القيادة بين السائد و الحقيقي .. علاقة القيادة بالقوة والنفوذ والسيطرة
إن القيادة تتشكل بمفاهيم مغايرة لما يتطلب حدوثها وزمانها ومكانها، لكنها لا تجتمع نحو مفهوم البيروقراطية أو السيطرة المتحكمة
add تابِعني remove_red_eye 466
تعرف القيادة بقدرة الفرد أو مجموعة الأفراد على التأثير وتوجيه المتابعين أو أعضاء آخرين في المنظمة. كما تتضمن القيادة اتخاذ قرارات سليمة -وأحيانًا صعبة -، وخلق رؤية واضحة وتوضيحها، ووضع أهداف قابلة للتحقيق وتزويد المتابعين بالمعرفة والأدوات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف.
مفهوم القيادة السائد
من المحزن أن ترى أن القيادة ارتبطت بشكل رئيسي بالقوة والنفوذ والسيطرة، والقائد اليوم بات يشكل في رأسه تزاعمات قوية تتجه نحو مفهوم مخالف تمامًا عن القيادة السامية.
أن القيادة تتشكل بمفاهيم مغايره لما يتطلب حدثها وزمانها ومكانها، لكنها لا تجتمع نحو مفهوم البيروقراطية أو السيطرة المتحكمة التي اظلها الكثيرون. بل إن مفهوم القيادة يشكل في وقتنا الحاضر الأهمية القصوى جدًا لكل مجتمع وبيئة ومحيط مهما صغر حجمها، فبالقيادة الصحيحة يسمى ذلك المحيط ويصنع أجيال تعلم مكانتها جيدًا جدًا أمام مجتمعها وأمام موطنها الأم.
في مسيرتي بالحياة كونت مفهوم محزن لتلك الصفة، لم تكن بيئة واحدة فقط أجمعت بها حتمية ذلك بل كانت العديد من البيئات التي خالطتها، وقلة من أرتكز منهم على أن يحيي حب تلك المهارة في نفسي ويجعلني أعلم جيدًا نجاح المحيط الذي كان قائده له دور كبير في ترسيخ قوته وبنيانه، وبين قائد أحتفظ مع تلك المهارة بأن يشكل الثبات فقط دون الكفاءة والتجديد، وبين الآخر الذي أختار الفشل فيه، وبعضهم ممن يتضمنون آخر فئة تنتهي بيئتهم بالانغلاق، وبعضهم تنتهي بالنفوذ لما يحملونه من مكانة أو مادة تحتم عليهم الاستمرار في تجديد المرؤوسين فقط.
على سبيل المثال إن كان باستطاعتنا تذكر الواقعة المؤلمة التي أودت بالصين بأن تكون شائبة وخالية من كل المعونات الأساسية التي بحاجتها، وكيف أن تلك الدولة لم تقرر وحدها بأنها بحاجة للنهوض، بل كان ذلك قرار جماعي من المواطنون الذين شكلوا قادة في ذواتهم حتى يتماسك ذلك الموطن جيدًا ويصبح من العدم إلى الحياة.
تكمن المشكلة الأخرى في القياديون أنهم يعتقدون آنفًا أن القيادة تستوجب فقط أن يكونوا ذوي خبرة خارج مجال القيادة، أي الخبرة في مجال العمل نفسه فقط. صحيح أن ذلك ضروري ومهم في عملهم كقادة لأنه يخدمهم في معرفة القصور؛ فعندما كان مرؤوس كان يعلم الفجوات الحقيقية التي تسببت بأي ضرر كان يعيق عمله، لكن لكونك قائد تحتاج التحلي لصفات وخبرات تضعك في الموضع الصحيح للتعامل مع أي عائق آخر؛ فمعرفتك لحل مشكلة عندما كنت مرؤوس لا تعني بالضرورة أنك تستطيع حلها كقائد لأن القائد يرى بجانب واسع مليء بتفرعات أخرى عديدة.
قد يأتي لذهن القائد الآن عن ماهية العلاج الذي سأضعه؟ أو الحلول السحرية التي سأرسمها له؟ لكن الجواب في كل ذلك يكمن فقط في وضعها موضع المهارة التي علينا أخذها بجديةٍ تامة عندما يتعلق ذلك بأن تكون المسؤول عن موظفين وعاملين تحت قيادتك، مهارة عليك احتكامها جيدَا في مواضعها الصحيحة، ولا تتعلق بأن تكون من ذوي النفوذ أو المادة حتى تضعها في عاتق ليس مؤهلاً لها.
بعض النصائح الهامة التي عليك التنبه لها
- القائد الإداري عليه أن يتفحص دائمًا ويعلم الثغرات بنفسه بين الحين والآخر، لأن معرفة رأس المشكلة الحقيقية دائمًا ما يساعد على حلها.
- أن تعلم جيدًا أن المرؤوسين لا يقلون أبدًا عن النهوض بمؤسستك إلى أعالي النجاح فأحسن اختيارهم وأحسن معاملتهم حتى تجد بهم حب العمل وشغف المثابرة.
- أعلم جيدًا كيف توجه قراراتك كيفما يشاء الحدث والموقف لها من اللين والجد.
- يجب أن يكون هدف المؤسسة ورؤيتها واضح وبيِّن حتى يشكل مفهوم حقيقي وبنيان راسخة في ذهنك وأذهان المرؤوسين.
سأختمها بمقولة الدكتور غازي القصيبي: ” “ثلاث صفات لابد من توفرها في القائد الإداري الناجح، الأول صفة عقلية خالصة ” معرفة القرار الصحيح”، والثانية صفة نفسية خالصة “اتخاذ القرار الصحيح”، والثالثة مزيج من العقل والنفس ” القدرة على تنفيذ القرار الصحيح “.
يجب على القائد اليوم أن يعلم أن المرونة لا تشكل بالضرورة انسياب المرؤوسين في العمل على عدم الانضباط، حتى أن الحزم ليس بالضرورة يشكل جمود العمل لهم والشعور بالتسلط، الأمر بحاجة لمعرفة مواقع اتخاذ القرارات الصحيحة والتوازن فيما يتناسب مع الظروف المحيطة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 466
ما هي القيادة وماذا على القائد أن يفعل؟
link https://ziid.net/?p=105112