن أمثلته [أن تحس بشيء بارد أو ساخن أو دافئ أو شم رائحة كريهة أو طيبة أو سماع همس أو صداع أو لمح شيء مرّ بسرعة أو شيء يمر ببطء].
2-2 المشاعر
المشاعر هي كل ما يعرفه الإنسان عبر العقل والمدارك والنزعات والنزوات، فهي داخلية [شعور الإنسان بالجوع في بطنه أو الألم في جسده وسائر الأشياء الداخلية من سرور و فرح و كآبة وتعاسة].
زوجي العزيز.. مَن أنت: هل قرّبت كورونا المتزوجين من بعضهم البعض؟
3-2 العواطف
العواطف هي تقويم للأحاسيس والمشاعر فهي تحصيل لما تم جمعه من قبل من أحاسيس ومشاعر ومن خلاله يتم الحكم على الشيء بالإعجاب أو عدم الاعجاب لا الحب وهذا ما يقع فيه البعض فيسمي الإعجاب حبًّا أولا، وهذا لعمري من البلادة لأن الحب ليس فيه أول وثانٍ وأخير، بل الإعجاب هو الذي يكون أول مرة وسرعان ما يزول.
4-2 تمثيل لما سبق
و نمثل لما سلف ذكره بما يلي [و الحب لا يقتصر على ما سأذكر بل يشمل علاقة الإنسان ببني جنسه وكذا بالحيوان والجماد ولكن نقتصر على المثال التالي] مثلا: إذا رأيت شابة أو شابًّا بحسب جنس القارئ [وسأتمم الكلام بصيغة الذكر لكي لا يقول أحد هذا لنزعة ذكورية ولكن لأن كلام العرب في الخطاب إذا تكلموا بصيغة المذكر شمل الذكر والأنثى معا] فأنت أمام أمرين: إما أن تلمحها ببصرك أو تشم رائحة تفوح منها أو تلمس بشرة جسمها أو تتذوق طعام أعطته لك أو تسمع كلاما يخرج من فمها، فتكوّن عنها نظرة إيجابية أو سلبية، ثم يأتي دور نزعاتك، أأنت تبحث عن مكانة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو جنسية أو دينية.
فمثلا: هناك من سيشمئز من الشابة المتبرجة لمنظور ديني وهناك من سيذهب إليها زافًّا لمنظور جنسي، فتتكون نظرة سلبية أو إيجابية. ثم تنتقل إلى الإدراكات والمعارف المتراكمة لدى الشخص ذاته والتي تتكون من خبرات وفهم وتحليل الأشياء، فهناك من يعرف من النظرة الأولى هل ستوافق الفتاة على الكلام معه أم لا، وهناك من يحلّل أفعالها فيعرف هل هي محترمة أم غير محترمة، فيكون نظرة إيجابية أو سلبية، ثم تقوم العواطف على جمع هذه البيانات فتحللها جيدًا لتستخلص في الأخير حكما بالإعجاب أو عدم الإعجاب، و بهذا فلا أساس للقول بالحب من النظرة الأولى لأن ما يطرأ هو إعجاب لا حُب. إذا كان ما سبق ذكره إعجابا فما هو الحب إذن؟
3- ماهية الحب
وأما الحب فلا يأتي إلا بعد الاجتماع و طول العشرة، فما دمت يا أخي لم تعش مع الذي أعجبت بها أو أعجبت به تحت سقف واحد وذقتم المرارة والحلاوة و غدا كل واحد منكما يرى في نفسه التضحية من أجل الآخر فلا تتكلم عن الحب ولا تتكلمي عنه، واعلما أنكما قد أعجبتما به وأتحداكما إن تعرفتما على من هو أفضل ألا تتركا الأول من أجل الثاني.
فالذين يرون الأفلام ويعجبون بما فيها من تضحية وكفاح فهذا تصور مثالي للحب لا يمكن بلوغه وإنما التصور المتاح له هو أن تتحكم بأحاسيسك ومشاعرك وعواطفك، فلا تتأثر بجمال وجه أو صوت أو طعام أو كلام أو عطر، ولا تتزعزع إثر مال أو سلطة أو جنس أو فكر، فتكون عاطفة صائبة تؤهلك لكي يأنس الناس بمجالسك و يبكون عند فراقك فلا يملّون من مجالستك مع مرور السنين فيبقون معك في السراء و الضراء و لا ينسون فضلك عند الخصام و سرعان ما يصالحونك عند الشجار و يضحون بالغالي والنفيس من أجل بقائك ولو بأنفسهم.
4- نظرة الإسلام مما سبق
ولما كانت هذه الأشياء سببا في جذب أحد الجنسين إلى الآخر وغالبا ما يكون للحرام [من منظور ديني] إن لم نقل دائما لأن أغلب من يكونون هذه الصداقات لا يتزوجون، و إن تزوجوا لا يتفاهمون لكثرة الكذب والمظاهر التي تكون أثناء العلاقة والتي تنقلب رأسًا على عقب في إطار الزواج. لذلك أمر الإسلام بغض البصر وعدم خضوع المرأة في القول أي تزيينه ليستميل الذكور، وعدم وضع الزينة على الوجه وكذا العطر، وكذا تحريم المصافحة واللمس، لينقطع حبل التعارف في إطار غير شرعي فمن أرادك فهو يعرف باب دارك.
فإن كان رجلًا فليتكلم مع الرجال وليقصد أباك أو أخاك. كما منع النزعات الجنسية فحرم الزنا واللواط والسحاق، ومقت الركوب على ظهور الناس من أجل قضاء الأغراض وقضاء الحاجات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية؛ لأن هذا يفنى ولا يبقى إلا الدين وحسن الخلق الذي هو جزء مهم من الدين. وبالطبع إذا لم تفعل هذا أبدا فلا يمكن أن تكون لك معارف و لا مدارك حول النساء و ما هن عليه. فتتقي فتنتهن وهن كذلك بهذه الطريقة يتقين فتنة الرجال فالكل سواء في هذه المسألة. فبذلك تكون عاطفة المسلم بالإعجاب بالفتاة الملتزمة بدينها وعدم الإعجاب بالتي أخلت بدينها.
و لذلك شرع الله الزواج بين الذكر والأنثى ليكمل بعضهم بعضا وليأنس بعضهم ببعض، ولتكون بينهما علاقة تبدأ بالإعجاب فإن أرادها خطبها من أهلها، والحب فينشأ بالتحكم في الأحاسيس والمشاعر والعواطف مما يجعل الزوج قنوعا بزوجته راضيا بها لا ينظر إلى غيرها وهي كذلك، و كذا إحسان بعضهم لبعض وطول عشرتهم واعتبار كل واحد منهم جزءًا من الآخر لا ينفك عنه فعرضها هو عرضه ومن ضرب في عرض أحدهما فكأنما ضرب في عرض الاثنان. فبذلك تنشأ التضحية بين الزوجين، وكذا يجب الصبر والتراضي والمسارعة في المصالحة لضمان استقرار البيت العائلي.
[كتاب (I Hear You) – السر البسيط والمدهش للعلاقات الاستثنائية!]
5- أنواع الحب
1-5 حب من تراه
فما دمت يا أخي لم تعش مع الذي أعجبت بها أو أعجبت به تحت سقف واحد وذقتم المرارة والحلاوة وغدا كل واحد منكما يرى في نفسه التضحية من أجل الآخر فلا تتكلم عن الحب ولا تتكلمي عنه، واعلما أنكما قد أعجبتما به وأتحداكما إن تعرفتما على من هو أفضل ألا تتركا الأول من أجل الثاني.
2-5 حب من لم تره
هذا إذا كنت ترى المحبوب أما إذا لم تره فيكون الحب لمن تسبب لك في الحياة ابتداء أو كان سببًا مباشرًا في إنقاذك من الهلاك أو بعث لك من ينقذك، أو من وضع لك امتحانًا وأطلعك على ما يتم به النجاح في الاختبار ووضع لك في الأخير جزاء بكل عدل إما تنجح أو ترسب، و كذا من اجتمعت فيه كل الصفات الحميدة وتنزه عن الصفات الذميمة. وفي الدين نحب الله تعالى لأنه اتصف بهذه الصفات كمالا، و يمكن أن نحب غيره إذا اتصف بها تغليبا كالنبيين وصالح المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وكذا سائر الناس.
[لا تتزوجي لأنكِ بلغتِ ٢٥ عامًا!]
6- زوايا من الحب
1-6 حب الأعلى للأدنى
إذا كان الأعلى محبًّا لمن هو أدنى منه تجده يحسن إليه ويشفق عليه وييسر له أموره، ولا يأمر محبوبه إلا بما فيه مصلحة المحبوب ولا ينهاه إلا بما فيه مضرة لمحبوبه.
2-6 حب من الأدنى إلى الأعلى
يمدح محبوبه ويسعى في إرضائه ويأخذ بأوامره وينتهي عن نواهيه ولا يتجرأ على مخالفته رغبة في إرضائه.
add تابِعني remove_red_eye 206
لطالما صدعوا رؤوسنا بالحب؟فهل نعلم حقا ماهيته؟وهل نقصده هو أم غيره؟إن أردت أن تعرف الإجابة فمرحبا بك
link https://ziid.net/?p=53349