دروس مستفادة من كتاب فن اللامبالاة
يجب عليك التشكيك في أهمية وحقيقة القضية التي تحارب لأجلها، لأنه لو اتضح أن ما تحارب لأجله كذبة، سيتدمر ما تؤمن به وما تعيش لأجله.
add تابِعني remove_red_eye 595
في عام (2018م) انتشرت صورة اللاعب المصري المشهور “محمد صلاح” والتي يتواجد بها قارئًا للنسخة المترجمة للعربية من كتاب فن اللامبالاة، والتي جعلت الكتاب شهيرًا جدًّا بسبب انتشار الصورة، من الطبيعي عندما نرى شخصًا ملهمًا وقدوة مثل محمد صلاح يفعل شيئًا معينًا، سيكون لدينا الميل في عمل المثل.
لكن أنا كنت ضمن فئة من المجتمع الذين يملكون قناعة بما يفعلونه، الكتب المشهورة ليست بالضرورة ناجحة، ليس دائمًا، لكن لا ضرر في تجربة قراءة الكتاب، فقد باع الكتاب أكثر من ستة ملايين نسخة حول العالم وتصدر قائمة النيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا ومراجعات موقع Goodreads تتفق في بعض الأشياء أهمها أنه كتاب مفيد لكن ليست جميع أفكاره مقبولة، فكثير من القراء قالوا أنه لو تم تطبيق فكرة واحدة من أفكار الكتاب ستتغير الحياة تغيرًا ملحوظًا، لكنني يجب أن أقرأه كي أحكم.
أنهيت قراءة الكتاب مؤخرًا، وبالفعل كان كتابًا جيدًا، لا يندرج تحت قسم التنمية البشرية أو شيء من هذا القبيل، به الكثير من الأفكار لتغيير نمط الحياة المألوف لدينا، الكتاب يحتوي على بعض الأمور التي يجب ذكرها، منها:
- الكتاب مكون من تسعة فصول، كل فصل يهتم بدراسة تفاصيل موضوع ما.
- كل فصل يحتوي كل قصة عن شخص المؤلف أو عن شخصية ما أو عن قصة تاريخية لإثبات وجهة نظر ما.
- كل فصل ينقسم إلى أجزاء لإثبات نقاط فرعية عن النقطة الرئيسية.
- بعد إثبات وجهة نظر معينة والتركيز على نقطة ما في حياة الانسان، يحاول مارك مانسون تطبيق حل أو فلسفة ما للتعامل معها.
بالطبع الكتاب يحتاج للقراءة للتزود بالتفاصيل الكاملة والحجج المنطقية لوجهة نظر المؤلف لكن إذا كنت شخصًا من هواة قراءة المقالات التي تتحدث عن الكتب فأنت في المكان المناسب، في الفقرات التالية سأتحدث عن الدروس المستفادة من كل فصل من فصول الكتاب التسعة بشكل مختصر.
الفصل الأول
- السر في عيش حياة أفضل هو إعطاء أولوية للخيارات المناسبة، منح كل شيء حجمه الحقيقي هو الطريق لتحقيق هذه الأولوية.
- الكمال مجرد وهم، الوصول لنسبة مائة بالمائة كذبة كبيرة لا يجب تصديقها.
- الحياة صعبة بطبيعة الحال، ولكن يجب أن نتعلم كيف نتحمل الألم بطريقة أفضل ومُثمرة.
الفصل الثاني
- المشاكل ستطاردك لبقية حياتك، هذه حقيقة يجب إدراكها والاعتراف بها، لكن من حقك اختيار المشاكل التي تستمع بحلها.
- الألم مهم، وبطريقة ما صحي –لكن بدرجة محدودة- لإبقاء حلقة الوصل بيننا وبين ما يحدث في الواقع، أيضًا مهم لأجل تحقيق سعادتنا.
- العواطف تقف في طريق اتخاذ القرارات الحياتية المناسبة.
- السعادة تكمن في المغامرة ذاتها، في الرحلة، في المعاناة، في الصراع وليس النتيجة النهائية.
الفصل الثالث
- من الطبيعي أن تشعر بالسوء حيال نفسك، هذا يحدث بشكل متكرر وطبيعي لتحديد المشكلة والعمل على حلها وتحسين نفسك.
- قم بإزالة الغمامة من على عينيك، لا تجعل نفسك تشعر بشعور جيد على الدوام، هذا يمنعك من أن ترى المشكلة.
- الإحساس المستمر بأنك تستحق هذا وذاك لا يجعلك تشعر إلا بشعور جيد لفترة قصيرة، لأنك تستمر في العمل على شيء لا تحتاج إليه، فقط لتحققه وبعدها تدرك نفسك يائسًا.
- ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي غير حقيقي، وله آثار سيئة جدًّا على الإنسان، منها رفع توقعاته ووضع معيار ما يجب أن يصل إليه ليحقق سعادة ما، مما يجعل حياته بائسة ويدخل في دوامة من الاكتئاب لعدم تحقيقه هذا المعيار.
- “أفضل الأشياء في الحياة مجانية” هذه حقيقة، السعادة لا ترتبط بالمال ولا بشراء أشياء غالية الثمن، السعادة الحقيقية ترتبط بحب ما تفعل وليس ما تحققه في النهاية.
الفصل الرابع
- يجب عليك التشكيك في أهمية وحقيقة القضية التي تحارب لأجلها، لأنه لو اتضح أن ما تحارب لأجله كذبة، سيتدمر ما تؤمن به وما تعيش لأجله.
- المبادئ لا تتجزأ ومن المهم التفكير جيدًا قبل أن تأخذ قرارًا أو تفعل شيئًا كبيرًا تجاه أمر ما.
- معيار النجاح نقرره بأنفسنا وليس طبقًا لنجاح شخص ما، أن تشاهد القصص الملهمة لتتعلم منها قيم معينة وليس لتحقق ما حققه بطل هذه القصص، المعيار الشخصي للنجاح يقوم على تلك القيم وهي حيوية ويجب منحها الأولوية.
- المعاناة والمعارك الشخصية ستصبح أفضل وأجمل ما نتذكره في المستقبل.
الفصل الخامس
- نحن نختار معاركنا، ويجب أن نتجهز لأجلها.
- نحن نلعب دورًا أساسيًّا في كل ما يحدث لنا وحولنا، جيد أو سيئ، تحمل المسؤولية عن كل ما يحدث لنا هو أمر حيوي يمنحنا القوة في محاولة حل المشكلة، اختياراتك هي ما تجعلك ما تكون.
- كل فرد لديه ألم ما، لكن ليس لدى أحد الحق في مقارنة ألمه بألم غيره، أو معاناته بمعاناة غيره، لأن كل شخص لديه ظروفه وحياته الخاصة التي تختلف عن غيره.
- تقبل الشكوك في نفسك هي خطوة أولى للتحسن، التغير سيكون غير مناسبًا وغير مريح، في البداية فقط، بعدها ستدرك أنك اتخذت القرار الصحيح، ستشك أنك اتخذت القرار الصحيح، لكن النبتة تستغرق وقتًا لتنضج.
الفصل السادس
- اليقين الكامل يدمر الحياة، يوقف التحسن الذي نعمل عليه، بجعلنا نشعر أننا دائمًا بخير مما يجعلنا لا نرى المشكلة ولا نعمل على حلها.
- عقلنا يعمل كما نريده أن يعمل، لذا تحدث لنا الأشياء الجيدة عندما نريد ذلك ونختاره.
- الشكوك الذاتية أداة جيدة للتساؤل عن طريقة عيشنا لحياتنا وهل هي مناسبة أم لا، الاعتراف بأنك مخطئ هو الخطوة الأولى للتحسن.
- الخوف مثل سجن بالنسبة لنا، يمنعنا عن تحقيق أحلامنا وطموحاتنا، العالم ليس ضدك، هذا شيء اعتباطي، اختر الخيار الصحيح وليس السهل.
الفصل السابع
- البدء بفعل شيء ما حيال المشكلة أفضل من عمل لا شيء، هذا بالطبع لو لم يكن لديك شيء تخسره.
- النجاح ليس سهلًا، لكن العيش لأجل مبادئك والقيم التي تؤمن بها هي أفضل وسيلة لعيش حياة بتوتر أقل، وليس للعيش لأجل أسباب دنيوية مادية.
- الفشل يدفعنا للأمام، من الطبيعي أن نفشل لكن المهم أن نستمر، نبدأ ونستمر، أنت لا تحتاج لخطة، أنت تريد فقط أن تبدأ.
الفصل الثامن
- أن تكون صريحًا هو أولى الخطوات للتغيير، لتحديد الأشخاص والقيم الصحيحة التي يجب أن تبقى في حياتك.
- تتحدد حياتنا بما نرفضه، الرد بـ “لا” ليس أمرًا سيئًا، بالعكس، هذا أمر صحي للتعامل مع البدائل غير المرغوب فيها.
- الحب يتحقق من تحمل كل طرف مسؤولية أفعاله، من دعم الطرف الآخر، بعبارة أخرى، حب غير مشروط.
الفصل التاسع
بعد فترة، أو تحديدًا بعد حدث كبير، قيمنا ستتغير للأفضل أو للأصح، واهتمامنا سيتركز على الأشياء الأهم، إدراك حقيقة الموت وأنه قريب من أيّ شخص سيصحح مفاهيمنا وأحلامنا وطموحاتنا، الموت يجعلنا بشرًا، الإرث الذي سنتركه هو ما يجب أن نهتم به، ونعمل على ترك بصمة في الحياة قبل أن نذهب.
مارك مانسون لديه وجهة نظر تستحق الاهتمام، وكتابه فنّ اللامبالاة يستحق القراءة.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 595
مختصر مفيد من كتاب فن اللامبالاة للمؤلف "مارك مانسون"
link https://ziid.net/?p=74614