كيف نتغلب على التفكير المفرط والإرهاق الفكري؟
يمكن أن يؤدي الإفراط في التفكير إلى مشكلة عاطفية خطيرة ويزيد من خطر التعرض لمشاكل صحية على المدى البعيد
add تابِعني remove_red_eye 756
التفكير هو حالة ذهنية يتميز بها الإنسان، وذلك عن طريق التخيّل وتصوُّر الأمور بشكلٍ معيَّن بهدف حلّ مشكلة معينَّة، وهذا أمرٌ تتميز به كلّ المخلوقات، ولكن ما لا ندركه أن هذا التفكير سيتطور إلى مرحلة تتَّسِم بنوع من المبالغة، مثل: التدقيق بالأشياء أو تهويلها من حين إلى آخر حتى تستحوذ الأفكار على كامل عقولنا فتأخذنا من هنا وهناك وندخل في دوامة من المشاكل الصحية، فالتفكير الزائد أمرٌ مرهق للغاية، إذا لم نتعرّف على كيفية التعامل معه فسيؤدي الأمر إلى نتائج سلبية على صحتنا.
تقول كاثرين بيتمان استاذة علم النفس في كلية سانت ماري:
ومن هنا -عزيزي القارئ- سنشرح مفهوم التفكير الزائد
التفكير الزائد
يتخذ عِدّة أشكال مختلفة مثل:
- التدقيق في التفاصيل الصغيرة والكبيرة لأي موقف نتعرض له في حياتنا.
- الخوف والذعر المبالَغ فيه من المستقبل.
- دائمًا نفكر فيما قلناه بالأمس هل كان صوابًا أم خطأ؟ وما هي نظرة الناس إلينا؟
ودائمًا تستحوذ عبارات “ماذا – لو – يجب” على عقول المصابين بهذا المرض، خصوصًا الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فَهُمْ قلقون للغاية بشأن ما ينشرونه وكأنهم محكومون بالإعدام وينبغي عليهم الإدلاء بشهادة أمام لجنة المُحلِّفِينَ أمام المحكمة، وهذا المرض يأخذنا إلى حلقة من التفكير لا نهايةَ لها، مما يؤدي إلى استنزاف كل طاقاتنا والتحكم في حياتنا ويَسْلُبنا المشاركات النشطة في كل شيء.
ومِن هذه الحلقات التفكير بشكلٍ متكررٍ وتطرح أسئلة على نفسك مثل: لماذا حدَثَ ذلك؟ وماذا كان يَقصد فلان؟ وإلخ … وبهذه الحالة سوف تحصر دماغك في دوامة من القلق ويتحول وقتك الثمين إلى جحيم، ولكن لا تقلق فإن علماء النفس قد وجدوا حلولًا لهذه المشكلة وكيفية التعامل معها والتي سنشرحها في هذا المقال .
- 10 طرق بسيطة تساعدك على التغلب على كثرة التفكير
- التفكير الإيجابي و التفكير السلبي: أهمية الأفكار التي تدور في أذهاننا
كيف نتمكن من هزيمة التفكير الزائد أو القلق المزمن للتخلص من إرهاق الضغط الفكري؟
القلق المُزْمن لا يستحوذ دائمًا على الفكر وإنما هو حالة نفسية تتطور بمرور الزمن، ولكن يمكن التخلص منه إذا استطعت أن تنظر للحياة من منظور مختلف، وللتغلب على الإفراط في التفكير ينبغي عليك التغلب على الصوت الداخلي الذي يسبِّب لك إزعاجًا مستمرًّا طوال اليوم، ولكي تتغلب على هذا القلق المزمن والتفكير الزائد أنصحك أن تتبع الخطوات التالية:
- قُمْ بإعادة صياغة المشكلة وحوِّلها إلى نتيجة إيجابية، على سبيل المثال: قُمْ بتحويل عبارة “ماذا لو حصلت هذه المشكلة؟” إلى “ماذا أفعل لمنع حدوث هذه المشكلة؟”
مثالٌ آخر: بدلًا من أن تفكر “ليس لدي أصدقاء جيدون” حوّل سؤالك إلى “كيف يمكنني أن أحصل على أصدقاء رائعين“.
- ابحث عن طريقة بنّاءة لمعالجة أي مخاوف أو أفكار سلبية.
- اكتب مشاكلك على الورق قبل النوم واقرأها ثم قُمْ بتمزيقها.
- حاول أن تغير نمط تفكيرك قدر المستطاع، فمن خلال تغيير نمط تفكيرك سيتغير نمط حياتك.
بعد أن وضعنا النقاط المهمة، يجب ألَّا تنسى عزيزي القارئ أن أغلب الأفكار التي تدور في رأسك هي مجرد أوهام يختلقها عقلك الباطن نتيجة التفكير المفرط في مشكلة معينة، فحاول أن تغير نمط تفكيرك، ويمكن أن يؤدي تغيير نمط التفكير تحديًا صعبًا، ولكنه ليس مستحيلًا، فمن خلال تقبُّل واقعك والتقليل من التفكير غير الضروري ستتمكّن على التغلّب تدريجيًّا على هذه المشكلة .
كل ما أطلبه منك هو ألَّا تَضِيع في الأفكار التي تخبرك بأنّ يومك كان سيئًا وماذا سيحدث غدًا؟ وما كان يمكن أن يحدث؟ وما كان ينبغي أن تفعله بشكلٍ مختلف؟ لأن من خلال هذا النمط من التفكير يمكن أن يؤثر الإجهاد العقلي بشكلٍ خطير على جودة حياتك والإنتاجية .
والآن قل لي عزيزي القارئ: هل كان يومك جيدًا أم سيئًا؟ حسنًا، سأفترض أنَّ يومك كان سيئًا فبكل بساطة انْسَ هذا اليوم لأنه انتهى وحقِّق غدًا ما لم تحققه اليوم وهذا كل شيء .
أتمنى أنك قد استفدت من هذه الملاحظات أيها الرائع، فالحياة جميلة ورائعة، وهي أكبر من أن تحصرها بمشكلة.
add تابِعني remove_red_eye 756
مقال هام يساعدك على التعامل مع الإفراط في التفكير
link https://ziid.net/?p=58502