دروس لا غنى عنها لصحتك النفسية
صحتك النفسية مسؤوليتك. لا تترك نفسك ضحية أوهامك أو ضحية لأفراد يجبرونك على التغير والتحول إلى شيء آخر غير نفسك
add تابِعني remove_red_eye 38,075
تجد الكثير يشكو من ألم جسدي، ومن طبيب لآخر لا يعلم السبب الأساسي للشكوى، وفي النهاية يكون السبب نفسيًّا وليس عُضويًّا، وللأسف الوعي النفسي في مجتمعاتنا العربية قليل، فنحن نتساهل في حق صحتنا النفسية بشكل كبير، عندما تكسر عظامك تذهب للطبيب فلا تجد أحدًا يقول لك اتركها وستلتحم مع الوقت، ولكن يحدث أن تصاب بصدمة وتتألم نفسيًّا فيقولون لك ستطيب مع الوقت وأنت أيضًا تفكر في ذلك.
كفى لقد تحملتَ الكثير، ضع نفسيتك في الأولوية وأبسط حقوق نفسك عليك أن تهتم بالتوعية النفسية عنها، واليوم سأشاركك دروسًا مبسطة لحفظ صحتك النفسية، وما ستجده هنا لا يكفي للاستناد عليه، فالأمور النفسية أعمق من أن تُشرح في سطور.
دائرة الأمان الخاصة بي لها شروط:
عقلية الحل:
هو أن أبحث عن الحلول، ولا أجلس مستسلمًا للشكوى، هذا لا يتنافى مع السماح لنفسك بالشعور بالألم مع الصدمات والأزمات، ولكن تغرس برأسك صوتًا يقول: وماذا أفعل لأقلل ذلك الحزن؟ فيجعلك ذلك التفكير تتحرك تجاه الحلول التي يمكنك أن تقدمها، وفي المشكلات اليومية تجعلك عقلية الحل لا تغرق في التفاصيل، فقط تنتبه للتفاصيل المهمة التي توصلك لنتيجة صحيحة، هذا يوفر عليك الكثير من طاقتك النفسية.
الفرق بين الطيبة والسذاجة؟
كونك طيبًا تلتمس الأعذار لا يعني أن تسمح لأحد بالتعدي علي حدود احترامك وتقديرك، يوجد فرق بين أن تلتمس العذر وأن تتهاون في حق نفسك وتسمح للآخرين بتكرار الخطأ الذي يؤذي مشاعرك، مثال: عندما يغضب أحد وينفجر بوجهك ستلتمس الأعذار ستتفهمه وتحتويه، ولأنك تحمي حدودك النفسية فواجبك توضح له أنك تتفهمه ولكنك لا تسمح بتلك الطريقة ويمكنكم التفكير سويًّا كيف تتجنبون تكرار ذلك؟ كإيقاف النقاش وقت الانفعال، هذا من ضمن حقوقك في أيّ علاقة إنسانية أن يكون لك احترامك وتقديرك، احفظ حدودك النفسية من الأذى، وتذكر لن تكسب أحدًا إذا خسرت نفسك.
هل أنت ضحية أم جانٍ؟
قد تعيش حياتك وتعتقد أنك مظلوم وضحية، والحقيقة أنك تكون كمن سقط في بركة ضحلة وجلس يشكو وينتظر من يُخرجه وإلى أن استقر مكانه وبدأ يشكو من الحشرات. هذا لا يعني أنك قد تكون ظُلمت مرة ولكن بقرار منك بالاستسلام تجني على نفسك، أيضًا أعلم أنك تجني على نفسك باستمرارك في نفس العادات والسلوكيات السلبية ولا تبحث عن حلول، وعندما تصر على الجهل بمهارة تسهل عليك حياتك ولا تحاول تعلمها كمهارات التواصل فتجني على نفسك أيضًا، الأمر يحتاج أن تجلس وتسأل نفسك بوضوح وتجيب بصراحة، ويفضل أن تعي أكثر عن دور الضحية لتعلم هل تفعله أم لا؟ وتلك الخطوة تحتاج شجاعة الاعتراف بوجود مشكلة.
حقك في الرفض:
أفضل ما يمكن أن تهديه لنفسك هو تعلم قول لا، لتحمي نفسك من ضغط كبير، ستجد صعوبة في البداية، ولكن بالتدرج ستتعلم كيف تقولها بطريقة واضحة ومقبولة أيضاً، استعن بكتب ومقاطع ڤيديو إرشادية، وإذا لم تستطع أستعن بمختص، وإذا تظن أن الأمر لا يستحق تذكر كم مرة قولت نعم وتوافق وكنت تريد قول لا، كل تلك المرات تخزن في عقلك ونفسك وقد يكون أحد أسباب ضغطك النفسي أنك لا تقدر على الرفض، إذن الأمر يستحق لأنها صحتك النفسية.
درجة وعي التقبل:
في الحياة: لتجاوز أيّ أمر في حياتك والخروج منه عليك أن تضع أمام عيك وعي التقبل، فهو يعطيك قوة ورؤية أوسع، فالإنكار سيجعلك تري حقيقة مشوهة، فلا تقدر على الأخذ بيد نفسك، التقبل للأمر الواقع يحتاج شجاعة، والإيمان أنك تستطيع إيجاد حلول.
مع نفسي:
تتفهم أنك إنسان كما بك قوة وإرادة، بك ضعف وبك عيوب، التقبل لا يعني الموافقة على استمرار عيوبك، التقبل أول خطوة للتغير، حتى وزنك الزائد لن يقل بسهولة ما دمت تنظر له باشمئزاز، تقبل وجوده وسيسهل رحيله، التقبل يحميك من أثر أي انتقاد سلبي، بمجرد التقبل والسير في طريق التغير ستجد صوتًا يلازمك يرد على الانتقادات: نعم هذا أنا، طبيعي أن توجد بي عيوب أنا إنسان، وأنا أفخر بنفسي فأنا أتغير للأفضل، فالتقبل يعطيك قوة.
وفي النهاية ..كل ما أريده منك الآن أن تبدأ بمراعاة صحتك النفسية، ووضعها في أولوياتك.
إليك أيضًا
تأثير الحجر الصحي على الصحة النفسية
add تابِعني remove_red_eye 38,075
مقال هام وملهم في الصحة النفسية والحفاظ عليها
link https://ziid.net/?p=77807